مقالة خاصة: الصناعة الصينية تدفع نمو السيارات الكهربائية في مصر وسط رياح معاكسة

  • 5/3/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت السوق المصرية في العام الماضي نموا ملحوظا في عدد السيارات الكهربائية بدعم من السيارات المصنوعة بالصين وتوجهات الحكومة المصرية نحو المركبات الصديقة للبيئة وسط صعوبات. وفي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، شهدت مبيعات السيارات الكهربائية طفرة مع ترخيص أكثر من 1419 سيارة، بواقع 544 سيارة في يناير، و469 سيارة في فبراير، و406 سيارات في مارس، أي ما يقرب من ثلث عدد السيارات المرخصة في الأعوام الثلاثة الماضية، بحسب بيانات مصرية. ونما عدد السيارات الكهربائية في الفترة من أول يوليو 2021 حتى نهاية مارس 2024، ليصل إجمالي عدد السيارات الكهربائية المرخصة إلى 4826 سيارة حتى نهاية مارس، والمركبات الكهربائية بشكل عام الى 5996، حسب التقديرات. ورأى خبراء ومطلعون على الصناعة أنه بالرغم من مزايا السيارات الكهربائية باعتبارها سيارات موفرة اقتصاديا وصيانتها أقل تكلفة من السيارات التي تعمل بالوقود ولا تؤثر علي البيئة، إلا أن سوق السيارات الكهربائية في مصر ما زال ضعيفا، لكنه يشهدا تحسنا، بيد أنهم أبدوا تفاؤلهم إزاء آفاق السوق المصرية، وتمنوا المزيد من التعاون بين مصر والصين في هذا المجال. ــ شهية متزايدة وبدأت الأنظار تتجه في مصر نحو السيارات الكهربائية تماشيا مع توجهات الحكومة المصرية نحو إحلال السيارات التقليدية بأخرى صديقة للبيئة، وتوطين الصناعة سواء بالتصنيع أو الإعفاء الجمركي. ومع التحول في السوق الدولية للسيارات والتطور الكبير الذي شهدته تلك الصناعة وخاصة بالصين، لوحظ ثمة تغير في سلوك المواطنين في تجاه السيارات الكهربائية. باولا منير واحد منهم، وهو شاب مصري، اقتنى سيارة كهربائية مؤخرا بعد أعوام من استخدامه لسيارة تقليدية تعمل بالبنزين. وقال الشاب المصري لوكالة ((شينخوا))، إنه لاحظ فرقا كبيرا من حيث التكلفة والصيانة والكفاءة، "فالسيارات الكهربائية اعتمادية وجيدة جدا، ومريحة على الطريق عكس السيارات التي تعمل بالبنزين". وأردف منير الذي يقود سيارة صينية من شركة بي واي دي استبدلها بأوروبية الطراز، أن أول شيء لاحظه هو "التكنولوجيا والبطارية الصينية"، مضيفا أن " السيارات الصينية مميزة جدا عن الأوروبية في هذين النقطتين". ويرجع نمو عدد السيارات في السوق المصرية خلال الفترة الماضية إلى علامة "صنع في الصين". فقد أصبحت ترى على الطرق المصرية ماركات مختلفة صينية وغيرها، لكن الشيء الأبرز الذي يجمع معظمها أنها صنعت في الصين. وأشار إلى أنه قام بترشيح السيارات الكهربائية الصينية لعدد كبير من أصدقائه، ومنهم من اشترى هذه السيارات بالفعل وسعداء بذلك، خاصة أن هذه السيارات بها كماليات كثيرة ترضي كافة الأذواق. كما أشاد الشاب الذي يعمل في شركة تبيع السيارات الكهربائية بالبطاريات الخاصة بسيارات بي واي دي، قائلا "الشحنة الواحدة لسيارتي تكفي قيادتها لـ700 كيلو متر، وهي رخيصة الثمن جدا مقارنة بالبنزين، كما لا توجد مصاريف صيانة". ومن بي واي دي وجيلي وزيكر إلى نيو وأيون، يوفر المصنعون الصينيون طرازات متنوعة من السيارات الكهربائية اكتسبت شعبية عالميا. وباتت صناعة سيارات الطاقة الجديدة في الصين تشكل نقطة مضيئة، بفضل سياسات الدولة، وسلسلة الإمداد المرنة، والكثير من مشاريع البحث والتطوير الأساسية لتلك السيارات، من الأفكار إلى خطوط التجميع. وبفضل ما تتمتع به بقدرة تنافسية عالية، تزايد الطلب في السنوات الأخيرة على السيارات الصينية من الأسواق الخارجية. ــ سوق واعدة ويقول خبراء في مصر أن ارتفاع أسعار منافساتها من السيارات العاملة بالبنزين وظاهرة "الأوفر برايس" التي فرضها التجار مستغلين صعوبات اقتصادية، أديا إلى تعزيز الاتجاه نحو اقتناء السيارة الكهربائية. وقال