إعسار الشركات الحكومية الصينية يثير القلق في أوساط المستثمرين

  • 4/15/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تتكرر حالات إعسار الشركات الحكومية الصينية، مما يتسبب في تأجيج القلق في أوساط المستثمرين، ويزيد صعوبات الحصول على التمويل التي تواجهها الشركات الأخرى. فقد تخلفت منذ بداية شهر إبريل/نيسان الحالي شركتان عن تسديد مستحقات سندات أصدرتها سابقاً في حين علقت شركة ثالثة تداول أوراقها المالية، مما ينذر بصعوبات تواجهها في تسديد قسط ديون مستحق في مايو/أيار. أخبار إفلاس الشركات الصينية جديدة على السوق لم يسمع بها أحد منذ سنوات، حيث تسارع الحكومة لإنقاذ أي شركة تواجه صعوبات مالية. وأول حالة إعسار تم الإعلان عنها رسمياً كانت في مارس/آذار من عام 2014 عندما فشلت شركة شواري سولار في تسديد قسط القرض المستحق. أما أول إعسار في قطاع الشركات الحكومية فكان في شركة بودنغ تيان وي لتصنيع معدات الطاقة، في إبريل/نيسان الماضي. واليوم تتسارع حالات الإعسار مع تباطؤ نمو القطاع الصناعي وقطاع الإنشاءات الصيني، مما ألحق ضرراً بالغاً بتدفقات الأموال على شركات ناشطة في قطاع التعدين والفحم. وتتسبب حالات الإعسار أيضاً في خلق الصعوبات أمام الشركات الأخرى الساعية للحصول على التمويل. فقد بلغ عدد الإصدارات التي تم إلغاؤها في الأيام الـ12 الأولى من إبريل الجاري 18 إصداراً تجاوزت قيمتها 17.8 مليار رينمنبي (2.8 مليار دولار) طبقاً لإحصاءات هيئة الاكتتاب العامة الصينية. ويأتي ذلك بعد إلغاء 62 إصداراً في مارس/آذار بقيمة 44 مليار رينمنبي. وتفيد معلومات شركة هايتونغ سيكيوريتيز بأن عدد الشركات التي واجهت إعساراً في تسديد ديونها بلغ 12 شركة منذ تسجيل أول حالة في مارس 2014. وقالت ليان هاكسا المحللة المختصة لدى وكالة التصنيف الصينية تشينغ سين إنترناشونال ريتنغز: هناك علاقة وثيقة بين الجمود الطارئ على أسواق السندات الممتازة والمخاطر الائتمانية الناتجة عن حالات الإعسار المتكررة. وقد تسبب تفاعل تلك المخاطر في خلق المزاج السلبي لدى المستثمرين. وقد أثارت سرعة تكرار حالات الإعسار ذهولاً في السوق بعد أن عجزت شركة دونغ بي ستيل غروب التي تملكها حكومة إقليم لياوننغ في شمال شرقي الصين عن تسديد استحقاق بقيمة مليار رينمنبي بتاريخ الخامس من إبريل. وتم إصدار تلك السندات قبل ثلاثة أشهر. وسبق أن فشلت الشركة نفسها في تسديد دين مستحق بقيمة 824 مليون رينمنبي في 28 مارس الماضي قبل بضعة أيام من العثور على رئيسها التنفيذي مقتولاً في منزله. وإن هناك ديوناً لا تزال موجودة وتقدر بملياري رينمنبي مستحقة على الشركة قبل نهاية هذا العام. وطلبت شركة مواد السكك الحديديةريلواي ماتيريالز المملوكة للحكومة وقف تداول سنداتها قبل يومين، وحذرت من أن عملياتها في تراجع، وأنها تعيد هيكلة خطتها الخاصة بتوفير التمويل. وهناك سندات بقيمة مليار رينمنبي ينبغي على الشركة تسديدها قبل 17 مايو المقبل. من جانبها فشلت شركة شانكسي هو يو فرع مجموعة الفحم الوطنية الصينية، التي تملكها الحكومة المركزية في بكين، في تسديد قسط بقيمة 638 مليون رينمنبي في السادس من إبريل تستحق على سندات أصدرتها قبل عام. وهناك ديون مستحقة قبل نهاية العام على الشركة تيلغ 1.5 مليار رينمنبي. ويرى محللون أن حالات إعسار الشركات الحكومية الصينية ظاهرة صحية على المدى البعيد خاصة لسوق السندات الصيني، الذي يسعى للتخلص من الفوضى الأخلاقية التي تسبب بها انتشار فرضية الدعم الحكومي اللامحدود لسوق السندات.

مشاركة :