ما هو فيتامين ك؟ أعراض نقص فيتامين ك أسباب نقص فيتامين ك الوقاية من نقص فيتامين ك فيتامين ك هو السد المانع لتفجُّر أنهار الدم خارج شرايين الجسم، فهو العقبة أمام حدوث نزيفٍ لا يتوقّف، كما أنّه من الفيتامينات الضرورية للحفاظ على كثافة العظام ومنع هشاشتها، وقد يُؤدِّي نقص فيتامين ك إلى استمرار النزيف عقب الجرح، أو حدوث نزيفٍ في أي مكان بالجسم حتى في أعضائه الداخلية، فما أبرز أعراض نقص فيتامين ك، ومن أين تحصل عليه للحِفاظ على صحتك؟ أحد الفيتامينات الذوّابة بالدّهن، وله دور في تخثُّر الدم، ومنع النزيف، وقد اكتُشِف مصادفة في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين بعد تجربة أنظمة غذائية تقييدية على الحيوانات، أفضت إلى نزيفٍ شديد. تشمل الوظائف الرئيسة لفيتامين ك في الجسم ما يلي: تخثُّر الدم هو المهمة الأولى والوظيفة الرئيسة لفيتامين ك، إذ يُسهِم في صُنع 4 بروتينات من أصل 13 بروتينًا أساسيًا لتخثُّر الدم، وهذه العملية ضرورية لمنع النزيف عقب التعرُّض لجرحٍ أو إصابةٍ، وإلّا فقد الإنسان قدرًا كبيرًا من الدم. ولأجل هذه الوظيفة التي يقوم بها فيتامين ك، ينبغي الحذر عند تناول مكملاته، خاصةً إذا تزامن ذلك مع تناول أدوية السيولة، إذ قد يُؤثِّر سلبًا في فعالية هذه الأدوية. يُقوِّي فيتامين ك العظام من خلال المساعدة في صُنع "أوستيوكالسين"، الذي يمنع انخفاض كثافة العظام، وأشارت بعض الدراسات، حسب "clevelandclinic"، إلى أنّ زيادة تناول فيتامين ك يوميًا يُقلِّل خطر الإصابة بكسور العظام، ويُساعِد على الحفاظ على كثافة العظام، كما يصف بعض الأطباء مكملات فيتامين ك في بعض البلدان لعلاج هشاشة العظام. لكن فيتامين ك وحده ليس هو المُؤثِّر الأكبر في العظام، إذ قد تتدهور صحتها مع نقص الكالسيوم أو فيتامين د ومِنْ ثَمّ فما زالت هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات قبل التوصية بمكملات فيتامين ك في علاج هشاشة العظام. أظهرت دراسةٌ حديثة في مجلة جمعية القلب الأمريكية "The Journal of American Heart Association" أنّ الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية غنية بفيتامين ك، لديهم خطر أقل بنسبة 34% للإصابة بتصلُّب الشرايين، وذلك مقارنةً مع مَن يتناولون كمية أقل من الطعام الغني بفيتامين ك. وقد يكون ذلك مرتبطًا بمُشارَكة فيتامين ك في تكوين بعض المُركّبات أو البروتينات التي تُساعِد على منع تصلُّب الشرايين أو تكلّسها، الأمر الذي لو تُرِك هكذا لأدّى إلى أمراض القلب. يُحافِظ فيتامين ك على حِدّة الذهن مع تقدُّم العمر، فقد أظهرت دراسة أنّ من تجاوزوا 70 عامًا من العمر، ويحصلون على كميةٍ وفيرةٍ من فيتامين ك "خاصةً من مصادره النباتية" كانت ذاكرتهم اللفظية أفضل. ثمّة أنواع عديدة من فيتامين ك، وما يُوجَد في حمية الإنسان من الفيتامين؛ هما فيتامين ك1، وفيتامين ك2. اقرأ أيضًا:ما دور الفيتامينات في تطوير الرؤية والحماية من مشاكل العين؟ يُعرَف فيتامين ك1 بـ"الفيلوكينون"، ويُوجَد بوفرةٍ في الأطعمة النباتية، مثل الخضروات الورقية، ويُمثِّل 75 - 90% من مجموع فيتامين ك الذي يحصل عليه الإنسان، حسب "healthline". ومن أهم الأطعمة الغنية بفيتامين ك1 ما يلي: جديرٌ بالذكر أنّ فيتامين ك1 الموجود في النباتات لا يُمتص كاملاً بوساطة الجسم، فقد قدَّرت دراسةٌ أنَّ ما يُمتص من الفيتامين لا يتجاوز 10% فقط. يُوجَد فيتامين ك2 في الأطعمة المُخمَّرة والمنتجات الحيوانية، كما تُنتِجه أيضًا بكتيريا الأمعاء، وهو ينقسم إلى عِدّة أنواعٍ، تُعرَف بـ"الميناكينون"، والتي تُسمَّى بحسب السلسلة الجانبية في التركيب الكيميائي، وتختلف مصادر فيتامين ك2، حسب أنواعه الفرعية. فمثلاً "MK-4" أحد الأنواع الفرعية لفيتامين ك2، يُوجَد في بعض المنتجات الحيوانية، مثل صفار البيض، والدجاج، والزبدة، ومن الأطعمة الغنية بفيتامين ك2 عمومًا: ويظنُّ الخبراء أنّ فيتامين ك2 أفضل في الامتصاص من فيتامين ك1، إذ يُوجَد في الأطعمة الدهنية، ما قد يجعل امتصاصه أفضل، كما أنّه يدور في الدم فترةً أطول من فيتامين ك1؛ نظرًا لتركيبه الكيميائي الذي يُساعِده على ذلك. أبرز خطرٍ يتبع نقص فيتامين ك هو كثرة النزيف، إذ يختلّ تصنيع الجسم لبروتينات التخثُّر جراء نقص الفيتامين، وهذا قد ينعكس في مجموعةٍ من الأعراض، تشمل ما يلي: نظرًا لأنّ فيتامين ك يُسهِم في إنشاء بروتينات التخثُّر في الدم، التي تُساعِد في تجلُّط الدم بشكل صحي بعد الجرح، فقد يُؤدِّي نقص فيتامين ك إلى النزيف المفرط بعد أقل جرحٍ يتعرَّض له جسم الإنسان، كما قد يتأخَّر التئام الجرح. اقرأ أيضًا:للوقاية من الفيروسات.. إليك أفضل الفيتامينات والمعادن المعززة للمناعة تحدث الكدمات نتيجة تلف الأوعية الدموية الدقيقة أسفل الجلد، ما يُؤدِّي إلى خروج الدم منها، وقد يُؤدِّي نقص فيتامين ك إلى سهولة تكوُّن الكدمات من وقتٍ لآخر دون أن يتعرَّض الإنسان لضربةٍ مثلاً، أو مشكلةٍ صحية ما تُمزِّق الأوعية الدموية - وإن كان من الواجب البحث عن سبب الكدمات إن تكرّرت بين الحين والآخر دون سببٍ واضح -. قد يتجمّع الدم أسفل الأظفار دالاً على نقص فيتامين ك في الجسم، لكنّ فيتامين ك ليس وحده المُحافِظ على صحة الأظفار، بل هو قد يمنع تجمُّع الدم أسفلها، وثمّة فيتامينات أخرى تُحافِظ على صحة الأظفار، مثل البيوتين. مع نقص فيتامين ك قد ينزف المرء من أي مكان، والجهاز الهضمي ليس استثناءً، فإذا كان نزيف المعدة، فسيتغيَّر لون البراز إلى اللون الأسود على الأرجح، وإن كان نزيف الجهاز الهضمي من الأمعاء أو القولون، فسيخرج البراز مع دمٍ أحمر، ولنزيف الجهاز الهضمي أسباب مُتنوِّعة، مثل قرح المعدة الشديدة، والتهاب القولون، وغير ذلك، لكن مع نقص فيتامين ك، قد تكون فرص المعاناة من النزيف أكبر، وإمكانية منعه أضعف. ويُنصَح عمومًا في حالة نزول دمٍ مع البراز باستشارة الطبيب لإجراء الفحوصات والاختبارات المطلوبة؛ لرصد أي مشكلةٍ صحيةٍ - سوى نقص فيتامين ك - قد تكون السبب وراء ذلك النزيف. من الشائع أن تنزف الأنف، خاصةً مع تمزُّق الأوعية الدموية الدقيقة بها، وهذا قد يحدث أيضًا مع نقص فيتامين ك؛ لذلك يُفضّل استشارة الطبيب حال تكرُّر الرعاف أو نزيف الأنف. اقرأ أيضًا:نقص فيتامين B12: مفهومه.. أسبابه.. أعراضه.. وكيفية علاجه كذلك قد ينزل الدم مع البول مع نقص فيتامين ك، لكن ينبغي استشارة الطبيب حال حدوث ذلك الأمر؛ لأنّه قد ينجم أيضًا عن مشكلات أخرى أخطر، مثل سرطان الكلى، أو التهاب الكلى، أو حصى الكلى، أو غير ذلك من اضطرابات الجهاز البولي. تمرُّ السيدات