«معاداة السامية» سلاح الإدارة الأميركية لقمع انتفاضة الجامعات ضد جرائم إسرائيل

  • 5/2/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

انتشرت الشرطة الأميركية في عدة جامعات لتفريق مظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية ووقف الحرب الإسرائيلية على غزة.. وتجمع مئات من أفراد أجهزة إنفاذ القانون في حرم جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس، صباح اليوم  الخميس بتوقيت غرينتش، استعدادا لإخلاء مخيم احتجاج مؤيد للفلسطينيين هاجمه مؤيدون لإسرائيل في الليلة السابقة. الكونغرس الاميركي الإٌدارة الأميركية، تخشى من تصاعد وتيرة الاحتجاجات الجامعية الداعمة لفلسطين، وتحاول اجهاضها أمنيا، وتحاصرها باتهامات «معاداة السامية»، وقد تزامنت المحاولات الأميركية لاحتواء غضب الجامعات، مع إقرار مجلس النواب الأميركي تعديلا يوسع تعريف مصطلح «معاداة السامية»، وتبدو هذه الخطوة ردا على «ربيع الجامعات» الذي هبّ على عشرات الجامعات الكبرى والعريقة في الولايات المتحدة، معلنا تأييده للفلسطينيين، ومنتقدا شن إسرائيل حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وسوف يحال هذا  التعديل إلى  مجلس الشيوخ لكي يعتمده، قبل أن يحال إلى الرئيس بايدن لتوقيعه ونشره. توسيع محظورات «معاداة السامية» يشمل تعديل مصطلح «معاداة السامية»، كل تصو ر معيّن لليهود يمكن أن يتجلّى بكراهية تجاههم. تستهدف المظاهر الخطابية والمادية لمعاداة السامية أفرادًا يهودًا أو ممتلكاتهم ومؤسسات مجتمعية وأماكن عبادة.. أي يتضمن أيضا اللافتات والشعارات التي تناهض ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، والشعارات المعادية لإسرائيل، الحليف الكبير للولايات المتّحدة في الشرق الأوسط. التشريع  الجديد يحد من حرية التعبير في الجامعات ولذلك يتّهم معارضو  ـ تشريع توسيع تعريف «معاداة السامية» ـ  أعضاء الكونغرس، بالسعي لإقرار هذا التشريع سريعًا من أجل استخدامه للحدّ من حرية التعبير في الجامعات الأميركية، رغم أنّ  انتقاد  إسرائيل لا يشكّل في حدّ ذاته تمييزًا مخالفًا للقانون. بينما تتواصل الاحتجاجات داخل وخارج أسوار الجامعات الأميركية، ولا يزال الوضع محتقنا داخل جامعة كاليفورنيا مع الانتشار الأمني المكثف.. ومع توافد أعداد كبيرة من  المتضامنين مع الطلاب المعتصمين إلى محيط  الجامعة.. ورصدت  كاميرا الغد اصطفاف شرطة لوس أنجلوس بأعداد كبيرة أمام جامعة كاليفورنيا وسط ترقب لفض الاعتصام القضية الفلسطينية في قلب الحديقة الأميركية يرى الباحث السياسي الفلسطيني، سليمان بشارات، أن انفجار ثورات شباب الجامعات الأميركية، لم يكن في دائرة التوقعات داخل الإدارة الأميركية التي صدمتها تلك الانتفاضة الداعمة لفلسطين، وهو ما تخشاه إدارة بايدن لأن «ربيع الجامعات» يعني انتقال القضية الفلسطينية من أرض فلسطين ومن قطاع غزة إلى عقر دارها، إلى داخل البيت الأميركي، وفي قلب الحديقة الأميركية، وهذا الأمر يثير القلق والهواجس الأميركية. حراك شباب الجامعات يثير قلق الإدارة الأميركية وقال «بشارات» في حوار على شاشة الغد : إن تحرك هذه النخبة من  شباب الجامعات، التي تعد جيل المستقبل سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، يثير قلق الإدارة الأميركية وصناع القرار والأحزاب السياسية في الولايات المتحدة، مما يجعلهم يطرحون الأسئلة على أنفسهم: ما هي الأسباب؟ وما هي الدوافع؟ ولماذا وصلنا إلى هذا الحال؟ وأعتقد أن الإجابات معروفة لديهم، لأن الانحياز الأميركي المطلق إلى جانب إسرائيل التي تمارس حرب إبادة شيطانية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لن يحرك هذه النخب فقط، بل ستتمدد الاحتجاجات إلى قطاعات أكبر، وسوف تزداد أعداد المحتجين والمعتصمين.   