وتعرضت سفينة تابعة لخفر السواحل وسفينة حكومية أخرى لأضرار في الحادث الذي وقع في 30 نيسان/أبريل قرب منطقة سكاربورو شول المتنازع عليها، وفق ما أوضحت وزارة الخارجية الفيليبينية. حينها، اتهمت مانيلا خفر السواحل الصينيين باستخدام خراطيم مائية ضد اثنتين من سفنها وبمنع وصولهما إلى منطقة شعاب مرجانية متنازع عليها. وسكاربورو شول منطقة صيد غنية واقعة في بحر الصين الجنوبي واستحوذت عليها الصين في العام 2012 بعد فترة توتر مع الفيليبين. ومنذ ذلك الحين نشرت الصين دوريات تقول مانيلا إنها تعرقل السفن الفيليبينية وتمنع الصيادين من الوصول إلى منطقة الصيد. وأوضحت وزارة الخارجية في بيان أن مانيلا استدعت تشو تشيونغ للاحتجاج على "المضايقة (...) والمحاصرة والمناورات الخطرة واستخدام خراطيم مياه وغيرها من الأعمال العدوانية التي تقوم بها سفن خفر السواحل الصينيين والميليشيا البحرية الصينية". وأضافت أن "تصرفات الصين العدوانية، خصوصا استخدامها خراطيم المياه، تسببت في أضرار" للسفينتين الفيليبينيتين، مطالبة السفن الصينية بمغادرة المياه الضحلة والمناطق المجاورة لها فورا. وأشارت الفيليبين إلى أن الضغط المستخدم في خراطيم المياه خلال حادث الثلاثاء كان أقوى بكثير مما استخدم في السابق وتسبب بأضرار في أجزاء معدنية ومعدات على متن السفينتين الفيليبينيتين. ولفتت وزارة الخارجية الفيليبينية إلى أن استدعاء تشيونغ الخميس هو الاحتجاج الدبلوماسي ال20 الذي تقدمه مانيلا هذا العام وال153 منذ وصول الرئيس فرديناند ماركوس إلى السلطة منتصف العام 2022. ولم ترد السفارة الصينية على الفور على طلبات وكالة فرانس برس للتعليق. وكان خفر السواحل الصينيون أكّدوا أنهم "طردوا" السفينتين الفيليبينيتين من مياههم قرب جزيرة هوانغيان، وهو الاسم الصيني لسكاربورو شول. مناورة عسكرية كبرى وتؤكد بكين أحقيتها بالسيادة شبه الكاملة على بحر الصين الجنوبي، فيما لدول أخرى (الفيليبين وفيتنام وماليزيا وبروناي) مطالبات بالسيادة فيه. وتقع جزيرة سكاربورو المرجانية على مسافة 240 كيلومترا غرب جزيرة لوزون الفيليبينية الرئيسية، وعلى مسافة حوالى 900 كيلومتر من هاينان التي تعدّ أقرب نقطة في البر الرئيسي للصين. وبين مانيلا وبكين سجل طويل من التوترات في بحر الصين الجنوبي الذي تمرّ عبره سلع تجارية تقدّر بمليارات الدولارات سنويا. ففي عام 2013، تقدمت الفيليبين بطلب تحكيم دولي ضد الصين التي تجاهلت قرارا صادرا عن محكمة التحكيم الدائمة في 2016 ينص على أن لا أساس قانونيا لمطالباتها هذه. وفي الأشهر الأخيرة، بلغت التوترات بين الصين والفيليبين مستويات غير مسبوقة وارتفع عدد الحوادث. ففي آذار/مارس، وقع حادثا تصادم بين سفينتين صينيتين وفيليبينيتين في المياه المحيطة بجزر سكند توماس شول. وتأتي هذه الحوادث الجديدة فيما تجري القوات الفيليبينية والأميركية مناورات عسكرية مشتركة تستمر لغاية 10 أيار/مايو، بمشاركة فرنسية للمرة الأولى، في وقت يُثير نفوذ بكين المتزايد في المنطقة مخاوف من نشوب نزاع. واشنطن ومانيلا حليفتان بموجب معاهدة دفاعية، وقد عمّقتا تعاونهما الدفاعي منذ تولّى الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس منصبه عام 2022، مع منح القوات الأميركية إمكان الوصول بشكل أكبر إلى القواعد الفيليبينية. ويؤكد الرئيس الفيليبيني أن بلاده "لن ترضخ" لبكين بشأن سيادتها الإقليمية.
مشاركة :