التجار الأتراك يسعون لإيجاد طرق بديلة لتصدير السلع إلى اسرائيل

  • 5/3/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

انقرة - قالت أربعة مصادر في قطاع التصدير إن المصدرين الأتراك الذين لديهم طلبات قوية من إسرائيل يدرسون سبلا بديلة لإرسال بضائعهم إليها عبر دولة ثالثة بعد أن علقت تركيا التجارة الثنائية حيث يعتبر القرار مفاجئا للتجار والمصدرين الاتراك خاصة مع التعاملات الهامة بين تركيا والدولة العبرية. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده أغلقت باب التجارة مع إسرائيل واعتبرت حجم التجارة الثنائي البالغ 9.5 مليارات دولار "غير موجود" وذلك في تصريحات عقب صلاة الجمعة، أشار فيها إلى أنه لا يوجد شيء مقبول فيما يتعلق بالتطورات بين إسرائيل وفلسطين. وتابع "إسرائيل قتلت حتى الآن 40 ألف - 45 ألف فلسطيني بكل وحشية، وكمسلمين من غير المعقول أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث". ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "عديم الرحمة، وأظهر ذلك على الأطفال والنساء والشيوخ" في غزة، مضيفا أن "الغرب بأسره يعمل لصالح إسرائيل وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية". وليست هذه المرة الأولى التي يتخذ فيها المصدرون الاتراك نفس الخطوات فخلال توتر العلاقات بين تركيا ودول الخليج بما فيها المملكة العربية السعودية حدثت مقاطعة شعبية للبضائع التركية فاضطر المصدرون والتجار لتغيير هوية السلع ونسبها لدول اخرى. وكانت هيئة الإحصاء التركية اكدت في تقرير لها أن إسرائيل احتلت المركز الثالث عشر في قائمة الدول الأكثر استيرادا للمنتجات التركية خلال العام 2023. وبدورها أكدت جمعية المصدرين الأتراك عن نمو هام في حجم الصادرات إلى إسرائيل في الأشهر الأخيرة حيث كشفت البيانات ارتفاعا قدره 26% مقارنة بيناير/كانون الثاني الماضي، حيث ارتفع من 318 إلى 400 مليون دولار وفق تفس التقارير. وتتمثل البضائع في الفواكه والحديد والمواد الكيميائية وغيرها من المواد التي تحتاجها إسرائيل خاصة مع التداعيات الاقتصادية بعد الهجوم على غزة. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس اتهم في وقت سابق الخميس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانتهاك الاتفاقات المبرمة بين البلدين بقراره تعليق التجارة بينهما. وهذه أحدث خطوة تفاقم التدهور في العلاقات بين البلدين بعد قيام تركيا، وهي واحدة من الدول القليلة ذات الغالبية المسلمة التي تعترف بإسرائيل، بتقييد صادراتها إلى الدولة العبرية في أبريل/نيسان. وكان اردوغان هاجم مرارا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الحرب واصفا إياه بانه مجرم حرب وهتلر العصر في حين رد نتنياهو متهما اردوغان بأنه دكتاتور. واستقبل الرئيس التركي قادة من حركة حماس على غرار رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية مشيرا أن بلاده تدعم حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وأنهت تركيا وإسرائيل سنة 2022 قرابة عقد من القطيعة الدبلوماسية، ودشن البلدان صفحة جديدة في العلاقات تميزت بشكل خاص بالزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى أنقرة. وجاءت تلك الخطوات لتخفيف حدة التوترات بين انقرة وعدد من دول المنطقة بما فيها الدولة العبرية حيث تم الإعلان عن إنعاش العلاقات التجارية والاقتصادية وعزل حركة حماس التي لزمت الصمت حينها ولم تعلق على نهج التقارب التركي الإسرائيلي. وخلال الحرب على غزة نفت وزارة التجارة التركية ما تناقلته وسائل إعلام مؤخرا حول معطيات متداولة بشأن تصدير تركيا للسلاح والذخيرة إلى إسرائيل وذلك بعد نفي مماثل من قبل مؤسسة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية. وكانت بعض وسائل اعلام المعارضة أكدت مستندة لتقارير معهد الإحصاء التركي أن أنقرة زودت إسرائيل بالمتفجرات والبارود والأسلحة والذخيرة في يناير الماضي أي خلال الحرب. ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية ناجمة عن الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حماس منذ 7 أكتوبر، حيث حذرت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة من مجاعة وشيكة. وبدأت الحرب بهجوم غير مسبوق شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الاول على إسرائيل وأدى إلى مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدت استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وتقول إسرائيل إن 129 رهينة اختطفهم المسلّحون من جنوب الدولة العبرية خلال هجومهم ما زالوا محتجزين في غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 34 من هؤلاء الرهائن قضوا في القطاع. وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي ضد حماس إلى مقتل ما لا يقل عن 34596 شخصًا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس. أنقرة - أوقفت تركيا جميع عمليات التصدير والاستيراد إلى إسرائيل ومنها اعتبارا من اليوم الخميس، وفق ما أوردته وكالة بلومبرغ نقلا عن مسؤولين تركيين مطلعين، فيما تأتي هذه الخطوة بعد الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الدولة العبرية على خلفية حربها على غزة وذهب إلى حد وصف قادتها بـ"مجرمي حرب". وقال يسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم الخميس إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ينتهك الاتفاقات بإغلاق الموانئ أمام الواردات والصادرات الإسرائيلية. وكتب على منصة إكس "هذه هي الطريقة التي يتصرف بها الديكتاتور، متجاهلا مصالح الشعب التركي ورجال الأعمال الأتراك، ومتجاهلا اتفاقات التجارة الدولية". وأفاد بأنه أصدر توجيهات لوزارة الخارجية بالعمل على إيجاد بدائل للتجارة مع تركيا، مع التركيز على الإنتاج المحلي وواردات من دول أخرى. وفي العام 2022 أنهت تركيا وإسرائيل نحو عقد من القطيعة الدبلوماسية، ودشن البلدان صفحة جديدة في العلاقات تميزت بشكل خاص بالزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى أنقرة. وسعت أنقرة إلى تخفيف حدة التوتر مع عدد من الدول الإقليمية، مدفوعة برغبتها في إنعاش العلاقات الخارجية بعد تأثر الاقتصاد التركي بسبب السياسات الخارجية التي اتخذها الرئيس رجب طيب أردوغان ونهج التصعيد والتدخل في عدد من الساحات. وفي سياق متصل ندد الرئيس التركي اليوم الخميس بـ"نفاق قادة الغرب تجاه المجازر التي ترتكبها إسرائيل" في قطاع غزة، وانتقد ازدواجية المعايير في التعامل مع معاداة السامية وجرائم الكراهية ضد الإسلام وذلك في كلمة خلال استقباله المشاركين بورشة عمل لتدريب وتعزيز إمكانيات الاتحاد الدولي للديمقراطيين، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة. ولفت أردوغان إلى زيادة المسؤوليات الملقاة على عاتق الاتحاد الدولي للديمقراطيين مع تصاعد وتيرة معاداة الإسلام والعنصرية ومخاطر أخرى في أوروبا. وأكد على تعامل أوروبا بشكل مختلف في مكافحة جرائم الكراهية، حيث تأتي هوية الضحية وليس الجريمة نفسها في المقدمة، وتلعب دورا حاسما في الحادثة. وقال الرئيس التركي