هل يتحول البرغوثي إلى نيلسون مانديلا جديد؟

  • 5/5/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فيما يتصدر مروان البرغوثي أسماء المتوقع الإفراج عنهم في صفقة الرهائن بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، قفز إلى السطح سؤال مهم: هل يكون المناضل الفتحاوي السجين رئيس فلسطين المقبل؟ يرى البعض أن البرغوثي (66 عاما) يمكن أن يعيد من جديد قصة نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا، كشخصية يحتمل أن تتسلم رئاسة السلطة الفلسطينية، إذ تصر حركة حماس على أن يكون الرجل ضمن القياديين المفرج عنهم في أي صفقة جديدة لتبادل المعتقلين والرهائن. ونقل القيادي الفلسطيني السابق من سجن عوفر إلى سجن آخر لم تسمه مع وضعه في العزل الانفرادي منذ فبراير الماضي، بعد أن تلقت مصلحة السجون الإسرائيلية معلومات تفيد بأن البرغوثي كان يعمل عبر قنوات عدة لإثارة اضطرابات في الضفة الغربية في محاولة لإشعال انتفاضة ثالثة. خيار توافقي توقع محللون سياسيون أن يكون البرغوثي المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ 2002 خيارا توافقيا لتسلم السلطة الفلسطينية والتحضير للدولة المقبلة، في حال التوصل لاتفاق، وفقا لتحقيق نشره موقع «بي بي سي عربي». اعتقل البرغوثي في عملية الدرع الواقي عام 2002، إذ اتهمته إسرائيل بتأسيس كتائب شهداء الأقصى العسكرية التي نفذت عمليات مختلفة ضد جنود ومستوطنين إسرائيليين، وحكم عليه بقضاء 5 أحكام بالسجن مدى الحياة و40 عاما، في حين رفض البرغوثي الاعتراف بسلطة المحكمة الإسرائيلية. وتؤكد زوجته المحامية فدوى أن التهم لم توجه للبرغوتي لأنه ارتكب هذه الأفعال بيده، بل لأنه كان قائدا، مشيرة إلى أنه نفى تهمة تأسيس كتائب شهداء الأقصى. رصيد نضالي يشير قيادي حماسي إلى أن المسيرة النضالية للبرغوتي ترشحه بقوة لهذا الأمر في حال الافراج عنه، ويقول «بلا شك، شخص مثل مروان البرغوثي له رصيد نضالي، ربما يرى البعض أن هذا يؤهله ليكون قائدا ونحن نحترم ذلك، لكن نحن كحركة لم نناقش من حيث المبدأ هذا الموضوع». ويضيف «نعتقد أن موقفنا واضح بأن الشعب الفلسطيني هو من يقرر قيادته، وهذا يكون عبر انتخابات يقرر فيها الفلسطينيون من يمثلهم، وعلى الجميع أن يحترم هذه الإرادة». وقال القيادي خليل الحية في مناسبة سابقة «نسعى لأن يكون القائد مروان البرغوثي والقائد أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضمن أسماء صفقة التبادل». تسلم البرغوثي يؤكد المحلل والباحث السياسي عريب الرنتاوي، أن تسلم البرغوثي للسلطة الفلسطينية أمر منوط بإتمام صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل، بينما يرى حمدان القيادي في حماس أن إسرائيل تعرقلها. ويوضح الرنتاوي أن خروج البرغوثي من السجن يعتمد إن كانت إسرائيل ستمضي في خيار بروتوكول هانيبال والتضحية بالرهائن، لتفادي تقديم أي تنازلات والاستمرار في الحرب دون إعطاء أولوية للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس»، لكنه يؤكد أن الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية الداخلية تجعل من الصعب على نتنياهو الذهاب لهذا الخيار، وبالتالي ربما يجنح لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين. مانديلا الجديد فيما يعد البعض الحديث عن الإفراج عن البرغوثي ليس جديدا، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطالب حماس بالإفراج عن مجموعة قيادات بينها البرغوثي بالخيالية، رافضا الإفراج عن أعداد كبيرة من الفلسطينيين. وفي 2009 على سبيل المثال رد البرغوثي في إجابات مكتوبة من داخل سجنه، على سؤال حول إمكانية ترشحه للسلطة إذا ما أطلق سراحه وقال «عندما تتحقق المصالحة الوطنية ويكون هناك اتفاق على عقد الانتخابات، سأتخذ القرار المناسب». وفي 2014 نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقال رأي وصفت فيه البرغوثي بنيلسون مانديلا، وقال كاتب المقال مارتن لينتون «لو كانت إسرائيل جادة في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإنها ستطلق سراح البرغوثي، الذي يعد الشخص الأمثل الذي يمكن التوصل من خلاله إلى اتفاق سلام». ترشح للرئاسة قرر البرغوثي عام 2021 رغم سجنه الترشح للانتخابات الرئاسية الفلسطينية التي لم تعقد فيما بعد، لكن هناك عائقا آخر قد يكون أمام تولي البرغوثي للسلطة كما يشرح الباحث الرنتاوي، وهو موافقة إسرائيل على الإفراج عنه مع عدد من كبار القادة الفلسطينيين في سجونها، إلا أنه يعود ويقول «في ظني المقاومة ستتمسك بمطلبها بالإفراج عن مروان ورفاقه». وتختلف الآراء السياسية في إسرائيل بين من يؤيد خروج البرغوثي باعتباره قد يقدم أفضل حل للسلام كخليفة للرئيس محمود عباس، بينما يرفض آخرون بقولهم إن المدان بـ5 جرائم قتل لا ينبغي أن يطلق سراحه أبدا». ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس منير المصري، أنه من الصعب تصور أن تقدم الحكومة الإسرائيلية على خطوة كهذه نظرا للسوابق التاريخية، لافتا إلى الصفقة التي أطلق فيها سراح السنوار. خيار بعيد في المقابل يرى رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط طارق فهمي أن البرغوثي ليس أحد الخيارات المطروحة، على الأقل في هذا التوقيت. ويضيف «يملك مروان تاريخا نضاليا كبيرا، لكن لن تسمح إسرائيل بخروجه ليتولى قيادة السلطة في هذا التوقيت، ربما تكون هناك شخصيات أخرى مطروحة لكن عمليا لن يكون هو الرئيس». فيما ترى المحللة العبرية وينستانلي أن إطلاق سراح مروان البرغوثي سيكون خطوة استراتيجية من جانب إسرائيل لأنه يعد خيارا قابلا للتطبيق لقيادة فلسطينية غير حماس، وبرأيها فإنه حتى يحصل ذلك يجب أن يكون هناك بديل موثوق للقيادة الفلسطينية، يجب على الفلسطينيين أن يختاروا قادتهم، لكن البرغوثي يمكن أن يكون جزءا مهما من تلك القيادة. حوار وطني يؤكد أسامة حمدان أنه في حال الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين ومن بينهم البرغوثي فسيكون هناك حوارات على الصعيد الوطني لبناء خيار وطني جامع، لافتا إلى أن حماس قدمت رؤيتها بهذا الخصوص وناقشتها مع عدد من الفصائل الفلسطينية مثل الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، وحظيت بموافقة عدد معتبر من الفصائل الفلسطينية، ونواصل العمل لكي تكون قاعدة لإجماع وطني فلسطيني. ونشر المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية استطلاعا للرأي نهاية العام الماضي، أظهر أن الشخصية الأكثر شعبية بين الفلسطينيين هو مروان البرغوثي، ويظهر الاستطلاع أنه في حال تنافس البرغوثي من فتح مع الرئيس عباس والقيادي في حماس إسماعيل هنية على الرئاسة الفلسطينية، ينتظر أن ترتفع نسبة المشاركة «لتصل إلى 71%، ويحصل البرغوثي على 47% وهنية على 43% وعباس على 7%». مروان البرغوثي سياسي فلسطيني بارز. ولد في 6 يونيو 1958. أعتقل مرات عدة أولها عام 1976. انتخب أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية. كان أصغر عضو في المجلس التشريعي لحركة فتح. لعب دورا بارزا خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية. حكمت عليه السلطات الإسرائيلية بالمؤبد. متزوج من المحامية فدوى البرغوثي. ألف كتاب «1000 يوم في زنزانة العزل الانفرادي». نتائج استطلاع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية: 47 % مروان البرغوثي 43 % إسماعيل هنية 07 % محمود عباس

مشاركة :