ذكر خبير علم الاجتماع والتربية الأسرية الدكتور جاسم المطوع، أن أهم القضايا التي تستلزم التعامل معها بالطرق الصحيحة في حياة المراهق، تنقسم إلى ثلاثٍ: "التعامل مع الفكر، التعامل مع الشهوة والرغبة، التعامل مع المجتمع الظالم والفاسد". مؤكداً حاجة المراهق إلى أربعة أمور أساسية خلال نشأته أولها تقديره وتشجيعه، وثانيها فهمه وعدم نقده، أما ثالثها فهو التعبير عن محبتنا له بلغة اللمس، وأخيراً تطوير الحوار معه. وطرح الدكتور المطوع، خلال ورشة العمل التي شارك فيها بملتقى "نرعاك " الرابع، والمقام في مركز سلطان للعلوم والتقنية "سايتك" أمس، أبرز صفات وسلوكيات المراهق التي يسهل ملاحظتها خلال هذه الفترة، وذلك في ورقته التي حملت عنـوان (فن التعامل مع المراهقين والمراهقات) وبيَّن أن نسبة فئة الشباب في المجتمعات العربية تفوق 65%، وهي النسب الأعلى في العالم، مقارنة مع غيرها من المجتمعات الأخرى، كما نبه إلى ضرورة التوعية التربوية، ودورها الـبارز في تغيير حياة الأسرة، يليه تغيير المجتمع، وهذا ما يهدف إليه ملتقى نرعاك في نسخته الرابعة من خلال زيادة الوعي لدى المجتمع بتربية المراهقين والأبناء وتوطيد العلاقات الأسرية والاجتماعية. وفي ظل التغيرات التي تحدث حول أبنائنا خاصة فئة المراهقين, تم إطلاق برنامج "معين"، وهو برنامج يساعد على تحسين العلاقات بين الأهالي وأبنائهم، وذلك من خلال استشارات تقدم من قِبل مختصين في الأمور الأسرية الذين يقومون بمتابعة مدى تفاعل الأهل مع تطبيق هذه الاستراتيجيات في تعاملهم مع أبنائهم، وقياس أثر هذه الاستشارات. ودعا الدكتور المطوع الآباء قائلاً: "يا آباء.. احضـنـوا أبناءكـم". وشدد على أهمية الحوار معهم لفهم ما يجول في أنفسهم، وتجنب كثير من التصادمات معهم، وتوثيق أواصر العلاقة وبنـاء جسر من الثقة معهم، كما شدد أيضاً على أهمية رفع مستوى التوعية التربوية في بيوتنا. من جانب آخر، قدم الدكتور أحمد البوعلي في الملتقى ورشة عمل بعنوان (قيمة الإنســان) قال فيها: إن الإنسـان أغلى من النفط، مستشهداً بتكريم الله الإنسـان في مواضع متعددة من سور القرآن الكريم، وحث الدين الإنسانَ على البذل والعطاء وأن يكون عنصراً خيِّراً في مجتمعه، مبيناً أن التاريخ الإسلامي يسرد لنا شخصيات بقيت ذكراهم بعد رحيلهم، وجعلوا من أنفسهم مشاعل خير وبناء لمجتمعاتهم، فاستحقوا أن تُخلَّد أسماؤهم، وتفخر بهم الإنسانية، فالإسلام لا يقوم على سجن العقول، لكن يفتح لها الآفاق والمدارك، كما يعتني بالأمن الفكري عناية بالغة، ويجعله ضرورة من الضرورات لأمن الفرد والأسرة والمجتمع والأمة، ليعيش الجميع في أمن وأمان، ذاكراً أن الأمن مطلب الشعوب كافة بلا استثناء ويشتد الأمر خاصةً في المجتمعات المسلمة، إذ لا أمن بلا إيمان، ولا نماء بلا ضمان ضد ما يعكر صفاء أجواء الحياة اليومية. وأضاف: "لابـد أن تـتوحـد جهودنـا وتتضافـر لحـماية مجتمعـنا وأمننا في جـميـع المجـالات". كما نصح الدكتور أحمد البوعلي بتضمين المقررات الدراسية بعض المواضيع ذات الصلة لتحقيق الأمن الفكري، والنظر إلى تطويرها بصورة مستمرة لمكافحة شتى أشكال الانحراف الفكري إلى جانب ضرورة اهتمام المؤسسات التربوية والتعليمية بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لطرح مثل هذه القضايا، ووضع الخطط والبرامج للوقاية من الانحراف، وتأمين التطور لدى الناشئة، وتكريس دور المؤسسات الشرعية التي تنشر العلم الشرعي الصحيح بين الناس، والوارد في كتاب الله تعالى وسُنة رسوله الكريم. وذكر مدير العلاقات العامة والتسويق في مركز "سايتك" وليد الرشيد، أن برامج ملتقى نرعاك الرابع ستستمر عبر تقديم ورش عمل وجلسات نقاش مختصة بالتربية الأسرية حتى يوم الجمعة.
مشاركة :