خامنئي رفض طلباً من الحرس الثوري لتصنيع 25 قنبلة نووية

  • 5/3/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشف مصدر رفيع المستوى في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي أن الأخير انتقد في اجتماع خاص، عُقد مساء أمس الأول، شخصيات سياسية وعسكرية ألمحوا في الأيام الأخيرة إلى نية إيران تصنيع قنبلة ذرية، واحتمال تغيير العقيدة النووية الإيرانية التي تحكمها فتوى من خامنئي نفسه تحرم تصنيع السلاح النووي واستخدامه، مضيفاً أن المرشد رفض طلباً من الحرس الثوري خلال فترة التوتر مع إسرائيل بالسماح بتصنيع 25 قنبلة نووية. وقال المصدر إن المرشد تلقى قبل أسابيع تقريراً من المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية يؤكد أن إيران لديها المواد اللازمة والإمكانات التقنية لتصنيع قنبلة نووية في غضون يومين في حال احتاجت البلاد لذلك للدفاع عن نفسها. وأضاف أن التقرير جاء بطلب من بعض قادة الحرس، الذين كانوا متخوفين من مهاجمة إسرائيل للبنى التحتية والمنشآت النووية الإيرانية، أو قصفها مواقع عسكرية بسلاح نووي تكتيكي، انتقاماً من الهجوم الإيراني الذي تم بمئات الصواريخ البالستية والمسيرات على إسرائيل في 13 أبريل الماضي، رداً على غارة إسرائيلية على مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في دمشق، أسفرت عن مقتل قائد الحرس في سورية ولبنان ومعاونيه. وذكر أن قائد الحرس اللواء الركن حسين سلامي كان قد رفع رسالة لخامنئي طلب فيها سحب المرشد لفتواه بشأن تحريم تصنيع السلاح النووي واستخدامه، أو تعليق عضوية إيران في معاهدة حظر الأسلحة النووية، وتصنيع سلاح نووي في حال تعرضت أي منشآت نووية إيرانية لهجوم إسرائيلي. وأشار إلى أن سلامي أرفق بطلبه تقارير للأجهزة الأمنية تفيد بأن الإسرائيليين يخططون للرد على الهجوم الإيراني بضرب منشأة بوشهر النووية على الخليج جنوب إيران باستخدام عدد من الغواصات المتطورة التي تلقتها إسرائيل من ألمانيا، مبيناً أن هذه التقارير أشارت إلى أن قوات الأمن الإيرانية رصدت غواصات إسرائيلية قادرة على حمل سلاح نووي، وهي تحاول دخول بحر عمان مرتين على الأقل، قبل أن تتراجع بعد انكشافها، مشددة على أنه بإمكان هذه الغواصات استهداف «بوشهر» أو مناطق في الداخل الإيراني حتى من دون عبور مضيق هرمز، بل يكفيها الوصول إلى بحر عمان والاقتراب قدر الإمكان من المضيق. وقال المصدر إن سلامي أكد لخامنئي أن إيران لديها ما تحتاجه لتصنيع 25 قنبلة نووية خلال بضعة أيام، خصوصاً بعد أن تمكن الحرس من تهريب كميات كبيرة جداً من اليورانيوم الخام من إفريقيا وآسيا الوسطى، مضيفاً أن سلامي اعتبر في رسالته أنه لابد من إيجاد معادلة ردع نووية مقابل إسرائيل في المنطقة، وأنه من السذاجة اعتبار أنه من الممكن حماية البلاد والنظام بغير ذلك. وأوضح أن سلامي انتقد السياسيين الذين يتحدثون عن قرارات ومعاهدات دولية، وأنه لا يمكن الوثوق بالأصدقاء والشركاء الجدد والقدامى، ضارباً مثلاً بسياسيين عرب كانوا يتلقون تمويلاً من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي وانقلبوا عليه عندما بدأ يتلقى الضربات المؤلمة. وأضاف أنه بعد رسالة سلامي قام بعض المسؤولين السياسيين والعسكريين في الحرس الثوري بالإدلاء بتصريحات تشير إلى إمكانية سعي إيران إلى السلاح النووي، وقد فضل خامنئي أن تهدأ الظروف قبل استدعائهم، وهو ما جرى مساء الأربعاء، حيث وجه انتقادات قاسية حول الحديث عن تغيير عقيدة البلاد النووية، وانتقد بشكل واضح الشخصيات الرسمية التي تحدثت عن هذا الأمر، ومنع الشخصيات العسكرية والسياسية الرسمية من التصريح بالشأن النووي، ولفت إلى أنه أمر السلطة القضائية بملاحقة أي شخصية رسمية إن كانت في القوات المسلحة أو في الحكومة تدلي بتصريحات غير متفق عليها حول هذه القضية، مشدداً على أن هناك فرقاً بين أن تقوم شخصيات رسمية بالتصريح أو تقوم به نخب سياسية مستقلة ومصادر إعلامية. وذكر المصدر أن خامنئي جدد التأكيد على أن سياسة إيران الرسمية لم تتغير، وأن البلاد لا تحتاج إلى تصنيع السلاح النووي، لأن ذلك سيضر بها أكثر مما يفيدها، وأنه يكفي للردع أن يعلم العدو أن البلاد لديها إمكانات تصنيع ذلك السلاح بسرعة دون الحاجة إلى تصنيعه فعلاً. وقال إن خامنئي أكد للمجتمعين أنه هو المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، ومسؤولية حفظ النظام والبلاد تقع على عاتقه، وإذا كان الأمن القومي الإيراني معرضاً للخطر فهو يعلم أفضل من غيره ما يجب أن يقال أو لا يقال، وشدد على أنه لا يحتاج لمن ينوب عنه بالتصريحات.

مشاركة :