الشاهين الاخباري يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضيوفه من كبار الشخصيات السياسية في أوماها بيتش ، أحد الشطآن الخمسة لإنزال نورماندي والذي تكبّد فيه الأميركيون الذين حوصروا بالدفاعات الألمانية، خسائر فادحة. ومن بين المدعوين الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يجري بعد الاحتفالات زيارة دولة لفرنسا وكذلك ملك بريطانيا تشارلز الثالث الذي استأنف أنشطته العامة على الرغم من إصابته بمرض السرطان. ويُعدّ هذا الإنزال الذي حصل في 6 حزيران/يونيو 1944 مجطة رئيسية في تحرير أوروبا من النازية والأكبر في التاريخ من حيث عدد السفن المشاركة، إذ أنزلت 6939 سفينة 132700 عنصر معظمهم من البريطانيين والأميركيين والكنديين في نورماندي بشمال فرنسا. وتُعدّ هذه المراسم الاحتفالية الدولية التي بدأها الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتيران في العام 1984، دليلًا “على الأخوّة عبر المحيط الأطلسي”، حسبما يرى ميشال دوكلو الزميل المقيم لدى معهد مونتيني. ويضيف الدبلوماسي السابق “من المناسب تمامًا التذكير بواحدة من أسس العلاقات الدولية الحالية، خصوصًا أن هناك شكوكًا” حول مستقبل هذه الروابط في حال أُعيد انتخاب ترامب المنادي بالانعزال، إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني/نوفمبر. “قوة سلام” ويتوجه ماكرون الذي جعل من الذكرى الثمانين لإنزال نورماندي محطة أساسية في الذاكرة الوطنية، إلى بلدة سان لو في الخامس من حزيران/يونيو لإحياء ذكرى الضحايا المدنيين في معركة نورماندي ثمّ في السابع منه إلى مدينة بايو التي كانت أول مدينة تم تحريرها وكذلك مدينة شيربور التي لعب ميناؤها دورًا مركزيًا في العمليات. ويقول أحد المستشارين في قصر الإليزيه “إنه إحياء عام لذكرى العام 1944 الذي كان عام نهضة البلاد”. منذ أشهر عدة، باشر ماكرون سلسلة من الفاعليات التذكارية تكريمًا لذكرى المقاومة الفرنسية ومساهمة الأجانب فيها، من خلال مثلًا نقل رفات المقاوم الشيوعي الأرمني الأصل ميساك مانوشيان إلى البانتيون، بالإضافة إلى إحيائه في 16 نيسان/أبريل ذكرى وحدة المقاومة في فيركور (جنوب شرق) في مبادرة كانت الأولى لرئيس خلال ولايته الرئاسية. على الساحة الدولية، سيظهر ماكرون أيضا بمظهر الزعيم الأوروبي في وقت يستمر الغزو الروسي لأوكرانيا على بعد 2500 كيلومتر من سواحل نورماندي. ويقول أحد المقربين من ماكرون إن الهدف هو إبراز “فرنسا ك+قوة السلام+. يجب العمل على أن تتمكّن أوروبا من الدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان”. وأكّد ماكرون الخميس في مجلة “ذي إيكونوميست” موقفه المثير للجدل بشأن إمكان إرسال قوات برية إلى أوكرانيا في حال قامت موسكو “باختراق خطوط الجبهة”. ويأتي السياق الأوروبي للذكرى الثمانين هذه مشابهًا للسياق الذي كان قائمًا في الذكرى السبعين حين كانت أوكرانيا تشهد نزاعا محتدما مع ضمّ موسكو لشبه جزيرة القرم وبدء تمرّد انفصالي موال لروسيا في شرق البلد. يومها، في السادس من حزيران/يونيو 2014، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك في ويستريام في الفاعليات التذكارية إلى جانب الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، باسم مساهمة الاتحاد السوفياتي في النصر النهائي على النازية. زيلينسكي مدعوًا؟ أدّى حضور بوتين وقتها إلى اجتماعه على هامش المراسم بالرئيس الأوكراني آنذاك بيترو بوروشنكو وإطلاق عملية مفاوضات سميت “صيغة نورماندي” ضمّت فرنسا وألمانيا وأدّت إلى اتفاقات مينسك. غير أن “هذه الاتفاقات لم تؤدّ إلى شيء سوى الحرب” على ما يرى الخبير في العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية “سيانس بو” برتران بادي الذي يعتبر أن “أساليب المعاملات القديمة هذه والتسويات المأمول بها أو المبرمة بين عدد قليل من الرؤساء لم تعد تناسب السياق الحالي”. وحذّر من أن “الخطر في هذه الفاعليات التذكارية هو الاعتقاد بأن التاريخ يعيد نفسه” منذ العام 1945 فيما تغيّر النظام الدولي وبدأ النفوذ الغربية يتقوض مع نمو نفوذ الصين خصوصًا. أمّا في العام 2024، فأصبح فلاديمير بوتين شخصًا غير مرغوب به، لكن ستكون روسيا مدعوة على مستوى لم يحدّد بعد وذلك للتذكير بتضحيات الاتحاد السوفياتي ضد ألمانيا النازية. ويقول ميشال دوكلو “علينا إيجاد التوازن الصحيح وعدم التقليل من أهمية مساهمتهم في النصر النهائي بل التذكير بأن الحرب بدأت بدونهم وأنهم إذا تمكنوا من القيام بهذه المساهمة فذلك يعود إلى حد كبير إلى المعدات الأميركية”. أمّا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فلا يزال من المبكر جدًا الحديث عمّا إذا سيكون مدعوًا للمشاركة في الفاعليات بحسب باريس. وتعتزم فرنسا استضافة قمة دولية تعقب المراسم وتضمّ كل القادة الحاضرين. ويقول دوكلو “في هذا النوع من الفاعليات، ثمة دائمًا نشاطات فرعية في الكواليس وقد تكون هذه فرصة لاتخاذ مبادرات دبلوماسية”. الوسوم الشاهين الاخباري العالم
مشاركة :