محمد اسماعيل - القاهرة - رويترز جاء في بيان اطلعت عليه رويترز أن سامانثا باور مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ستعلن يوم الخميس عن تقديم الولايات المتحدة نحو 55 مليون دولار لمعالجة أزمة إنسانية شديدة في بوركينا فاسو. وقالت باور إن المساعدات ستلبي احتياجات ملحة للتغذية والغذاء بالإضافة إلى أشكال دعم أخرى. وبهذا المبلغ يرتفع إجمالي المساعدات الطارئة التي تقدمها الوكالة لبوركينا فاسو إلى نحو 158 مليون دولار منذ بداية السنة المالية 2023. وقالت باور -في البيان- "تظهر آثار الصراع المتصاعد والأزمة الإنسانية الشديدة في بوركينا فاسو في مجتمعات معزولة عن أنظار العالم". وأضافت "أدى العنف واسع الانتشار والهجمات على المدنيين والبنية التحتية الحيوية إلى نزوح جماعي وتعطيل الخدمات الأساسية، مما ترك نحو 6.3 مليون من سكان بوركينا فاسو، أي نحو ثلث سكان البلاد، في حاجة إلى مساعدات عاجلة هذا العام". بوركينا فاسو واحدة من بضع دول في منطقة الساحل الأفريقي تجد صعوبة في احتواء تمرد مرتبط بتنظيمي القاعدة و"داعش" تمخض عن مقتل آلاف ونزوح ملايين. وساهمت خيبة الأمل في قدرة السلطات على حماية المدنيين في حدوث انقلابين في مالي وانقلابين في بوركينا فاسو، وانقلاب في النيجر منذ 2020. واستولى الحكام العسكريون الحاليون في بوركينا فاسو على السلطة في نهاية 2022. وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأسبوع الماضي إن جيش بوركينا فاسو أعدم تعسفيا نحو 223 من سكان القرى، بينهم 56 طفلا على الأقل، في فبراير، ضمن حملة استهدفت المدنيين المتهمين بالتعاون مع المتشددين. ودعت باور -في بيانها- الجهات المانحة إلى زيادة دعمها لتقديم المساعدات الإنسانية التي قالت إنها "تم تجاهلها ويقل التمويل لها"، لكنها حذرت من أنه حتى مع تعزيز الدعم، يظل الوصول إلى المدنيين الأكثر احتياجا يمثل تحديا. وأضافت أن المدنيين تحاصرهم جماعات مسلحة وانقطعت عنهم المساعدات بسبب القتال والعوائق المتعمدة ويعانون من جوع شديد. وقالت إنه لا يمكن الوصول إلى مليون شخص على الأقل إلا عن طريق طائرات هليكوبتر محملة بالمساعدات الإنسانية أو قوافل عسكرية. وحذرت أن نحو ثلاثة ملايين شخص يتوقع أن يعانوا من مستويات من انعدام الأمن الغذائي وهذا يتطلب مساعدة إنسانية على الفور في الأشهر المقبلة. وأضافت "ندعو جميع الأطراف، ومنها السلطات الانتقالية وجيش بوركينا فاسو والجماعات المسلحة، إلى حماية المدنيين والسماح بتدفق دون قيود للمساعدات الإنسانية لمنع تفاقم هذا الوضع المدمر".
مشاركة :