بوتين يأمر بإجراء مناورات نوويَّة

  • 5/6/2024
  • 23:52
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإجراء مناورات نوويَّة «في المستقبل القريب»، تشارك فيها خصوصًا قوات منتشرة قرب أوكرانيا، ردًّا على «تهديدات» قادة غربيين لموسكو، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع أمس. وتزامنًا، قُتل ستة أشخاص، وأُصيب 35 آخرون صباحًا في هجوم أوكراني بطائرات مسيَّرة متفجِّرة على منطقة بيلجورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، والتي تستهدفها القوات الأوكرانية بانتظام. ومنذ بدء النزاع في أوكرانيا في فبراير 2022، ألمح بوتين مرارًا إلى احتمال اللجوء إلى السلاح النووي. وهذه المرَّة، تهدف المناورات إلى «الإبقاء على جاهزية» الجيش في أعقاب «تصريحات مستفزة وتهديدات بعض المسؤولين الغربيين حيال روسيا». وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: إنَّ هؤلاء القادة الغربيين «تحدَّثوا عن الاستعداد، وحتى النية لإرسال كتائب مسلَّحة إلى أوكرانيا، أي وضع جنود من حلف شمال الأطلسي في مواجهة الجيش الروسي». وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كرَّر في الفترة الأخيرة موقفه بعدم استبعاد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا بحال اخترقت روسيا «خطوط الجبهة». وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنَّه «خلال المناورات، سيتم اتِّخاذ سلسلة من الإجراءات للاستعداد ولاستخدام الأسلحة النووية غير الإستراتيجية». وهذه الأسلحة التي تُسمَّى أيضًا الأسلحة النوويَّة التكتيكيَّة، مصمّمة للاستخدام في ساحة المعركة، ويمكن إطلاقها بواسطة صواريخ. وأشارت الوزارة إلى أنَّ الإجراء يأتي بناءً على «أوامر من القائد الأعلى للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية»، أي الرئيس بوتين. وستشمل المناورات القوات الجويَّة والبحريَّة، وقوات المنطقة العسكريَّة الجنوبية ومقرُّها قرب الحدود مع أوكرانيا، ويشمل نطاق عملها المناطق الأوكرانية التي تحتلها موسكو، وأعلنت ضمَّها في أعقاب الغزو. ولم تحدِّد وزارة الدفاع الروسية موعد هذه المناورات أو مكانها. وفي منتصف مارس، اعتبر بوتين أنَّ الأسلحة النووية الروسية «أكثر تقدُّمًا» من تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة، مؤكدًا أنَّ ترسانتها كانت دائمًا «جاهزة» لنزاع نووي، لكنَّه لم يفكر قط في استخدامها في أوكرانيا. ميدانيًّا، أسفر هجوم أوكراني بطائرة مسيَّرة في قرية بيريوزوفكا الصغيرة في منطقة بيلجورود الروسية، عن مقتل ستة أشخاص -على الأقل- وإصابة 35 آخرين، وفق الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف. وتعرَّضت شاحنتان صغيرتان «كانتا تقلَّان موظفين نحو مكان عملهم وسيارة، من قِبل الجيش الأوكراني بواسطة مسيَّرات انتحاريَّة»، حسبما أوضح المسؤول عبر تلجرام. وأضاف «تُوفي ستة أشخاص، وأُصيب 35 شخصًا بينهم رجل في وضع صعب»، فيما أُصيب الجرحى الآخرون «بجروح خطرة نوعًا ما؛ بسبب الشظايا، ونقلهم مسعفون إلى مراكز طبيَّة في المنطقة». ووفق السلطات الإقليميَّة، المركبات المتضررة تابعة لشركة محلية لإنتاج اللحوم. وتولَّت لجنة التحقيق الروسية، المكلَّفة بالتحقيقات الكُبرى، فتح بحث في الواقعة. وتتعرَّض منطقة بيلجورود لهجمات منتظمة من الجيش الأوكراني، وتقول كييف إنَّها تفعل ذلك ردًّا على القصف اليومي، الذي تشنُّه القوات الروسية على المدن الأوكرانية منذ أكثر من عامين. وفي 30 ديسمبر 2023، تعرَّضت مدينة بيلجورود عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، وتقع على بعد 60 كيلومترًا من قرية بيريوزوفكا، لهجوم خلَّف 25 قتيلًا ونحو مئة جريح. ويأتي هذا الهجوم الأوكراني الجديد عشية تنصيب فلاديمير بوتين في الكرملين لولايته الخامسة الثلاثاء، وقبل ثلاثة أيام من احتفالات 9 مايو في ذكرى انتصار السوفييت على ألمانيا النازية. وألغت السلطات جزءًا من هذه الاحتفالات التي تجتذب عمومًا حشودًا كبيرة في جميع أنحاء البلاد، لأسباب أمنية مرتبطة خصوصًا بالنزاع في أوكرانيا. في المقابل، أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية الاثنين أنَّ القصف الروسي لمنشآت الطاقة أدَّى إلى انقطاع التيار الكهربائي خلال الليل في منطقتي سومي وخاركيف الأوكرانيتين المتاخمتين لروسيا.

مشاركة :