العالم الافتراضي يمنح التطوع قيمته ويفرضه في واقع المجتمع السعودي

  • 1/9/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

--> منذ انتشار مواقع التواصل الاجتماعي و وضوح تأثيرها في أغلب المحاور التي تهم المجتمعات على اختلافها ، وهي تتصدَّر قوائم المستخدمين وتزداد شعبيتها يوما بعد يوم . والسعوديون كغيرهم من الشعوب وجدوا في هذه الشبكات " تويتر ، فيس بوك ، يوتيوب " وغيرها متنفساً و مجالا مفتوحا للحوار وإيصال الافكار الايجابية ، حيث أبدع الكثير من الشباب والفتيات في ابتكار وسائل حديثة لترويج الأفكار أو إبراز الشخصيات . وبسبب الثقة العالية التي تتميز بها وسائل الاعلام الجديد لدى متابعيها تمكن المبادرون من نشر فكرة العمل التطوعي و تعزيز دور المسئولية الاجتماعية ومفهوم المواطنة على هيئة حملات تُطلق عبر هذه الوسائل كـ"وسم" أو هاشتاق حسب اللغة الشائعة بينهم ، مع دعم هذه الرسائل الموجهة بالصور و مقاطع الفيديو والشعارات المؤثرة. و لاقت هذه الحملات نجاحا منقطع النظير داخل المجتمع السعودي ، مما أحدث تغييراً وصنع فارقاً ، لتميّز المشاريع التي عمل عليها المتطوعين من جهة و إبرازها لمواهب المتطوعين وقدراتهم من جهة أخرى. كما لعبت بعض المؤسسات الحكومية والخاصة دوراً هاماً في تعزيز وتنظيم الأعمال التطوعية حيث تبذل شركة آرامكو السعودية جهودا متوالية ومستمرة في هذا المجال، وخير مثال على ذلك :برنامج إثراء المعرفة الذي نفذه قرابة 600 متطوعا ومتطوعة. وأدى التركيز على تنظيم العمل التطوعي في الشبكات الاجتماعية الى ازدياد أعداد الراغبين في التطوع ، والمؤيدين له عبر تداول الصور وتسجيلات الفيديو الخاصة ببعض الأعمال التطوعية ،وهو ما أسهم في بلورة قيمة العمل التطوعي وأهميته لدى السعوديين ، فأطلقوا حملة تنظيف الجدران وإعادة طلائها في مدينة الجبيل الصناعية و ساهموا في تنظيف بعض شواطئ الوطن وقاموا بتوزيع الوجبات على عمال النظافة في جدة عبر حملات منظمة ، وأصبحوا أكثر حرصا على تثقيف الناس بمدى جدية أهدافهم ، وهو ما دعا الكثير من المثقفين والإعلاميين السعوديين لتقدير هذه الجهود والاهتمام بإبرازها وتشجيعها ، بل والمشاركة فيها أحيانا ، كما حدث حين خاض بعض كتاب الرأي في الصحف السعودية تجربة "عشاء في الظلام" كعمل تطوعي لمشاركة فاقدي البصر معاناتهم بالإضافة الى إن ارتفاع الرغبة بالعمل التطوعي في مجتمعنا السعودي تنطلق من دافع ديني قبل أي دافع آخر ، فثقافتنا الإسلامية توجّه الى أنه مهما كان العمل الخيري ضئيلاً فإن فاعله يُثاب عليه إن بذله خالصاً لوجه الله تعالى وحول أهمية الإعلام الجديد في دعم ثقافة العمل التطوعي قال الكاتب الإعلامي المتخصص عبدالرحمن الطريري "ساهمت المبادرات التطوعية كعمل مؤسسي أو مبادرات فردية ، في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة ، كما أن التواصل المباشر مع أصحاب المبادرات أعطى موثوقية أكبر للعمل التطوعي عبر الشبكات الاجتماعية التي أسهمت في نشر ثقافة التطوع التي لم تكن تتمتع بذلك الانتشار في الماضي "

مشاركة :