تشهد الفترة الحالية من كل عام دراسي، توجه أنظار طلبة الصف الـ12 نحو «التعليم العالي»، لاختيار التخصصات الجامعية التي يرغبون في دراستها وتتناسب مع ميولهم وقدراتهم العلمية، إذ لم يعد بينهم وبينها سوى أقل من أربعة أشهر، وهو موعد انطلاق العام الجامعي الجديد (2024-2025) في 26 من أغسطس المقبل. وتشير الأرقام الإحصائية التي كشفت عنها هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، تحت عنوان «نمو غير مسبوق في قطاع التعليم العالي في دبي»، إلى أن أبرز خمسة تخصصات جامعية جذباً للطلبة في مؤسسات التعليم العالي الدولية في دبي، هي «إدارة الأعمال» و«تكنولوجيا المعلومات»، و«الهندسة» و«الإعلام والتصميم» و«العلوم الإنسانية». ويرى متخصصون أن اختيارات التخصصات الجامعية المطلوبة في سوق العمل، تدعم فرص الطلبة الملتحقين بها في سرعة الحصول على فرص عمل مناسبة فور التخرج، ومن ثم يبرز دور المدارس في تعزيز الاهتمام بالإرشاد الأكاديمي للطلبة وتزويدهم بالخبرات والمعلومات التي تبين لهم التخصصات المطروحة والمهن المستقبلية التي تحتاج إليها سوق العمل. وقال الأكاديمي الدكتور محمد أحمد، إن «اختيار التخصص الدراسي أحد أصعب القرارات التي تواجه الطلبة الذين هم على أبواب المرحلة الجامعية، ولذلك لابد من تحديد مجموعة من المعايير التي قد تسهم في تسهيل عملية اختيار التخصص الدراسي، منها أن يحدد الطالب شغفه الشخصي تجاه مجال معين أو مهنة بعينها، ومن ثم يحدد دراسته التي تؤهله للعمل في هذه المهنة بعد تخرجه، وأن يحاول التعرف إلى توجهات سوق العمل والوظائف المتاحة في العصر الراهن». ودعا أحمد ذوي الطلبة إلى عدم إلزام أبنائهم بتحديد تخصصات معينة لدراستها في المرحلة الجامعية، من قبيل الوجاهة أو أنها الأفضل من وجهة نظر الأسر، دون مراعاة لرغبات الطالب الدراسية واستعداداته النفسية لدراسة هذا التخصص أو ذاك، إضافة إلى قدراته العلمية التي تساعده على الإجادة في تخصص دون غيره. وأكدت الخبيرة التربوية نورة المهيري، ضرورة أخذ الشغف بوظيفة المستقبل لدى الطالب في الاعتبار عند اختيار التخصص، حيث ستكون الدافع الأساسي للتحصيل العلمي الجيد خلال رحلة التعليم الجامعي. وأشارت إلى أن هناك دراسات أثبتت أن الأشخاص الذين لديهم شغف بمجال دراستهم ينجحون على المدى الطويل ويكونون سعداء بوظيفتهم، حيث يميلون إلى بذل المزيد من الجهد في عملهم اليومي ويتمتعون بنسبة رضا عالية. وأضافت المهيري أن الطالب في المرحلة الثانوية يحتاج إلى الإرشاد والدعم من الأسرة والمدرسة لتحديد الاختيار المناسب، حسب قدراته العلمية ورغباته الشخصية، لأنه ليس من السهل عليه في كثير من الأحيان الاختيار الجيد لأسباب عدة، منها قلة الوعي وعدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح. ولفتت إلى أنه يجب أن تقوم المدرسة بأدوار عدة لإرشاد الطلبة لاختيار تخصصاتهم الجامعية، منها توفير معلومات حول الخيارات التعليمية المحلية والدولية، بما في ذلك البرامج الأكاديمية المختلفة، ومتطلباتها، والجامعات والكليات المحلية والدولية المتاحة لهم، ثم تحليل قدرات واهتمامات الطلبة لمساعدتهم في اختيارات التخصصات المستقبلية. وقالت مديرة البحوث في المجموعة الدولية للاستشارات، حلا حتاملة، إن التوجهات الواضحة في سوق العمل للاعتماد على الذكاء الاصطناعي، تتطلب التأهيل اللازم أكاديمياً بالمهارات التي تجعل الخريج قادراً على التعامل مع متطلبات الوظائف الجديدة أو ما يتم استحداثه من وظائف مستقبلاً. ولفتت إلى أن دراسة أنجزتها المجموعة أوضحت أن الوظائف المستقبلية ربما لا تستطيع إيجاد المهارات المطلوبة لشغل هذه الوظائف، وهذا يُعد تحدياً يمكن علاجه من خلال الإرشاد الأكاديمي للطلبة لحثهم على التوجه إلى دراسة مثل هذه التخصصات. الدكتور محمد أحمد: • لابد من تحديد معايير تسهم في تسهيل عملية اختيار التخصص الدراسي الجامعي المناسب لمتطلبات سوق العمل في العصر الراهن. نورة المهيري: • الشغف بوظيفة المستقبل لدى الطالب عند اختيار التخصص، سيكون الدافع الأساسي للتحصيل العلمي الجيد خلال رحلة التعليم الجامعي. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :