احتدمت المواجهات بين قوات الشرعية وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مديرية نهم، شمال شرقي صنعاء، إثر تنفيذها هجوماً استهدف مواقع القوات الحكومية، في حين واصلت الميليشيا الانقلابية وقوات المخلوع علي عبدالله صالح خروقاتها للهدنة في جبهات مختلفة، رغم دخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ منتصف ليل الأحد الاثنين الماضي، يمهد لاستئناف مباحثات سلام برعاية الأمم المتحدة في 18 ابريل بالكويت، بينما اتهمت الحكومة اليمنية على لسان وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، المتمردين بالتصعيد العسكري، وأن ذلك يهدد مشاورات الكويت. وفي التفاصيل، أعلنت مصادر عسكرية يمنية مقتل 13 عنصراً من الجيش اليمني في هجوم للانقلابيين على مواقع له في مديرية نهم شمال شرق صنعاء. وأشارت المصادر إلى سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين خلال إحباط الهجوم. وتواصلت المعارك العنيفة في مديرية نهم التي شهدت وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للانقلابيين الى منطقة نقيل ابن غيلان وضواحي أرحب وبني حشيش من اتجاه نهم، وفقاً لمصدر قبلي بالمنطقة. وأكد المصدر استمرار تدفق التعزيزات العسكرية للانقلابيين إلى شمال صنعاء وشرقها، استعداداً لخوض معارك ضد الشرعية، مستغلين وقف اطلاق النار لتحريك قطع عسكرية وإرسالها الى مناطق التماس الأولى. وفي هذا الإطار شنت مقاتلات التحالف غارات جوية على مقر ألوية الصواريخ بعيدة المدى في فج عطان جنوب العاصمة صنعاء، بعد أنباء عن تحريك صواريخ من المعسكر باتجاه جبهات القتال في تعز وحجة، حيث تم تدميرها وهي في احد انفاق عطان باتجاه شارع الستين وفقاً لشهود عيان. وتُعد هذه الغارة الأولى على العاصمة اليمنية منذ الإعلان عن بدء الهدنة، وهي تأتي في إطار التحذير الذي اطلقته قوات التحالف أثناء اعلان وقف اطلاق النار باستهداف أي تحركات عسكرية لميليشيا الانقلابيين قد تستغلها اثناء الهدنة. من جهة أخرى، أطلقت ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح صاروخاً باليستياً على محافظة مأرب، وهو الثاني منذ بدء الهدنة، حيث تم اعتراضه من قبل منظومة الدفاع الجوية لقوات التحالف في سماء محافظة مأرب. وسبق أن أطلقت الميليشيا بعد خمس دقائق من انطلاق الهدنة الماضي، صاروخاً مماثلاً باتجاه مأرب من صنعاء، وتمكنت منظومة الباتريوت، من اعتراضه. وفي محافظة تعز، واصلت ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح خرقها للهدنة، حيث سجلت مصادر في المجلس العسكري والمقاومة في تعز، 227 خرقاً للهدنة، تنوعت بين القصف والمداهمات والاعتقالات والتهجير القسري والحشد العسكري والحصار. وأكدت المصادر مقتل أحد أفراد المقاومة وإصابة ستة آخرين نتيجة القصف والهجوم الذي تتعرض له مواقع المقاومة من قبل عناصر الميليشيا التي تواصل اختراقها للهدنة، وكذلك استشهاد أحد المدنيين وإصابة 11 بجروح مختلفة. وأكد القيادي في مقاومة تعز محمد مهيوب لـ الإمارات اليوم أن ميليشيا الانقلاب منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ بدأت عمليات عسكرية غير مسبوقة على تعز وكأنها حصلت على الضوء الأخضر لقصفها من جميع المواقع التي تتمركز فيها في الجبهة الغربية، مشيراً إلى