رحيل الكاتب بول أوستر المسكون بالبحث عن الهوية والمعاني الشخصية

  • 5/2/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك - توفي الكاتب الأميركي بول أوستر، صاحب الكثير من الروايات والمجموعات الشعرية والأفلام، والذي اشتهر على الساحة الأدبية العالمية مع صدور سلسلته “ذي نيويورك تريلوجي” (ثلاثية نيويورك)، عن 77 عاما. وقالت جاكي لايدن، وهي صديقة لعائلة الراحل، بعد إبلاغها صحيفة “نيويورك تايمز” بالنبأ، إن الكاتب توفي في منزله في بروكلين بنيويورك. وكانت زوجته الكاتبة سيري هوستفيت أعلنت العام الماضي أن الروائي الأميركي يعاني من مرض السرطان. وبول أوستر المولود عام 1947 في ولاية نيوجيرسي في شرق الولايات المتحدة، أصبح أيقونة أدبية في نيويورك. ويزخر رصيده بأكثر من ثلاثين كتابا، وتُرجمت أعماله إلى أكثر من 40 لغة. ويتخلل الكثير من أعمال أوستر الأخيرة هاجس البحث عن الهوية والمعاني الشخصية، والكثير منها يركز بشكل كبير على دور الصدفة والعشوائية، أو بشكل أعمق مدى ارتباط الأشخاص بأقرانهم وبيئاتهم، إذ تُغيّر مصير شخصياته في أحيان كثيرة. وفي “سيتي أوف غلاس” و”غوستس” و”ذي لوكد روم”، وهي القصص التي تتشكل منها ثلاثيته الشهيرة، تبحث الشخصيات عن هويتها على طريقة المحققين في متاهة مانهاتن التي تعج بناطحات السحاب لكنّ كل شيء فيها يبدو كأنه وهم وسراب. هذا الكاتب المتحدر من عائلة من اليهود الأشكيناز درس الأدب الفرنسي والإيطالي والبريطاني في جامعة كولومبيا في نيويورك. الكثير من أعمال الكاتب يركز على دور الصدفة والعشوائية، أو بشكل أعمق مدى ارتباط الأشخاص بأقرانهم وبيئاتهم وبعد دراسته، عاش في باريس من عام 1971 حتى 1975، وترجم قصائد شعراء فرنسيين، لكنه اضطر للعمل في وظائف عدة قبل أن ينجح في تحقيق دخل كاف من كتاباته. وقد أتاح له ميراث والده الذي توفي عام 1979 التفرغ للكتابة. وذاع صيت أوستر عام 1982 بفضل “ذي إنفنشن أوف سوليتود” (اختراع العزلة)، وهي رواية مستوحاة من سيرته الذاتية يحاول فيها فهم شخصية والده. لكن شهرة الروائي العالمية، خصوصا في أوروبا، تعود بشكل رئيسي إلى عام 1987، من خلال “ثلاثية نيويورك”، وهي سلسلة روائية سوداء مستوحاة من النوع البوليسي. كما كان أوستر كاتب سيناريو، وعُرف خصوصا في هذا المجال بفيلم “سموك” الذي تتمحور قصته حول شخصيات تعيش في الضياع حول متجر للتبغ في بروكلين، إضافة إلى تكملة العمل بعنوان “بروكلين بوغي”، وهما فيلمان أنجزهما مع واين وانغ. ومن أعماله الناجحة الأخرى “مون بالاس” (1989) و”ذي بوك أوف إيلوجنز” (2002) و”ذي بروكلين فوليز” (2005). وقد حظي بول أوستر بتقدير خاص في فرنسا التي كان يعتبرها “بلده الثاني”، وحصل فيها على جائزة ميديسيس للرواية الأجنبية عن كتابه عن “ليفياثان” عام 1993. وكان أوستر يجاهر بتأييده للحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، وقد انتقد في أحد كتبه سياسات الرئيس السابق جورج بوش. وفي أبريل 2022، فقد ابنه دانيال أوستر (44 عاما) الذي رُزق به من الكاتبة ليديا ديفيس، زوجته الأولى. وقد توفي أوستر الابن بسبب “جرعة زائدة عرضية” في نيويورك بعد اتهامه بالقتل غير العمد إثر وفاة ابنته روبي، البالغة عشرة أشهر فقط، نهاية عام 2021، بجرعة زائدة أيضا. وعلى الرغم من تشخيص إصابته بالسرطان في العام نفسه، أكمل بول أوستر كتابه الأخير المفعم بالحنين، بعنوان “بومغارتنر”.

مشاركة :