طال عمر الإخوان وهم يحلمون بتحقيق حلمهم الطويل القديم الجديد، فمنذ قرابة قرن من الزمن وهم يعملون جاهدين على الوصول إلى كرسي الحكم في أي بلد ممكن الوصول إليه، ولكن الظروف التي كنا نعيشها لم تمكنهم من تحقيق أهدافهم وطموحاتهم التي يعلم الله تعالى سرها وجهرها، كما أنها لم تكن تخفى على العارفين بفكر الإخوان ومنهجهم، ومع الأسف الشديد كان كثيرون من أبناء شعوبنا متعاطفين معهم ولكنهم معذورون بجهلهم لأنهم لا يعرفون حقيقتهم وفكرهم، ولو عرفوهم حق المعرفة كما عرفناهم نحن لما وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه، ولما تقلد الإخوان حكم مصر وغيرها، ومن لا يعرف حقيقتهم وفكرهم ومنهجهم إلى الآن فعليه أن يراجع نفسه قبل كل شيء، وهل هو حر في تفكيره ورأيه أم هو تبع لكل من هب ودب، ولمثل هؤلاء أقول الإخوان هداهم الله تعالى للحق أصحاب فكر دخيل لأنهم أهل تحزب وأمتنا بفضل الله واحدة من غير حزب وتحزب، أما منهجهم يبغون من خلاله الوصول للحكم بأية طريقة كانت وقاعدتهم في ذلك قاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) وعندنا في الإسلام الغاية لا تبرر الوسيلة، فإذا كانت الغاية مشروعة فيجب أن تكون الوسيلة مشروعة، وإذا كانت الغاية محرمة فالوسيلة الموصلة لها محرمة أيضا، وحقيقتهم يتسترون بالإسلام تارة وبالديمقراطية تارة وبالحرية تارة أخرى فهم كما وصفهم الله تعالى «مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا» (النساء 143) فهم أهل مصالح حيثما وجدت مصالحهم كانوا، وحيثما ضربت مصالحهم انتقدوا وعادوا، من أعطاهم رضوا عنه، ومن منعهم اعترضوا عليه وله حاربوا، استغلوا براءة الناس وحبهم لدينهم وثقتهم في كل من لبس ثوب الدين لتحقيق مصالحهم ورغباتهم ولو على حساب دماء الناس وأعراضهم فكم حذر منهم أهل العلم، ولمنهجهم المنحرف بينوا وفضحوا، ولكن شدة بساطة الناس وطيبتهم لم تجعلهم يدركون ويفهمون مراد أهل العلم من تحذيرهم وما أجمل قول العلامة الألباني عندما سئل عنهم بعد أن فازوا في المرحلة الأولى في انتخابات الجزائر في بداية تسعينيات القرن الماضي فقال الشيخ هذه رغوة صابون، وصدق الشيخ -رحمه الله تعالى- فبعد فترة قصيرة جدا استقالت الحكومة المكلفة بإجراء الانتخابات، وهكذا فشل الإخوان في الوصول حينها إلى كرسي الحكم واليوم التاريخ يعيد نفسه ففشلوا فشلا كبيرا، وانكشف أمرهم للناس فخسروا الحكم والناس وأقول بحق هم عبارة عن رغوة صابون كحكمهم.
مشاركة :