يبدو أن العلاقات بين المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، والسيدة الاميركية الأولى ميشيل أوباما، ظلت مشحونة بمشاعر الكراهية والاستياء المتبادل، وفقاً لما رواه أحد الكتب الذي صدر حديثاً. وتعود التوترات بين هاتين المرأتين إلى حملة الانتخابات الرئاسية عام 2008، عندما فاز الرئيس الحالي باراك أوباما على هيلاري كلينتون بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض السباق الرئاسي، واستطاع فيما بعد دخول البيت الأبيض. وذكرت المؤلفة، كيت أندرسون برارو، في كتابها نعمة وقوة السيدات الأميركيات الاول في العهد الحديث: خلفت الحملة الرئاسية لعام 2008 ندوباً عميقة ودائمة على حملات كل من هيلاري كلينتون وباراك أوباما، ولاتزال تلك الآثار مثيرة للصدمة حتى الآن. ولم تنسَ ميشيل أوباما أبداً سخرية كلينتون من شعار زوجها أوباما الأمل والتغيير خلال الانتخابات، حيث تحدثت بسخرية عن تلك الرسالة لوسائل الاعلام في أوهايو قائلة، السماء ستتفتح، ويسطع الضوء، وستصدح السماوات بالأنغام، وسيعلم الجميع بأننا نفعل الشيء الصحيح، وسيصبح العالم مثالياً. وذهبت ميشيل في عدائها لكلينتون الى الحد الذي كانت تتمنى فيه أن يترشح نائب الرئيس جو يايدن ضد السيدة كلينتون في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لهذا العام، للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، ومن المعلوم ان السيدة الأولى تربطها علاقة قريبة من نائب الرئيس وزوجته جيل. المشاعر الباردة التي تحسها ميشيل أوباما نحو خليفة زوجها تتجلى بشكل واضح تماما من حقيقة عدم السماح للالتقاء بها في البيت الأبيض، عندما كانت كلينتون وزيرة للخارجية وتجتمع باستمرار مع أوباما في البيت الأبيض. ونقلت المؤلفة عن مستشار سابق لأوباما قوله لا أقول إن ميشيل تنظر لآل كلينتون نظرة فوقية، لكنه شيء من هذا القبيل. ونقلت المؤلفة عن مراسل سابق في البيت الأبيض، الذي أكد أن الموالين لكلينتون يزعمون أن ميشيل لم تفعل ما يكفي، بصفتها السيدة الأولى للبلاد. ويعبر أنصار كلينتون عن استيائهم مما يعتبرونه فشل السيدة أوباما في جعل برامج سابقة مقدسة في البيت الأبيض ذات أولوية قصوى، ولهذا السبب فقدت هذه البرامج تمويلها الاتحادي. وعلى وجه الخصوص برنامج المحافظة على كنوز أميركا، الذي أطلقته كلينتون عندما كانت سيدة اولى لحماية المواقع التاريخية والأعمال الفنية واستمر في عهد السيدة الأولى، لورا بوش، لكنه لم يستمر في عهد السيدة أوباما. من جانبها أطلقت كلينتون على حملتها لعام 2016 بـالانتقام لخسارتها أمام أوباما في عام 2008. وتم تصوير السيدة أوباما على أنها تشمئز من دورها كسيدة أولى، وأن علاقتها متوترة مع أقرب مساعدي زوجها، بما في ذلك رام إيمانويل، أول رئيس موظفي البيت الأبيض في عهد أوباما، والذي اتهمته بالبلطجة عليها خلال الحملة الانتخابية لزوجها، ويقال إنها السبب وراء التغيير السريع وغير المعتاد لموظفي البيت الأبيض. ويقال إنها على عكس السيدة كلينتون، التي كانت نشطة سياسياً خلال فترة رئاسة زوجها، ليس لديها أي اهتمام بالتعرف إلى مجريات السياسة. وعندما سألتها كارلا بروني، التي كانت في رفقة زوجها الرئيس الفرنسي السابق، نيكولاي ساركوزي، خلال زيارته للبلاد في عام 2010، عن كونها السيدة الأولى، ردت عليها لا تسأليني، إنه جحيم، انني أكرهه، أي المنصب. ومع ذلك، فإن السيدة أوباما تأمل في محاكاة السيدة كلينتون في جانب واحد، هو كتابة مذكراتها بعد مغادرتها البيت الأبيض. ويقول مساعدون لها إنها تتطلع إلى اليوم الذي تغادر فيه سجنها اللطيف لكي تكسب المال عن طريق تأليف الكتب والتحدث في المناسبات. وحصلت السيدة كلينتون على ثمانية ملايين دولار من دار سيمون وشوستر في الأشهر الأخيرة من إدارة زوجها لتكتب مذكراتها عن سنواتها كسيدة أولى.
مشاركة :