تقرير إخباري: زيادة الإقبال على السيارات الكهربائية الصينية في الأسواق الإماراتية

  • 5/6/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت الأسواق الإماراتية مؤخرا إقبالا متزايدا على السيارات الكهربائية الصينية، ولاسيما بعد افتتاح صالات عرض كبرى لهذا النوع من السيارات في مناطق مختلفة داخل البلاد. وكانت الإمارات من أوائل الدول في منطقة الخليج التي سمحت للتجار باستيراد السيارات الكهربائية الصينية، حيث عملت على توفير بنية تحتية قوية تُسهل على أصحاب هذا النوع من السيارات عملية الشحن، سواء في الأماكن العامة أو المؤسسات والوزارات، كما حثت ملاك البيوت والشقق على السماح للمستأجرين بتركيب الشواحن المنزلية دون عوائق. وقد شهدت إمارة دبي زيادة ملحوظة في استخدام السيارات الكهربائية منذ عام 2015، حيث ارتفع عدد المسجلين في مبادرة ((الشاحن الأخضر)) للسيارات الكهربائية من 14 متعاملاً في 2015 ليصل العدد إلى أكثر من 11 ألف متعامل بنهاية مايو 2023، و13 ألف متعامل بحلول نهاية ديسمبر الماضي . كما توفر إمارة أبو ظبي، إلى جانب بقية مناطق الدولة، بنية تحتية قوية لاستيعاب السيارات الكهربائية المستوردة من كل دول العالم، ولاسيما تلك المستوردة من الصين، البلد الأكثر إنتاجا لهذا النوع من السيارات، والتي تحظي بإقبال شديد في السوق الإماراتية، بحسب آراء التجار والمشترين. وفي هذا السياق، أفاد تقرير حديث صادر عن مركز ((إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية)) في أبو ظبي، بأن العلامات التجارية الصينية البارزة في مجال صناعة السيارات الكهربائية تهدف إلى توسيع انتشارها في السوق الإماراتية في 2024، وذلك من خلال تقديم منتجات تجمع بين الجودة العالية والتقنيات المتقدمة والأسعار المعقولة. وأكد أيضا أن سوق السيارات الكهربائية سيشهد نموا كبيرا خلال الأعوام القليلة القادمة مع زيادة الوعى حول جدوى هذا النوع من السيارات، لدعمه للاستدامة والحفاظ على البيئة. وأشار مركز ((إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية)) أيضا إلى أن الإمارات تعزز إطلاق عدد من المشاريع الاستثمارية لإنتاج السيارات الكهربائية محليا، لمواكبة السياسة الوطنية للسيارات الكهربائية التي تطمح لزيادة نسبة استخدام هذ النوع من السيارات إلى 50 بالمائة بحلول 2050. وفي السياق ذاته، قال الخبير الاقتصادي نائل الجوابرة لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه "يتوقع أن يزيد الاقبال على السيارات الكهربائية الصينية في الإمارات بنسبة 30 بالمائة خلال العامين القادمين، ويرجع ذلك إلى سياسة الدولة المتمثلة في السعي للتحول إلى الطاقة الخضراء، رغم كونها دولة نفطية، وقدرة الصين على تلبية متطلبات السوق الإماراتية من هذا النوع من السيارات، وذلك بعد أن أثبتت جودتها وتنافسيتها العالية وتفوقها على السيارات الأمريكية والأوروبية." وفي مايو 2023، أطلقت وزارة الطاقة والبنية التحتية في الإمارات مشروع ((سوق عالمي للمركبات الكهربائية)). ويدعم هذا المشروع التحولي تسريع تحقيق مستهدف بنية تحتية مترابطة ومتفوقة تكنولوجيا، ضمن رؤية "نحن الإمارات 2031" ويدعم مستهدفات المبادرة الوطنية للحياد المناخي والاقتصاد الدائري الوطني، بالإضافة إلى خفض استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية في قطاع النقل. وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2023، تدفقت السيارات الكهربائية الصينية إلى الأسواق الإماراتية، بما في ذلك سيارات شركتي ((نيو)) و((بي واي دي)) وعلامة ((زيكر)) المملوكة لشركة جيلي. ومن جانبها، أعلنت شركة ((نيو)) الصينية لصناعة السيارات الكهربائية في منتصف العام الماضي أن شركة ((سي واي في إن هولدينغز)) المدعومة من أبوظبي ستستثمر نحو 2.7 مليار درهم (738.5 مليون دولار أمريكي) في الشركة الصينية. ومن المتوقع أن يشهد سوق السيارات الكهربائية في الإمارات نموا سنويا مركبا يصل إلى حوالي 28.5 بالمائة خلال الفترة ما بين عامي 2023 و2028، وفق تقرير صادر عن مؤسسة MarkNtel Advisors للبحوث والدراسات. وفي الوقت نفسه، أوضحت دراسة أعدتها شركة "آرثر دي ليتل" في 2023 توقعات تُشير إلى أن سوق السيارات الكهربائية في الإمارات سيُسجل نموا سنويا مركبا يصل إلى 30 بالمائة حتى 2028. ومن جانب أخر، أكد تجار السيارات في سوقي أبو ظبي ودبي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن زيادة الإقبال على السيارات الكهربائية الصينية يرجع إلى أداء وكفاءة هذه السيارات في الدولة التي تشهد درجات الحرارة مرتفعة فيها أغلب شهور السنة. وقال مسعود فرزاد، تاجر سيارات في دبي إن "السوق الإماراتية شهدت إقبالا غير مسبوق على السيارات الصينية الكهربائية خلال العامين الماضيين. نحن نبذل قصاري جهدنا لتلبية احتياجات السوق المحلية من خلال شراكاتنا مع التجار الصينيين". وأردف " اليوم، لدينا أكثر من 50 نوعا من السيارات الكهربائية في السوق الإماراتية، وتبرز السيارات الصينية من بينها لجودتها العالية وتفوقها التقني وأدائها المميز على كل الطرق وفي كل الظروف المناخية." ومن جهته، قال محمد تاج، تاجر سيارات من أبوظبي، "عندما بدأنا في استيراد السيارات الكهربائية من الصين، لم يكن لدينا في البلاد صالة عرض لهذه العلامات التجارية. ولكن اليوم، تنتشر صالات عرضها ووكلاؤها وأماكن صيانتها في جميع أنحاء البلاد. لقد أصبح لدينا تنوع كبير في هذا النوع من السيارات بفضل قدرة الصين على الانتاج الهائل ونظرتها المدروسة للأسواق في منطقتنا". وقال جعفر الرقباني، صاحب سيارة كهربائية صينية في دبي إنه قام ببيع سيارته اليابانية ذات الدفع الرباعي لاقتناء سيارة صينية كهربائية، هي ((بي واي دي))، كما قام في العام الماضي بشراء سيارة ((فولكس فاجن أي دي 4)) مُصنّعة في الصين، مشيرا إلى أنه يفضلها على مثيلاتها المُصنّعة في الولايات المتحدة أو أوروبا. تجمع شركات تجارة السيارات الكبرى في الإمارات شراكات واسعة ومهمة مع الشركات الصينية الكبرى لصناعة السيارات الكهربائية. فخلال العامين الماضيين، تم افتتاح عشرات من صالات العرض الخاصة بالسيارات الكهربائية الصينية في جميع أنحاء الإمارات، حيث تعمل على إطلاق طُرز حديثة ومتقدمة لهذا النوع من السيارات بشكل دوري، وتلقى رواجا كبيرا بين المشترين العرب والأجانب على حدٍ سواء.

مشاركة :