إن "الحساسية تجاه معاداة السامية لا يتم إظهارها للأسف إزاء الهجمات الناجمة عن معاداة الإسلام والعنصرية". ولفت إلى أن الجميع يعلم أن معظم الهجمات العنصرية ضد المسلمين والمهاجرين يتم التستر عليها منذ البداية في مرحلة التحقيق، مشيرا إلى أنه يتم تجاهل الأعمال الإرهابية التي تستهدف القرآن الكريم من خلال إدراجها في إطار "حرية التفكير". وأضاف أن "إرهاب النازيين الجدد الذي يتغذى على كراهية الأتراك والمسلمين وصل لمستويات تهدد حياة مواطنينا وأمنهم وممتلكاتهم"، موضحا أن "حماية الدولة بنفسها للحركات اليمينية المتطرفة في بعض البلدان الأوروبية، تعد كارثة حقيقية وعار وفضيحة على الديمقراطيات الغربية". وأفاد بأن "من يتشدقون بحقوق الإنسان في كل مكان اكتفوا بمشاهدة مقتل 35 ألف فلسطيني بينهم 15 ألف طفل". وانتقد أردوغان السياسات "المنافقة" التي ينتهجها الحكام الغربيون تجاه "مجازر" إسرائيل في غزة. وتابع قائلا "ليس من الصدفة أن تتصاعد الحملات التي تستهدفني أنا وبلدي فهي تهدف لإسكاتنا". وأردف "أذكّر من يستهدفني وبلدي بأنه لا يمكنهم تحقيق مرادهم من خلال وصم تركيا بمعاداة السامية". وأكد على أنه "مثلما نعارض كافة أشكال معاداة الإسلام والأجانب والعنصرية الثقافية، فإننا نرفض بالمثل معاداة السامية". وشدد على أن تركيا "لم تتبن موقفا شجاعا ضد معاداة الإسلام والأجانب فحسب، وإنما أيضا في حرب غزة المستمرة منذ 7 أشهر". وأضاف "أبقينا الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بغزة في صدارة الأجندة الدولية ونواصل التمسك بهذا الموقف رغم ضغوط اللوبي الصهيوني العالمي". وأكد على أن "مصالح إسرائيل ترسم حدود الديمقراطية الغربية وكل ما يمس مصالحها هو معاد للديمقراطية ومعاد للسامية في نظرهم". وأفاد أنه "لم يُبدِ أي زعيم غربي رد فعل على المشاهد الوحشية في غزة باستثناء قلة من ذوي الضمائر الحية، ولم يخرج صاحب قلب شجاع ليقول لإسرائيل: كفى". وأردف "لقد أبدت تركيا موقفا شجاعا ليس فقط فيما يتعلق بمعاداة الإسلام والأجانب، ولكن أيضا بشأن أزمة غزة المستمرة منذ سبعة أشهر. نحن الدولة الأكثر تقديماً للمساعدات الإنسانية لغزة بما يقارب 50 ألف طن". وأشار أردوغان إلى أن أول إجراء قامت به الدول التي تدافع عن حق وحرية التظاهر، هو حظر المظاهرات المؤيدة لفلسطين في شوارعها وقال في هذا السياق "أولئك الذين يتحدثون عن حرية الصحافة لم يتفوّهوا بجملة واحدة حيال مقتل أكثر من 140 صحفيا بالهجمات الإسرائيلية على غزة". ولفت إلى أن كل ما يؤثر على مصالح إسرائيل يعدّ بمثابة معاداة للديمقراطية وللسامية في نظر بعض البلدان الغربية. وأشار إلى أن الطلاب والأكاديميين "ذوي الضمير الحي" ومنهم اليهود المناهضون للصهيونية، تظاهروا في بعض الجامعات الأمريكية المرموقة رفضاً للمجازر الإسرائيلية في غزة. وتابع قائلا "هؤلاء الناس يتعرضون للعنف والقمع وحتى التعذيب لأنهم يقولون: أوقفوا المجازر في غزة. يتم طرد رؤساء الجامعات والأساتذة لمجرد أنهم يدعمون فلسطين". وأشار أردوغان إلى أن الإدارة الإسرائيلية الحالية بمواقفها العدوانية، تلحق أكبر ضرر بأمن شعوب المنطقة، بما في ذلك المسلمين والمسيحيين واليهود والمجتمعات الأخرى. واستطرد "نريد منطقة تعيش فيها جميع الأديان، بما في ذلك المسلمون والمسيحيون واليهود، في سلام وهدوء، كما كان الحال في زمن أجدادنا". وأردف "ونهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة ووقف إراقة الدماء ومن ثم فتح الطريق أمام حل الدولتين على أساس حدود عام 1967".

مشاركة :