مقالة خاصة: سكان غزة يعلقون آمالا على مصر في التوصل لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل

  • 5/5/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 4 مايو 2024 (شينخوا) يعقد سكان قطاع غزة آمالا كبيرة على مصر في إحداث اختراق جدي في المفاوضات الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل للتوصل لوقف إطلاق النار وعقد صفقة تبادل للمحتجزين. وقال النازح الفلسطيني هاشم راضون (39 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن سكان غزة يتابعون بعيون مفتوحة ما يجري في العاصمة المصرية القاهرة خلال الساعات الماضية بشأن مفاوضات الهدنة. وأضاف راضون، الذي يقيم في خيمة من النايلون المقوى في مدينة رفح قرب الحدود المصرية أقصى جنوب القطاع، "نأمل أن تسير الأمور في المفاوضات بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية على ما يرام ويتم التوصل إلى حل قريب". وأكد راضون، الذي ترك منزله في حي الشجاعية شرق غزة منذ الأسبوع الأول للحرب، أن مصر طرف رئيسي ومهم في مفاوضات وقف إطلاق النار، وهي الدولة الأقرب للشعب الفلسطيني وقضيته. وتابع أن "وقف إطلاق النار طال انتظاره كثيرا وهو فرصة لالتقاط الأنفاس والعودة إلى بيوتنا التي هجرنا منها تحت ضربات القصف والدمار". وأطلقت إسرائيل قبل 211 يوما حربا ضد حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 تحت اسم "السيوف الحديدية" بعد أن شنت الحركة هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية. ووصلت حصيلة قتلى الحرب المتواصلة في القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 34654 والمصابين إلى 77908، بينما لا يزال نحو 10 آلاف آخرين في عداد المفقودين، بحسب وزارة الصحة في غزة. وبموازاة ذلك، خلفت الحرب الإسرائيلية دمارا واسعا تقدره مؤسسات دولية وأممية بنحو 75% من القطاع، وتسببت بكارثة إنسانية شديدة بفعل مخاطر المجاعة وتفشي الأمراض والأوبئة لاسيما في صفوف النازحين. وأجمع فلسطينيون آخرون استطلعت ((شينخوا)) آراءهم في مناطق متفرقة من رفح التي باتت الملاذ الأخير لأكثر من 1.4 مليون فلسطيني بعد نزوحهم من شمال ووسط القطاع في ظل الحرب العنيفة المستمرة، على ضرورة إنهاء الحرب وتمكينهم من العودة إلى منازلهم للإقامة فيها حتى لو على الأنقاض المدمرة. وقصفت القوات الإسرائيلية على مدار أيام الحرب الأحياء السكنية في مناطق القطاع كافة وحولتها إلى ركام ودمار، ودفعت بنزوح 1.9 مليون شخص يقيم أغلبهم في مراكز إيواء تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين للفلسطينيين (أونروا). وتشاطر الفلسطينية مها نمر (52 عاما) هاشم راضون الآمال بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار يطفىء نار الحرب. وتقول مها، التي تعيش مع ثمانية من أفراد عائلتها في خيمة داخل مركز إيواء في مدينة دير البلح وسط القطاع، إن سكان غزة ينتظرون بفارغ الصبر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الساعات القادمة لأن الوضع في القطاع لا يطاق. وأضافت السيدة الفلسطينية، التي بدت على وجهها الحسرة وهي تطهو الطعام على موقدة حطب قبالة الخيمة، "نريد وقفا حقيقيا لإطلاق النار ينهي الواقع الكارثي والمأساوي في القطاع ويعود الناس إلى بيوتهم وأماكن سكناهم حتى لو تم تدميرها لأن حياة الخيام صعبة في الصيف والشتاء". وعادت غالبية مناطق القطاع إلى عهود سابقة، حيث لم يبق لأولئك الذين فقدوا كل شيء بعد تدمير منازلهم بما فيها من مقتنيات واحتياجات سوى خيام أقاموها في الشوارع والأراضي الخالية والمدارس الحكومية والأممية. وتسيطر الأنباء الواردة من القاهرة في الساعات الأخيرة على السكان في القطاع الذين تركزت أحاديثهم في الشوارع والأسواق العامة والمجالس على حدوث تقدم ملحوظ في مفاوضات وقف إطلاق النار. واعتبر الشاب محمد مصطفى (22 عاما) أن مغادرة مدرسة الإيواء والعودة إلى منزله أحياء بمثابة الحدث الأهم منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر. وقال مصطفى بنبرة من التفاؤل "ننتظر اللحظة التي يعلن فيها وقف إطلاق النار من أجل ترك مراكز الإيواء والحياة الصعبة بداخلها والعودة إلى منازلنا التي تركناها مضطرين بحثا عن ملاذ آمن". وتعليقا على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي من غزة أكرم عطا الله إن سكان القطاع "يتعلقون بقشة أمل توقف ولو مؤقتا هذا الكابوس الذي يدمر حياتهم منذ سبعة أشهر". وأضاف عطا الله في تغريدة عبر حسابه على موقع ((فيسبوك)) أن الطرفين (إسرائيل وحماس) يخضع كل منهما لضغوط هائلة، إسرائيل لضغوط خارجية مكثفة وحماس لضغوط داخلية أكثر ضراوة لجهة الشارع الذي يتعرض "لإبادة وتهجير". وأفادت قناة ((القاهرة الإخبارية)) المصرية اليوم بأن مصر توصلت إلى صيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخلاف بين إسرائيل وحركة حماس في مفاوضات الهدنة. ونقلت القناة عن مصدر رفيع المستوى قوله "إن وفد حماس وصل إلى مصر، وأن هناك تقدما ملحوظا في المفاوضات".

مشاركة :