تعّرية الصورة الحقيقية لأميركا ويؤكد الباحث السياسي للغد ، أن تظاهرات الجامعات الأميركية، والعنف الذي تباشره السلطات الأمنية الأميركية لفض اعتصامات الجامعات، والصور التي تنشرها وتبثها وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي ـ وهي صور تكشف مدى التحرك الأمني لمواجهة حريات التعبير والرأي واستخدام العنف ضد الطلاب والطالبات وأساتذة الجامعات من أعضاء هيئات التدريس ـ كل ذلك سوف يؤثر سلبا على صورة الولايات المنتحدة التي تزعم أنها راعية الحرية والديمقراطية في العالم، فضلا عن أنها تصدر كل عام تقارير عن انتهاك حقوق الإٌنسان في العالم !! «ربيع الجامعات» يهدد  فرص «بايدن» في  الانتخابات الرئاسية وتابع «بشارت»: من المؤكد أن الرئيس بايدن سوف يواجه صعوبة في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد شهور قليلة، خاصة وأنه كان يعتمد على شريحة الشباب في حملات الدعاية الانتخابية وفي الحشد للتصويت له، وقد نجح في الدورة الأولى قبل 4 سنوات بفضل جهود هؤلاء الشباب، وهم الآن في جانب آخر ضده، في ظل ما يجري من حصار حرية التعبير في الجامعات الأميركية، ولذلك ربما يفقد فرصة إعادة انتخابه لولاية ثانية؟ انقلاب حقيقي في الوعي الجمعي داخل أميركا بينما يؤكد دكتور سعيد شاهين، رئيس دائرة الإعلام في جامعة الخليل، إن ما يجري داخل الجامعات الأميركية، هو انقلاب حقيقي في الوعي الجمعي داخل الولايات المتحدة، وخصوصا داخل مجتمع الجامعات الذي يمثل واحدا من أهم شرائح المجتمع الأميركي، كون هذه الجامعات تحظى باحترام وتقدير كبيرين على المستوى الأكاديمي والعلمي، وعلى مستوى العالم وداخل الولايات المتحدة، فضلا عن اتساع تلك الاحتجاجات لتشمل نحو 30 جامعة أميركية تضم الآلاف من الشباب الذين يمثلون مختلف الشرائح النخبوية في المجتمع الأميركي. احتجاجات منظمة تطالب بانقاذ الشعب الفلسطيني من قمع الاحتلال وأضاف في حوار على شاشة الغد : كل ما سبق يعني أن تلك الاحتجاجات ليست عفوية، وإنما هي  احتجاجات منظمة تهدف إلى انقاذ الشعب الفلسطيني من  حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والمطالبة بوقف المساعدات الأميركية لحرب الإبادة، والمطالبة بتدخل أميركي لوقف الحرب فورا وبصورة شاملة.. وما يطالب به شباب الجامعات المفروض أنه ينطلق من الأيديولجية الليبرالية التي تزعم أميركا انتهاجها لإعلاء قيم حرية الرأي وحرية التعببير، وهي قيم نشأ عليها هؤلاء الشباب. انهيار القيم الأميركية اللبيبرالية وتابع قائلا: اليوم يرون انهيار تلك القيم بالانحياز الأميركي المطلق لإسرائيل، ولذلك يطالب الشباب بالحفاظ عليها، كما أن شباب الجامعات أصبح يدرك ملفات القضية الفلسطينية ويرى أن من حق الشعب الفلسطيني أن يتمتع بحققوق السيادة والأمن وإقامة دولته المستقلة. تأثير ثلاثي لاحتجاجات الجامعات الأميركية وقال دكتور شاهين: سوف يكون هناك تأثير بالطبع لاحتجاجات الجامعات الأميركية، وقد بدا التأثير واضحا على إسرائيل، حيث حذرت الدوائر السياسية والأمنية من تأثير احتجاجات تلك النخب على الوجود الإسرائيلي نفسه، وخاصة أنهم يطالبون بحقوق تاريخية للشعب الفلسطيني.. إلى جانب ذلك هناك تأثير على إدارة الرئيس بايدن، حيث أظهرت أحدث الاستطلاعات تراجعا كبيرا في شعبية الحزب الديمقراطي الحاكم، وتراجعا ملحوظا في شعبية الرئيس بايدن، وهناك تأثير ثالث على المجتمع الأميركي الذي لن يقبل بقمع الجامعات، ومن المتوقع مع اتساع تلك الاحتجاجات، أن تزداد أعداد المتضامنين معهم من المجتمع الأميركي.   ــــــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد

مشاركة :