بنزيفٍ شهريٍ مُعتاد، له وقتٍ مُعيّن وكمية مُحدَّدة تعرفها كل امرأةٍ عن نفسها ولو بالتقريب، وفيتامين ك له دور في تنظيم عمل هرمون الإستروجين؛ لذلك فإنّ نقص فيتامين ك قد يُؤدِّي إلى زيادة سُمك بطانة الرحم، ما يُفضِي إلى غزارة الطمث، واستمرار نزيف الدورة الشهرية بصورةٍ أغزر أو لفترةٍ أطول عن المُعتاد. من علامات نقص فيتامين ك، لكنّها قد تكون كذلك دلالة على نقص فيتامين سي، إذ يتسبَّب هو الآخر في نزيف اللثة، ويُفضّل استشارة الطبيب لمعرفة سبب نزيف اللثة، وأفضل طريقةٍ للعلاج. ثبتت العلاقة بين الحصول على فيتامين ك وزيادة كثافة العظام، والحفاظ على صحتها، ومنع هشاشتها؛ لذا قد يُؤدِّي نقص فيتامين ك إلى هشاشة العظام، وكسور العظام، وآلام العظام والمفاصل، إذ يُعدّ نقص فيتامين ك من عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام، وتُعدّ السيدات اللاتي بلغن سن اليأس أكثر عُرضةً لذلك مِمّن هُنّ في عُمر الشباب. قد يُساعِد فيتامين ك في الحفاظ على وظائف القلب وأدائه مهماته بفعّالية عالية، وقد يُؤدِّي نقصه إلى تكلُّس الشرايين وزيادة خطر تصلُّبها، ما يُنذِر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، لكن لا تزال هناك حاجةٌ إلى مزيد من الدراسات والأبحاث لتأكيد دور فيتامين ك في حماية القلب. اقرأ أيضًا:أفضل 5 فيتامينات لتنشيط العصب السمعي قد ينقص فيتامين ك في جسم الإنسان لأسباب عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي: ينبغي الحصول على 90 ميكروغرامًا من فيتامين ك يوميًا للسيدات، و120 ميكروغرامًا يوميًا للرجال؛ لمنع نقص الفيتامين، ويسهل الحصول على الاحتياج اليومي عبر الأطعمة الغنية بفيتامين ك. لكن قد لا يتناول بعض الناس الأطعمة الغنية بفيتامين ك ضمن نظامهم الغذائي اليومي، وهذا نادر، لكنّه قد يحدث إمّا لنقص الطعام المليء بالفيتامين مثلاً، أو للمعاناة من اضطرابات الأكل. وقد أُجريت تجربتَين سريريتَين على 42 شخصًا، تناولوا حمية قليلة الخضروات الورقية "مصدر فيتامين ك1"، أدّى ذلك إلى انخفاض مستويات فيتامين ك لديهم في الدم. وفي دراسةٍ أخرى، أُجريت على 54 امرأةٍ يُعانِين انسداد الشهية، ونقص فيتامين ك، فقد كُنّ على خطر المعاناة من فقدان العظام وهشاشتها، واضطرابات الأكل أخطر عند الحوامل عن غيرهنّ، إذ قد تُحرم الأم من فيتامين ك، وتحرم وليدها أيضًا من ذلك الفيتامين. قد يصعب هضم الدهون بسبب اضطراب عمل الكبد؛ المُنتِج للعصارة الصفراوية، أو البنكرياس؛ المُنتِج للإنزيمات الهاضمة، ما يُؤثِّر في إمكانية هضم وامتصاص الفيتامينات الذوّابة بالدُهن، مثل فيتامين ك، ومن أمثلة المشكلات الصحية التي قد تُسبِّب ذلك: قد يتعذّر امتصاص فيتامين ك في الجهاز الهضمي؛ بسبب المعاناة من بعض الأمراض التي تحول بين الجسم وبين امتصاص فيتامين ك، وذلك مثل: اقرأ أيضًا:أفضل 5 فيتامينات لتقليل آلام المفاصل.. وأهم الأطعمة الغنية بها عادةً يلتزم المُصابُون بمرض الكلى المُزمن بنظامٍ غذائي منخفض البوتاسيوم أو الفوسفور، وهذا النظام الغذائي قد تنقص منه الأطعمة الغنية بفيتامين ك، مثل الخضراوات الورقية الداكنة ومنتجات الألبان، ومِنْ ثَمّ قد يحتاجون إلى مكملات فيتامين ك للحفاظ على صحة الدم والأوعية الدموية. قد تزيد بعض الأدوية نقص فيتامين ك، خاصةً مع تناولها لفتراتٍ طويلة أو بجرعات كبيرة، ومع ذلك لا ينبغي تغيير الجرعة، أو وقف تناولها إلّا بالرجوع إلى الطبيب، ومن الأدوية التي قد تُسبِّب نقص فيتامين ك: قد يُؤدِّي الحصول على جرعات عالية من فيتامين هـ إلى اضطرابات النزيف، وقد أظهرت بعض الدراسات تسبُّب هذه الجرعات العالية في نقص فيتامين ك، كما قد يمنع فيتامين هـ - بجرعاتٍ كبيرةٍ - تحويل فيتامين ك1 إلى فيتامين ك2 خارج الكبد؛ لذلك لا ينبغي الإفراط في تناول أي مكمل غذائي، واستشارة الطبيب لمعرفة الجرعة المناسبة لك. من يتناولون الكحول أو الأدوية المُخدِّرة مُعرّضون لنقص العناصر الغذائية عمومًا، ومنها فيتامين ك، ففي دراسةٍ أُجريت على 20 رجل يُدمِنون الكحول، عانى 60% منهم نقص فيتامين ك. يُعدّ الأطفال حديثو الولادة أكثر عُرضةً لنقص فيتامين ك، ومِنْ ثَمّ المعاناة من مشكلات النزيف، إذ لا يتلقّى الأطفال وهم أجِنّة ما يكفي من فيتامين ك من خلال المشيمة أو الكبد، كما أنّ أمعاءهم ليس بمقدورها إنتاج فيتامين ك كالبالغين. وإلى جانب ذلك فإنّ حليب الأم لا يحتوي على ما يكفي من فيتامين ك، ما يجعل نقصه عند الأطفال حديثي الولادة والرضع أمرًا شائعًا، والخطورة أنّ النزيف الناجم عن نقص فيتامين ك قد لا يكون مرئيًا للطبيب أو الوالدين، إذ عادةً ما يحدث في الأعضاء الداخلية، بما في ذلك الدماغ، ونزيف الدماغ مثلاً يُهدِّد بتلف الدماغ، كما يُهدِّد حياة الرضيع. ينقسم نقص فيتامين ك عند الأطفال إلى 3 أقسام: اقرأ أيضًا:ما أسباب وأعراض نقص فيتامين د؟.. إليك مخاطره وطرق علاجه تشمل أعراض نقص فيتامين ك عند الأطفال ما يلي: قد يكون بعض الأطفال أكثر عُرضةً لنقص فيتامين ك في أجسامهم لأيٍ من الأسباب الآتية: يُمكِن علاج نقص فيتامين ك عند الأطفال والوقاية منه بالحصول على حقنة فيتامين ك بعد الولادة، تتراوح جرعتها بين 0.5 - 1 مغم، أمّا لو كان الطفل يُعانِي أعراضًا شديدة، فقد يحتاج إلى حقن الدم والبلازما. وعندما يتلقّى الطفل جرعة فيتامين ك، فإنّ الكبد يُخزّن الفيتامين للمساعدة في تخثُّر الدم، وينطلق الفيتامين في الدم ببطء خلال الأشهر التالية إلى أن يبدأ الطفل في تناول الطعام والحصول على فيتامين ك من الطعام. نعم، تُعدّ الحقنة آمنة للطفل، إذ اكتملت الدراسات منذ التسعينيات لتحديد مدى أمان حقن فيتامين ك، كما أنّ آثارها الجانبية طفيفة، تشمل الألم المؤقت في موضع الحقن، والكدمات. ينبغي تغطية احتياج الجسم من فيتامين ك لمنع نقصه، والوقاية من النزيف، فينبغي للرجال الحصول على 120 ميكروغرامًا من فيتامين ك يوميًا، وللسيدات الحصول على 90 ميكروغرامًا من فيتامين ك يوميًا، وهذا يسير من خلال إضافة كوب من السبانخ مثلاً إلى العجة أو السلطة، أو ½ كوب من البروكلي إلى العشاء. كما يمكن الحصول على فيتامين ك من مصادره الغذائية، مثل الخضراوات الورقية، والناتو، والجبن، والدجاج، كما يُمكِن تناول الأطعمة المحتوية على دهونٍ صحية، مثل زيت الزيتون؛ للمساعدة في امتصاص فيتامين ك واستفادة الجسم منه. وإذا لم يتيسّر الحصول على فيتامين ك من نظامٍ غذائي متوازن، فيُمكِن تناول مكملات فيتامين ك لتعويض نقصه، مع الحذر من تناولها مع أدوية السيولة، كما ينبغي استشارة الطبيب لمعرفة الجرعة المناسبة منها.
مشاركة :