تحاول الصين استعادة أولى عينات التربة والصخور من الجانب البعيد للقمر. وأطلق على مهمة الصعود إلى الجانب الجنوبي من القمر، اسم «تشانغ-6»، وهو الاسم الذي يطلق على آلهة القمر عند الصينيين القدماء. وتأتي هذه المهمة في أعقاب مهمة «تشانغ-5» التي نجحت في استعادة عينات من القمر، كما أنها جزء من برنامج استكشاف الصين للقمر. وتم إطلاق هذه المهمة باستخدام الصاروخ «مارش-5» في مركز «وينتشانغ» لإطلاق الأقمار الاصطناعية، في إقليم هينان في الثالث من مايو الجاري. ومن المقرر أن تحط هذه المركبة الفضائية على القمر، حيث يكون وزنها 3200 كيلوغرام، وتحمل معدات علمية من فرنسا وإيطاليا، ووكالة الفضاء الأوروبية. وكانت «تشانغ-5» أول مهمة تعود حاملة عينات من القمر منذ المهمة «لونا-24» التابعة للاتحاد السوفييتي التي هبطت على سطح القمر عام 1976. وحققت «تشانغ-5» نجاحاً باهراً، وعادت حاملة كيلوغرامين من العينات من الجانب القريب للقمر. وأدت هذه العينات إلى حدوث اكتشافات علمية مهمة، مثل اكتشاف أصغر مادة قمرية على الإطلاق. وفي السابق كانت لدينا عينات قديمة فقط تعود إلى أيام مهمة «أبولو»، إضافة إلى العينات المأخوذة من النيازك. وساعدت العينات الأحدث المجلوبة عن طريق «تشانغ-5» العلماء على تأكيد العمر الزمني المتوقع للحفر الناجمة عن حالات الارتطام بالقمر. وستصل المركبة الفضائية خلال 53 يوماً بعد إطلاقها تقريباً، وتهدف إلى جمع نحو كيلوغرامين من المواد من أعماق تقدر بنحو مترين تحت سطح القمر. وستحاول المهمة «تشانغ-6» الهبوط في الجزء الجنوبي من القمر، خصوصاً الجزء الجنوبي من حفرة «أبولو»، الواقعة ضمن الحوض الجنوبي المعروف باسم «إيكين». اصطدامات النيازك وتشكل حوض الاصطدام هذا نتيجة اصطدام نيزك ضخم بالقمر يبلغ محيطه نحو 2400 كيلومتر، في حين أن عمقه يراوح بين 6.2 أو 8.2 كيلومترات على القمر. ومن المحتمل أن تؤدي اصطدامات النيازك الكبيرة بسطح القمر إلى تجريده من الطبقة الخارجية، وإخراج أجزاء من مواد تشكلت في الأعماق. وهذا يعني أن دراسة الحوض المتشكل من النيزك الكبير يمكن أن تساعدنا على معرفة المزيد عما يوجد في أعماق القمر. وتهيمن على هذه المواد المتشكلة في الأعماق، مادة على شكل عباءة، حيث تتشكل هذه العباءة من «فلز» بلون زيت الزيتون أطلق عليه «فلز الزبرجد». وتكون هذه المواد نادرة في المجموعة الشمسية، فضلاً عن النيازك القمرية أو العينات التي تمت إعادتها من القمر. اكتشافات محتملة وتم اكتشاف أول أجزاء مواد العباءة الموجودة على القمر أخيراً في نيزك يطلق عليه اسم «نورثويست أفريكا 11421». ويعتقد أن هذا الجزء الصغير البالغ طوله 0.7 سنتيمتر، قد تشكل على عمق يبلغ 88 كيلومتراً تحت سطح القمر، مع احتمال زائد أو ناقص 22 كيلومتراً. ولكن تلوث النيازك من الغلاف الجوي للأرض، يمكن أن يؤدي إلى نتائج غريبة، خصوصاً في محتويات عينة الهيدروجين. مهمة «تشانغ 7 - » وعلى الرغم من أن مهمة «أبولو-17» جلبت عينة غنية بالفلزات الشبيهة بالزبرجد، فإنه من غير الواضح بعدُ ما إذا كانت هذه المادة مشتقة من العباءة أم لا. وعلى أي حال، قد تكون هذه العينات مماثلة لتلك التي تم إحضارها من مهمة «تشانغ-5». ولم يكن العلماء قادرين على تحديد مدى وفرة «الفلز» والتركيب الكيماوي للعباءة الموجودة على القمر. وستوفر مادة العباءة الموجودة على القمر نافذة على العمليات الكوكبية الأساسية، مثل الكشف عن توقيت وآليات التطور الجيولوجي للقمر. وتعد مهمة «تشانغ-6» إحدى أكثر المهام إثارة في عام 2024. ويأمل العلماء أن تكون هذه المهمة ناجحة، إذ إن الجميع مهتمون بمشاهدة نتائجها الأولية. وبصورة مشابهة، فإن الوصول إلى منطقة القطب الجنوبي للقمر مصدر إثارة كبيرة أيضاً، لكن مهمة «تشانغ-7» - التي من المقرر أن تحمل 21 حمولة علمية تتضمن قمراً اصطناعياً، ومركبة مدارية، ومركبة هبوط، ومركبة جوالة، ومسباراً طائراً صغيراً - ستكون بمثابة هبوط أول مركبة فضائية جوالة على القمر. وستحمل هذه المهمة «مسبارات قفز صغيرة» للتحقيق في المناطق الظليلة بشكل دائم على القمر، حيث يوجد الجليد المتشكل من الماء، وهو مورد محتمل حاسم للبعثات المأهولة المستقبلية إلى القمر. وتعزز هذه المهام آمال الصين في إعادة إرسال البشر إلى القمر بحلول عام 2030، وهو توقيت رائع حقاً في العلوم الكوكبية والاستكشاف. عن صحيفة «آسيا تايمز» . من المحتمل أن تؤدي اصطدامات النيازك الكبيرة بسطح القمر إلى تجريده من الطبقة الخارجية، وإخراج أجزاء من مواد تشكلت في الأعماق. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :