تبدل الأمل الذي يعيشه أهل رفح بحالة من الغضب والخوف والرعب، بعدما تعثرت مفاوضات «الفرصة الأخيرة» التي شهدتها القاهرة، وغادر وفد حماس دون التوصل إلى حل. وفي مؤشر على عودة الدمار والموت، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان شرق رفح، بجنوب قطاع غزة، التوجه إلى «منطقة إنسانية موسعة» قبل هجوم محتمل، وطالبهم بالانتقال إلى مخيم جديد للاجئين، على البحر المتوسط بالقرب من الحدود المصرية. وتشمل عملية النزوح الجديدة التي بدأت بالفعل أمس 100 ألف شخص، وذكر شهود عيان أن بعض العائلات الفلسطينية بدأت بالفعل التحرك من المناطق التي طالب الجيش الإسرائيلي بإخلائها. نتائج مخيبة وعلى عكس الآمال الكبيرة التي بدأت بها مفاوضات القاهرة، جاءت النتائج الأخيرة مخيبة للأمال، حيث غادر وفد حركة حماس العاصمة المصرية، بعد محادثات حول هدنة محتملة في قطاع غزة وإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين، فيما تضاربت التقارير حول نتائج جولة المفاوضات، حيث وصفت بأنها قريبة من «الانهيار» ومن «اتخاذ قرار». ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية عن مصدر، أن وفد حماس غادر القاهرة لإجراء محادثات في قطر، بعدما وضعت ردها على مقترح جديد للهدنة بين يدي الوسطاء، على أن يعود الوفد إلى مصر اليوم الثلاثاء، لاستكمال المفاوضات، وبعد توقفه في مصر غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، أيضا إلى قطر. تضارب التقارير وتضاربت التقارير عن مصير مفاوضات الفرصة الأخيرة حيث نقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع على المحادثات قوله، «إن أحدث جولة من الوساطة في القاهرة على وشك الانهيار». ونقلت وكالة فرانس برس، أن الاجتماع في القاهرة انتهى «دون إحراز تقدم ملموس»، في حين تواصل كل من إسرائيل وحماس التمسك بشروطهما، بعد نحو 7 أشهر من الحرب. ونص المقترح الذي قدمته الدول الوسيطة، على هدنة مرتبطة بإطلاق سراح رهائن محتجزين في قطاع غزة، مقابل سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل، وقال مسؤول في حماس، «إن الحركة لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفا دائما للحرب». نهاية الحرب وأكدت مصادر أن المسألة الشائكة في المفاوضات هي ما إذا كانت صفقة الرهائن والهدنة ستقود إلى نهاية الحرب، حيث تريد حماس التزاما بأن تنفيذ الصفقة من شأنه وضع حد للحرب بشكل نهائي، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وأشار المسؤول إلى أن الوسطاء يعملون على إيجاد صيغة يمكن التوافق عليها من الطرفين، لكن لم يتم تحقيق انفراجة. لا يبدو الأمر جيدا، فلا توجد مثل هذه الصيغة حاليا أو نقترب منها». وكان نتانياهو أكد أن إسرائيل مستعدة لوقف القتال في غزة مؤقتا من أجل ضمان إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، لكنه أكد «لا تزال حماس مصرة على مواقفها المتشددة وعلى رأسها المطالبة بسحب جميع قواتنا من قطاع غزة وإنهاء الحرب وبقاؤها في السلطة.. لا يمكن أن تقبل إسرائيل ذلك». قرار وشيك وقالت «القناة 12» العبرية «إن حماس تشعر بالقلق من أن الولايات المتحدة ستسمح لإسرائيل بالعمل ضد حماس وقادتها حتى بعد التوصل لاتفاق هدنة»، ونقلت عن مسؤول من الحركة الفلسطينية، أنها في الوقت الذي لا تصر فيه على السيطرة على حكومة في غزة، فإن قادتها مثل يحيى السنوار لا يرغبون في أن يكونوا عرضة لهجوم. وأشار المسؤول إلى أنه خلال المفاوضات الأخيرة اقترب الطرفان من «خط اتخاذ القرار»، مشيرا أيضا إلى أن الشائعات بأن قطر قد تبعد القيادات السياسية لحماس من الدوحة «لا تؤثر على المفاوضات»، وأنهم «قد ينتقلون إلى العمل من فندق في ماليزيا أو إسطنبول»، حسب ما نشرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». ضحايا غزة حتى الآن: 90 %من المستشفيات انهارت 62 % تدمير للبنية التحتية 75 % من النساء والأطفال 10 آلاف مفقود. 77 ألف مصاب 35 ألف شهيد إجلاء المدنيين وبالتزامن مع انهيار المفاوضات، بدأ جيش الاحتلال عملية إجلاء لمدنيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة تمهيدا لتنفيذ عملية عسكرية حذرت منها قوى دولية. ودعا بيان السكان في مناطق برفح إلى المغادرة إلى منطقة المواصي، ووصف الجيش الإسرائيلي عملية الإخلاء بأنها «موقتة»، مضيفا أن دعوات الانتقال إلى المناطق الإنسانية الموسعة «سيتم توزيعها من خلال الملصقات والرسائل النصية القصيرة والمكالمات الهاتفية فضلا عن بث المعلومات عبر وسائل الإعلام العربية». وقال الجيش الإسرائيلي لسكان غزة، في منشور لاحق، «إنه سيستمر بالقتال ضد المنظمات الإرهابية التي تستخدمكم كدروع بشرية»، وتدعي إسرائيل أنها تستخدم العملية العسكرية في رفح للقضاء على ما تبقى من كتائب حماس. كما يعتقد أن الرهائن، الذين تم أسرهم خلال الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر، محتجزون في المدينة الواقعة على الحدود مع مصر.
مشاركة :