قتل 22 فلسطينيا في غارات إسرائيلية مكثفة على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية فلسطينية اليوم (الاثنين). وقالت المصادر الأمنية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن أكثر من 12 غارة ليلة (الأحد - الاثنين) على مناطق متفرقة من مدينة رفح أقصى جنوب القطاع. وذكرت المصادر أن الغارات المكثفة على المدينة التي تأوي أكثر من 1.4 مليون نازح فلسطيني استهدفت عددا من المنازل السكنية وأراضي زراعية. بدورها، أفادت مصادر طبية لـ((شينخوا)) بأن القصف أدى إلى مقتل 22 فلسطينيا بينهم 10 أطفال و5 سيدات وأصيب عدد آخر بجروح تم نقلهم جميعا إلى مستشفيات المدينة. وجاءت الغارات بعد ساعات من إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عصر أمس (الأحد) عن استهداف تجمع للجيش الإسرائيلي في موقع كرم أبو سالم ومحيطه بمدينة رفح. وأعلن الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية عن مقتل 3 جنود جراء الاستهداف، بحسب ما أفادت الإذاعة العبرية العامة. وقالت الإذاعة العبرية إن الرشقة الصاروخية أسفرت أيضا عن إصابة جنديين بجروح خطيرة وتسعة آخرين بجروح ما بين متوسطة وطفيفة. وعلى إثر ذلك، قرر الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد) إغلاق معبر (كرم أبو سالم / كيرم شالوم) التجاري الوحيد مع القطاع ردا على استهداف حشود تابعة له. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان عبر حسابه على منصة ((إكس)) "متابعةً لتفعيل صافرات الإنذار في كيرم شالوم، تم رصد إطلاق حوالي عشر قذائف صاروخية من منطقة مجاورة لمعبر رفح باتجاه منطقة كيرم شالوم". وتعتبر إسرائيل رفح آخر معاقل حركة حماس في غزة. من جانبه، دعا الجيش الإسرائيلي اليوم (الاثنين) السكان الفلسطينيين للإجلاء مؤقتا من شرق مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة. وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس باجتياح رفح في وقت قريب جدا، زاعما أن هناك مؤشرات على أن حركة حماس لا تريد التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل. وكانت العاصمة المصرية القاهرة قد شهدت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، على الأساس المقترح المصري الذي قدمته مصر أخيرا، بعد تكثيف اتصالاتها مع حماس وإسرائيل بشأن "نقاط خلافية" بين الجانبين. وتقدر إسرائيل وجود 133 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، في وقت تحتجز فيه الأخيرة في سجونها ما يزيد على 9 آلاف أسير فلسطيني. وتتمسك حركة حماس بإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي وانسحاب الجيش الإسرائيلي وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم وإدخال مساعدات إنسانية كافية وإنهاء الحصار، ضمن أي صفقة لتبادل الأسرى. وباتت رفح الملاذ الأخير لأكثر من 1.4 مليون فلسطيني بعد نزوحهم من شمال ووسط القطاع في ظل الحرب العنيفة المستمرة بين حركة حماس وإسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر. وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس أسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني وخلفت دمارا كبيرا في البنية التحتية وأزمة إنسانية، بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي.
مشاركة :