الخبير في السيارات الكهربائية توني لطيف إن تكلفة صيانة السيارات التي تعمل بالبنزين وتزويدها بالوقود مرتفعة، لذلك أصبح اتجاه المستهلك هو الذهاب إلى السيارات الكهربائية. وأشار لطيف في حديثه لوكالة ((شينخوا)) إلى أن انتشار السيارات الكهربائية في مصر في تزايد مستمر منذ بداية عام 2022، مستشهدا أيضا بنمو ملحوظ في البنية التحتية للسيارات الكهربائية. وقال لطيف، وهو أيضا صانع محتوى إلكتروني خاص بالسيارات الكهربائية، إلى أنه "حتى عام 2020 كان هناك 12 محطة شحن فقط على مستوى مصر من خلال شركة واحدة، لكن اليوم يوجد على أرض الواقع 1200 نقطة شحن سواء شحن سريع أو بطئ في وجود 5 شركات متنافسة"، مضيفا "هذا أمر ممتاز جدا يؤكد أن البنية التحتية للسيارات الكهربائية تتقدم جدا في مصر". وبينما يزداد عدد السيارات الكهربائية في مصر، يقول الخبراء إن انتشار السيارات الكهربائية لا يزال محدودا رغم ضخامة السوق المصرية التي أكدوا في نفس الوقت أنها واعدة وتتمتع بإمكانيات كبيرة مع تذليل العوائق. وفي هذا الصدد، قال رئيس رابطة تجار السيارات في مصر أسامة أبو المجد أن انتشار السيارات الكهربائية في مصر يشهدا تحسنا. وأوضح أبو المجد لـ((شينخوا)) أن البنية التحتية لهذه السيارات لا تزال غير كافية في مصر، ودعا إلى زيادة نقاط شحن السيارات الكهربائية في البلاد لأن هذه السيارات هي المستقبل. وما يخفض شهية المصريبن باتجاه السيارات الكهربائية هو تخوفات لا تزال بين المصريين بشأن توفر البنية التحتية للسيارات الكهربائية ومراكز الصيانة والفنيين. ودعا لطيف إلى توسيع البنية التحتية المناسبة للسيارات الكهربائية الصينية في مصر، وخاصة نظام الشحن وتوفير التطبيقات ذات الصلة بها، مشددا على أن السيارات الكهربائية الصينية أفضل تكنولوجيا وأرخص سعرا من نظيرتها. ــ التعاون بين مصر والصين لكن على ما يبدو أن هذه ليست كل الرياح المعاكسة التي تكبح شهية المستهلكين. فقد لعب انخفاض قيمة الجنيه وارتفاع مستوى التضخم دورا في نموها البطئ بالسوق المصرية. وأظهرت بيانات البنك المركزي المصري ارتفاع التضخم السنوي في مصر خلال فبراير الماضي إلى 36 بالمائة من 31.2 بالمائة في يناير السابق عليه. ونزل الجنيه إلى مستوى نحو ٤٨ أمام الدولار ما يجعل شراء سيارة بشكل عام أكثر كلفة. مع ذلك، يبدو المختصون والخبراء أكثر تفاؤلا إزاء سوق السيارات الكهربائية في مصر، مشيرين إلى أن التعاون بين الصين ومصر يمكن أن يصب في مصلحة الجانبين. وقال خبير السيارات توني لطيف أن "الصين هي رقم واحد في العالم في صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية، ولا أحد يستطيع أن ينافسها في هذا المجال". وتابع "يكفى أن شركة بي واي دي الصينية تقدم أحسن تكنولوجيا للبطاريات في العالم، لذلك الصين رقم واحد في صناعة السيارات الكهربائية". وتمنى الخبير المصري أن يكون هناك تعاون بين الصين ومصر في تصنيع السيارات الكهربائية، مشيرا إلى أن فرص التعاون بين الجانبين ستكون مثمرة جدا في إنتاج سيارات كهربائية تلبي احتياجات المواطن المصري. كما تمنى أن تفتح الحكومة المصرية عملية ترخيص السيارات الكهربائية أقل من 50 كيلو وات، وأن تسمح باستيراد السيارات الكهربائية المستعملة. واتفق معه أبو المجد رئيس رابطة تجار السيارات، قائلا إن السيارات الكهربائية الصينية لها تأثير ملحوظ بشكل كبير في تطوير صناعة السيارات الكهربائية في العالم ونقلتها إلى عالم جديد، خصوصا سيارات بي واي دي التي تفوقت البطاريات الخاصة بها على بطاريات الشركات الغربية. وعن إمكانية التعاون بين مصر والصين في مجال صناعة السيارات الكهربائية، رد أبو المجد قائلا "أعتقد أنه لا توجد فرص بين مصر وأي دولة أخري في هذا المجال غير الصين لما قامت به الصين من تطوير مذهل في هذه الصناعة وإنتاج سيارات كهربائية مختلفة بكافة أشكالها".■

مشاركة :