قال داي بينغ، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، يوم الاثنين، إن الصين تدعم جهود بعثة الأمم المتحدة لتقديم مساعدة انتخابية بناءة في جنوب السودان. وقال داي في تفسيره للتصويت على مشروع قرار مجلس الأمن الدولي الذي يمدد ولاية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان: "تدعم الصين جهود بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بما يراعي الوضع الحقيقي والاحتياجات الخاصة للبلاد لتقديم مساعدة انتخابية بناءة لجنوب السودان". وشدد على أن مثل هذه الجهود "يجب أن تحترم بشكل كامل سيادة وملكية جنوب السودان وأن تتشاور مع جنوب السودان بشكل كامل لتجنب فرض حلول خارجية ومعايير غير واقعية". وقال داي "عند القيام بذلك، يجب أن تحترم بشكل كامل سيادة وملكية جنوب السودان، وأن تتشاور معه بشكل كامل لتجنب فرض حلول خارجية ومعايير غير واقعية". وأضاف "باعتبارها دولة مساهمة كبرى بقوات في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، شاركت الصين دائما بنشاط في عمل البعثة وتظل ملتزمة بتقديم مساهمات أكبر لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في جنوب السودان". واستطرد قائلا: "تدعم الصين بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في الوفاء بتفويضها. ومع ذلك، فإن مشروع القرار الذي تم التصويت عليه للتو يضع ضغوطا لا داعي لها على حكومة جنوب السودان من نواح كثيرة، والترتيبات الخاصة بتفويض بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بعيدة كل البعد عن الواقع، الأمر الذي اضطر الصين إلى الامتناع عن التصويت". وانتقد السفير مشروع القرار لنهجه تجاه الشؤون الداخلية لجنوب السودان، لا سيما فيما يتعلق بالانتخابات العامة المقبلة. وأوضح أن "مشروع القرار يوجه اتهامات قاسية ضد حكومة جنوب السودان بشأن قضايا مثل الانتخابات العامة وحتى الحكم على الشؤون الداخلية لجنوب السودان، وهو ما يتجاوز بوضوح حدود المعقول". وأشار داي إلى أن جنوب السودان، الذي استكمل مؤخرا مقومات الدولة، يفتقر إلى الخبرة اللازمة لتنظيم الانتخابات العامة بشكل فعال. وفي معرض حديثه عن مسؤولية بعثات حفظ السلام، قال داي "إن المسؤولية الأساسية عن حماية المدنيين تقع على عاتق البلد المعني، ويجب ألا تتجاوز بعثات حفظ السلام تفويضها، وألا تبالغ في التأكيد على استخدام القوة". وسلط داي الضوء على المخاوف إزاء ضغوط البعض من أجل منح بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان تفويضا هجوميا، قائلا إن ذلك "لن يعرض قوات حفظ السلام للخطر فحسب، بل سيعرض في النهاية تعاون البعثة مع جنوب السودان للخطر". كما أعرب داي عن خيبة أمله إزاء التعامل مع عملية صياغة القرار. وقال "خلال المشاورات، قدمت الصين تعديلات معقولة بشأن قضايا مثل تغير المناخ وحقوق الإنسان وتقييم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان لحماية المدنيين. ومع ذلك، لم يستمع حامل القلم بعناية ولم يأخذها بعين الاعتبار". وانتقد العملية باعتبارها متسرعة وغير تعاونية، مضيفا "لقد وضعت المسودة باللون الأزرق للتصويت عليها حتى عندما كانت لا تزال هناك خلافات. نحن قلقون بشأن مثل هذه الممارسة التي لا تفضي إلى تعزيز التوافق أو الحفاظ على وحدة المجلس". وشدد داي على أن "حامل القلم ليس امتيازا، بل مسؤولية"، وحث حامل القلم على أن يظل "شاملا وموضوعيا ومحايدا، وأن يستمع بشكل كامل إلى آراء الدول المعنية، وأن يعالج المخاوف المشروعة لجميع الأطراف.
مشاركة :