أن القصف طال تبة الجعشة إلى قرية الديم المكلكل والقرى المجاورة لها في جبل صبر المطل على مدينة تعز من جهة الجنوب. وفي الجبهة الشرقية أكد مهيوب مواصلة الانقلابيين الهجوم على أحياء الجحملية وثعبات والقصر وكلابة والدعوة، إلا أن قوات المقاومة والجيش تصدت لهم ومنعتهم من التقدم نحو وسط المدينة وباتجاه قصر المخلوع صالح. وفي جبهة الضباب، قال مهيوب إن قوات الشرعية تمكنت من كسر زحف كبير صباح أمس، باتجاه المناطق المجاورة لمقر اللواء 35 مدرع غرب تعز، وأحبطت محاولات التقدم للميليشيات نحو تلك المناطق. ووفقاً لمصادر عسكرية يمنية فإن خروقات اتفاق وقف اطلاق النار المستمرة خصوصاً في تعز تهدد بانهيار مساعي الأمم المتحدة لعقد جولة جديدة من محادثات السلام بين الأطراف اليمنية المتنازعة في الكويت الأسبوع المقبل. وخلف التصعيد العسكري المستمر من قبل قوات المخلوع صالح وميليشيا الحوثي منذ بدء سريان الهدنة 60 قتيلاً على الأقل، بينهم قياديون بارزون في معسكري الطرفين. وحسب مصادر ميدانية سقط نحو 44 قتيلاً من قوات الجيش ومدنيون يقطنون في مناطق خاضعة لسيطرة الشرعية، إلى جانب 16 من الانقلابيين بتلك الخروقات خلال الأيام الماضية. وحملت الحكومة اليمنية على لسان المخلافي، ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح مسؤولية خرق الهدنة وتداعياتها على مشاورات الكويت في 18 أبريل الجاري، حيث اتهم المخلافي الطرف الانقلابي بالتصعيد العسكري وإرسال مزيد من التعزيزات إلى جبهات القتال. ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن المخلافي خلال لقائه نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، في إسطنبول قوله، إن هذا يهدد المشاورات، مضيفاً أن الطرف الانقلابي سيتحمل ما سيترتب على ذلك. وأكد أن حكومته ذاهبة الى الكويت بنوايا حسنة. وفي محافظة مأرب، تواصلت المعارك في مناطق المخدرة وسلسلة جبال هيلان في محيط صرواح غرب المحافظة، في إطار الهجوم الذي شنته ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، بعد تعزيز مواقعهم بمأرب بعدد من الآليات العسكرية الثقيلة من منطقة خولان باتجاه صرواح. وفي محافظة إب، أقدمت ميليشيا الانقلاب على إعدام مواطن داخل منزله بتهمة انتمائه للمقاومة في إب بعد حصارهم للمدينة القديمة، ووفقاً لمصادر محلية فإن ميليشيا الحوثي فرضت حصاراً على المدينة القديمة، في إب، ومنعت السكان من الدخول او الخروج، وقامت باقتحام منزل بشير شحرة، وقتلوه بداخل منزله قبل أن يغادروا المنطقة. ولفتت إلى ان الحوثيين قاموا بإحراق منزل أحد السكان، كما اعتقلوا سائق سيارة نظافة، بسبب كسره لما اسموه بحظر التجوال في المنطقة التي حاصروها. كما قام الانقلابيون في إب بفرض جبايات إجبارية من المواطنين في القرى والأرياف في مديرية يريم، بحجة تسيير ما يسمونها قافلة أبناء يريم لدعم ميليشياتهم المسلحة التي تقاتل في محافظة تعز. وذكرت مصادر صحافية أن توجيهات صدرت من عبدالواحد صلاح الذي عينه الحوثيون محافظاً لإب بالتواصل مع زعماء القبائل في مديرية يريم، الذين ينتمي معظمهم لحزب علي عبدالله صالح بهدف إلزامهم بفرض مبالغ مالية على كل قرية تراوح ما بين 150 و200 ألف ريال يمني، إضافة إلى المواد العينية من الأغنام وغيرها دعماً للقافلة.
مشاركة :