قدرت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة وجود أكثر من 10 آلاف مفقود تحت أنقاض مئات المباني المدمرة في القطاع منذ بدء الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أكتوبر الماضي وحتى اليوم. وقال بيان صادر عن المديرية اليوم (الثلاثاء) إن المفقودين غير مدرجين في إحصائية وزارة الصحة لعدم تمكن الطواقم المختصة من انتشالهم وعدم تسجيل وصولهم إلى المستشفيات. وذكر البيان أن طواقم الدفاع المدني تواصل القيام بواجبها الإنساني وسط استمرار "العدوان" الإسرائيلي على القطاع لأكثر من مائتي يوم. وأشار إلى حالة "العجز الكبير في نقص المعدات والمركبات والآليات اللازمة للبحث عن المفقودين تحت أنقاض المنازل والبنايات المدمرة وتدمير الآليات الثقيلة منذ الأيام الأولى للعدوان". وأفاد البيان بأن الطواقم تلقت العديد من النداءات من الأهالي وفرق شبابية متطوعة لمساندة جهود ومبادرات فردية في محاولات استخراج الجثامين في عدد من المنازل والبنايات السكنية التي مضى على تدميرها عدة أشهر. وتابع أن طواقم الدفاع المدني شمال غزة شرعت في هذه المهام بمساندة الأهالي والفرق المتطوعة بما يتوفر من أدوات يدوية بسيطة، وبرغم ما تعرضت وتتعرض له من تناقص في الكادر البشري، وشحّ في الإمكانات والمعدات. وقدر البيان أن العمل بهذه الآلية البدائية سيستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام، لافتا إلى أن استمرار تكدس آلاف الجثامين تحت الأنقاض بدأ يتسبب بانتشار الأمراض والأوبئة، مع دخول فصل الصيف الذي يسرّع في عملية تحلل الجثامين. ودعا البيان الأمم المتحدة للضغط بإدخال المعدات الثقيلة اللازمة لتمكينها من إنقاذ حياة المصابين بفعل القصف الإسرائيلي المستمر، وكذلك استخراج الجثامين التي تتحلل تحت الركام، وباتت تتسبب في كارثة صحية جديدة للسكان. وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم ارتفاع حصيلة القتلى إلى 34535 شخصا والمصابين إلى 77704 أشخاص جراء هجمات إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقالت الوزارة في بيان إن عددا من الضحايا ما يزال تحت الركام وفي الطرق ويمنع الجيش الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم. في المقابل، أفاد الجيش الإسرائيلي بمهاجمة 24 هدفا في قطاع غزة خلال الساعات الماضية من بينها فتحات أنفاق ومنصة إطلاق صواريخ، بحسب الإذاعة العبرية العامة. وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أدت إلى دمار كبير في المنازل والبنية التحتية، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.
مشاركة :