وافقت حركة حماس اليوم الاثنين على اقتراح قدمته مصر وقطر لوقف إطلاق النار في غزة لكن إسرائيل قالت إن الشروط لا تلبي مطالبها ومضت قدما في شن ضربات في رفح مع عزمها مواصلة المفاوضات بشأن الاتفاق. وجاءت تطورات الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر في الوقت الذي تقصف فيه القوات الإسرائيلية رفح الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة جوا وبرا. وأمرت السكان بإخلاء أجزاء من المدينة التي أصبحت ملجأ لأكثر من مليون فلسطيني نازح. وقالت حماس في بيان مقتضب إن رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية أجرى “اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع رئيس المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهما موافقة حركة حماس على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار”. فيما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت لاحق أن أحدث اقتراح لحماس لا يلبي مطالب إسرائيل لكنها سترسل وفدا للقاء المفاوضين لمحاولة التوصل إلى اتفاق. وأضاف مكتب نتنياهو في بيان أن مجلس وزراء الحرب وافق على مواصلة العملية في رفح. وجاء في البيان أن “مجلس وزراء الحرب قرر بالإجماع أن تواصل إسرائيل العملية في رفح لممارسة الضغط العسكري على حماس من أجل دفع عملية إطلاق سراح رهائننا وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب”. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه حث إسرائيل وحماس على “بذل مزيد من الجهد اللازم للتوصل إلى اتفاق”. وقال مسؤول إسرائيلي إن المقترح الذي أعلنت حركة حماس موافقتها عليه هو نسخة “مخففة” من اقتراح مصري يتضمن عناصر لا يمكن لإسرائيل قبولها. وذكر المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “هذه خدعة على ما يبدو تهدف إلى جعل إسرائيل تبدو وكأنها الجانب الذي يرفض الاتفاق”. لكن مسؤولا مطلعا على محادثات السلام، تحدث أيضا شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إن العرض الذي قبلته حماس هو في الواقع العرض نفسه الذي وافقت عليه إسرائيل في نهاية أبريل نيسان. وأشار مسؤول أميركي مطلع على مفاوضات الهدنة لرويترز إلى أن نتنياهو وحكومة الحرب “لا يتعاملان مع المرحلة الأخيرة من المفاوضات بحسن نية على ما يبدو”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن واشنطن ستناقش رد حماس مع حلفائها في الساعات المقبلة وإن الاتفاق “يمكن جدا التوصل إليه”. وذكر المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي “نريد إخراج هؤلاء المحتجزين، ونريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، ونريد زيادة المساعدات الإنسانية”، مضيفا أن التوصل إلى اتفاق سيكون “أفضل نتيجة على الإطلاق”. واستشهد أكثر من 34600 فلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي على قظاع غزة وفقا لمسؤولي الصحة بالقطاع. وحذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة وشيكة في القطاع. رفح تحت القصف ستكون أي هدنة أول توقف للقتال منذ وقف لإطلاق النار استمر أسبوعا في نوفمبر تشرين الثاني وأفرجت حماس خلاله عن نحو نصف المحتجزين. ومنذ ذلك الحين تعثرت جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة جديدة مع رفض حماس إطلاق سراح المزيد من المحتجزين من دون تعهد بوقف دائم للحرب بينما تصر إسرائيل على مناقشة وقف مؤقت فقط. وأخبر طاهر النونو المسؤول في حماس والمستشار الإعلامي لهنية رويترز بأن الاقتراح يلبي مطالب الحركة فيما يتعلق بجهود إعادة الإعمار في غزة وعودة النازحين الفلسطينيين وتبادل محتجزين إسرائيليين بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وصرح خليل الحية نائب رئيس حركة حماس في غزة لقناة الجزيرة بأن الاقتراح يتكون من ثلاث مراحل مدة كل منها ستة أسابيع، على أن تسحب إسرائيل قواتها من غزة في المرحلة الثانية. وأمرت إسرائيل في وقت سابق اليوم الاثنين بإخلاء أجزاء من مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية والتي تعد الملاذ الأخير لنحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. ودعت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل إلى عدم مهاجمة رفح قائلة إنها يجب ألا تمضي في ذلك من دون خطة كاملة لحماية المدنيين هناك، والتي لم تكشف عنها بعد. وقال المسؤول الأمريكي إن واشنطن ملتزمة بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح. وقالت إسرائيل إنها تنفذ عمليات محدودة في الجزء الشرقي من رفح. وشهدت العمليات غارات جوية مكثفة، بحسب سكان هناك. وقال جابر أبو نازلي، وهو أب لطفلين يبلغ من العمر 40 عاما، لرويترز عبر أحد تطبيقات الدردشة “يضربون منذ الليلة الماضية واليوم بعد أوامر الإخلاء، أصبح القصف أكثر كثافة لأنهم يريدون تخويفنا حتى نغادر”. وبدأت بعض الأسر الفلسطينية النزوح تحت أمطار الربيع الباردة بعد تلقي تعليمات من خلال رسائل نصية ومكالمات هاتفية ومنشورات باللغة العربية بالانتقال إلى ما وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها “منطقة إنسانية موسعة” على بعد نحو 20 كيلومترا. ووضع البعض الأطفال والمتعلقات على عربات تجرها الحمير، بينما غادر آخرون بشاحنات صغيرة أو سيرا على الأقدام في الشوارع الموحلة. وبينما كانت العائلات تفكك الخيام وتجمع متعلقاتها، قال عبد الله النجار إن هذه هي المرة الرابعة التي ينزح فيها منذ بدء القتال قبل سبعة أشهر. ____________________ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :