ياسر رشاد - القاهرة - تستمر المفاوضات بشأن صفقات تبادل الأسرى بين الجانب الفلسطيني "حماس" وسلطة الاحتلال "إسرائيل"، وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" اليوم الخميس، أن الوزير لويد أوستن بحث هاتفيًا مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت مفاوضات صفقة تبادل الأسرى وجهود إيصال المساعدات إلى قطاع غزة والعملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في مدينة رفح. ووفقًا لوكالة" سبوتنيك"، قال "البنتاغون" في بيان له أن أوستن وغالانت "بحثا المفاوضات الجارية بشأن الرهائن وجهود المساعدة الإنسانية والعملية العسكرية التي تريد أن تقوم بها إسرائيل في رفح، وأكد الوزير أوستن من جديد التزامه بالعودة غير المشروطة لجميع الرهائن". وأضاف البيان أن أوستن شدد على أهمية زيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة لإغراق المنطقة، مع ضمان سلامة المدنيين وعمال الإغاثة، وشدد الوزير أيضًا على ضرورة أن تتضمن أي عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح خطة ذات مصداقية لإجلاء المدنيين الفلسطينيين والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية. هذا وتنتظر دول الوساطة "مصر، وقطر، والولايات المتحدة"، رد حماس على مقترح الهدنة لأربعين يوما والتي تشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية. ويأتي هذا المقترح بعد أشهر من الجمود في المفاوضات غير المباشرة الرامية إلى إنهاء الحرب بعدما تم التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر، سمحت بالإفراج عن نحو 105 رهائن لدى حماس من بينهم 80 إسرائيليا ومزدوجي الجنسية في مقابل 240 أسيرا فلسطينيا لدى إسرائيل. وتطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تؤكد عزمها على شن هجوم بري في رفح، حيث لجأ قرابة مليون ونصف مليون فلسطيني غالبيتهم من نازحي الحرب. ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين. وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع. وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 34 ألف قتيل و77 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع. وتعاني كافة مناطق قطاع غزة أزمة كبيرة في المياه والغذاء، جراء تدمير الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية وخطوط ومحطات تحلية المياه، فيما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات أزمة الجوع التي يتخبط فيها سكان غزة مع استمرار الحرب بين حركة حماس وإسرائيل. ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع في 7 أكتوبر الماضي، أحكم الجيش الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة، وقطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان القطاع البالغ عددهم نحو2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية. في غضون ذلك، ارتفعت حدة التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتبادل الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني قصفًا مدفعيًا متقطعًا، وسط مخاوف في إسرائيل من عمليات تسلل محتملة من الحدود. جدير بالذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد في وقت سابق، أن تسوية أزمة الشرق الأوسط، لا يمكن تحقيقها إلا على أساس صيغة "الدولتين"، التي أقرها مجلس الأمن الدولي، وتنص على إنشاء دولة إسرائيلية إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
مشاركة :