معبد فيله يبوح بأسراره لزوار مصر

  • 5/6/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أسوان (مصر) - حين تشرق الشمس في سماء أسوان جنوبي مصر، تبحر مراكب بسياح أجانب ومصريين إلى معبد فيله، ليتعرفوا على أحد أسرار المصريين القدماء في حضن نهر النيل. في جو معتدل هذه الأيام، وللوصول للمراكب النيلية، يخطو السياح، وقد علت وجوههم فرحة ودهشة، في ممر على جانبيه نسخ مقلدة من آثار فرعونية قديمة معروضة للبيع على طاولات. وما إن تنطلق المراكب وتتمايل أشرعتها في الهواء العليل حتى يفوز السياح بلحظات سعادة إضافية. وبعد نحو 15 دقيقة في حرم النيل وبين جباله، ترسو المراكب أمام بناء شاهق صنعته أيدي التاريخ والطبيعة فوق الجزيرة.. إنه معبد فيله. منذ اللحظة الأولى، تجذب أعمدة تاريخية شاهقة أمام المعبد أنظار الزوار، فيلتقطون صورا تذكارية خلف أحد الأعمدة المحفورة عليه نقوش تاريخية أبرزها يعود إلى المصريين القدماء. وتبرز أشعة الشمس النقوش على جدران المعبد وأعمدته، قبل أن يتسرب بعضا منها إلى الداخل، فتنير نصوصا قديمة وصورا فنية تدهش الزوار. ولكلمة "فيله"، وفق إعلام مصري، مرادفات عديدة، فهي الحبيبة في اللغة الإغريقية والنهاية أو الحد في اللغة المصرية القديمة، ما يعني أن المعبد كان آخر الحدود الجنوبية لمصر. وبدأ تشييد المعبد في عهد الملك بطليموس الثاني (285 – 246 ق.م.) وساهم في بنائه العديد من الملوك البطالمة، وخُصص لعبادة الإلهة إيزيس الشهيرة في التاريخ المصري القديم. وكانت إيزيس المعبودة الرئيسية للمنطقة، حيث تم تصوير الإمبراطور وهو يقدم القرابين لها ولزوجها أوزير وابنهما حورس. ومعبد إيزيس هو المعبد الرئيس في الجزيرة، التي تحتضن معبد فيله، بالإضافة إلى معابد أخرى منها حتحور وحورس. وفي البداية، أُقيم معبد فيله على جزيرة حملت اسم فيله، لكن مصر شيدت "السد العالي" جنوبي البلاد لحمايتها من مياه الفيضانات. غير أن مياه النيل غمرت المعابد المجاورة، فبدأت السلطات، بمساعدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في ستينيات القرن الماضي نقل آثار معبد فيله إلى جزيرة إجيليكا على بعد نحو 500 متر. وبالفعل، جرى نقل 4 آلاف و200 كتلة أثرية إلى إجيليكا، وفي 1977 انتهت عملية نقل وترميم وإعادة تركيب أجزاء المعبد بدقة، وجرى افتتاحه أمام الزوار في 1980. ووفق وزارة الآثار المصرية، تشمل آثار فيله مبانٍ عديدة يعود تاريخها إلى العصر البطلمي (332-30 ق.م)، أبرزها معبد فيله. فيما يُعتبر معبد إيزيس إسطوريا، لكونه أحد أكثر المعابد المصرية القديمة استمرارا، إذ ظل المعبد يؤدي دوره حتى عهد الملك البيزنطي جستنيان الأول (527 – 565 م)، الذي أمر بإغلاق المعابد الوثنية. وبجوار معبد إيزيس يوجد آخر مكرس لحتحور، بناه بطلميوس السادس (180 – 145 ق.م)، وأغسطس أول إمبراطور لروما (30 ق.م. – 14م). ولا تزال مقصورة تراجان (98 – 117 م)، المقامة أمام معبد فيله قائمة، وعلى مر التاريخ جذب الترتيب المنتظم لأعمدتها أنظار الرحالة فقاموا بوصفها وتصويرها، حسب الوزارة.

مشاركة :