«مملكة الزمن» تستعيد رونقها السياحي -2الأردن وجهة سياحية عالـمــيــة تــــرحـــب بــزوارهـــا

  • 3/13/2024
  • 01:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

‭ ‬5‭ ‬أيام‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كافية‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬إرث‭ ‬تاريخي‭ ‬ونقلة‭ ‬حضارية‭ ‬ورؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬تشهدها‭ ‬المملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية،‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬مناسبة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬سياحي‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬لتعرف‭ ‬ملامح‭ ‬سياحية‭ ‬تنفرد‭ ‬بها‭ ‬المملكة،‭ ‬التي‭ ‬يمكنها‭ ‬منافسة‭ ‬وجهات‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‭ ‬بفضل‭ ‬تضاريسها‭ ‬ومناطقها‭ ‬المناخية‭ ‬الجغرافية‭ ‬المتباينة،‭ ‬سواء‭ ‬مناطق‭ ‬الأغوار‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬على‭ ‬حدودها‭ ‬الغربية‭ ‬وتشمل‭ ‬نهر‭ ‬الأردن‭ ‬والبحر‭ ‬الميت،‭ ‬ومناطق‭ ‬المرتفعات‭ ‬الجبلية‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬الأغوار‭ ‬والجزء‭ ‬الثالث‭ ‬للمملكة‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬75%‭ ‬من‭ ‬مساحتها‭ ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬البادية‭. ‬الجولة‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬هيئة‭ ‬تنشيط‭ ‬السياحة‭ ‬بالمملكة‭ ‬الأردنية،‭ ‬بدأت‭ ‬بزيارة‭ ‬مدينة‭ ‬جرش‭ ‬الأثرية‭ ‬وقلعة‭ ‬عجلون‭ ‬والبحر‭ ‬الميت‭ ‬والمسرح‭ ‬الروماني‭ ‬انتهاء‭ ‬بزيارة‭ ‬للحدود‭ ‬الأردنية‭ ‬مع‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬ونهر‭ ‬الأردن،‭ ‬وتعرف‭ ‬السياحة‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬ومناطق‭ ‬التراث‭ ‬المسيحي‭ ‬التي‭ ‬عززتها‭ ‬زيارة‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬للأردن‭ ‬واعتمد‭ ‬فيها‭ ‬نهر‭ ‬الأردن‭ ‬كمغطس‭ ‬لسيدنا‭ ‬عيسى‭ ‬ابن‭ ‬مريم‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام،‭ ‬وضمن‭ ‬التنقل‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬لأخرى‭ ‬كان‭ ‬القاسم‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المناطق‭ ‬وطوال‭ ‬الرحلة‭ ‬هو‭ ‬الترحاب‭ ‬والود‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الأردن‭ ‬للجميع‭ ‬وابتسامتهم‭ ‬التي‭ ‬دائما‭ ‬تعلو‭ ‬الوجوه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات‭.‬ المدرج‭ ‬الروماني‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬فيلادلفيا‮»‬ على‭ ‬بعد‭ ‬خطوات‭ ‬من‭ ‬جبل‭ ‬القلعة‭ ‬يأتي‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬بالأردن‭ ‬وهو‭ ‬المدرج‭ ‬الروماني‭ ‬‮«‬مسرح‭ ‬فيلادلفيا‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬جاوز‭ ‬عدد‭ ‬زواره‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬150‭ ‬ألف‭ ‬زائر،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬بناء‭ ‬المدرج‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬فيلادلفيا‭ ‬‮«‬الاسم‭ ‬القديم‭ ‬لمدينة‭ ‬عمان‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬الميلادي‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬الإمبراطور‭ ‬أنتونينوس‭ ‬بيوس،‭ ‬وبعد‭ ‬تطويره‭ ‬في‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬متحفين‭ ‬به،‭ ‬الأول‭ ‬متحف‭ ‬الحياة‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬القبو‭ ‬الغربي،‭ ‬ويعرض‭ ‬تطور‭ ‬حياة‭ ‬سكان‭ ‬الأردن‭ ‬واستعمالهم‭ ‬مختلف‭ ‬الأدوات‭ ‬والاثاث،‭ ‬أما‭ ‬المتحف‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬‮«‬المتحف‭ ‬الشعبي‭ ‬للحلي‭ ‬والأزياء‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أنشئ‭ ‬في‭ ‬القبو‭ ‬الشرقي‭ ‬بالمدرج،‭ ‬ويعرض‭ ‬الثياب‭ ‬التقليدية‭ ‬لمعظم‭ ‬المدن‭ ‬الأردنية‭ ‬والفلسطينية‭ ‬والحلي‭ ‬وأدوات‭ ‬الزينة‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬النساء‭.‬ فيما‭ ‬يتسع‭ ‬المدرج‭ ‬‮«‬المسرح‮»‬‭ ‬لـ‭ ‬6000‭ ‬مشاهد،‭ ‬ويتكون‭ ‬من‭ ‬مقاعد‭ ‬للمشاهدين،‭ ‬وساحة‭ ‬نصف‭ ‬دائرية‭ (‬أوركسترا‭)‬،‭ ‬ومنصة،‭ ‬ومداخل‭ ‬للجمهور،‭ ‬وغرف‭ ‬لتبديل‭ ‬الملابس،‭ ‬وكان‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬الإمبراطور‭ ‬أنتونينوس‭ ‬بيوس،‭ ‬تقام‭ ‬بالمدرج‭ ‬فعاليات‭ ‬متنوعة،‭ ‬كالمصارعة‭ ‬بالسيف‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬الحيوانات‭ ‬المفترسة،‭ ‬حيث‭ ‬يجري‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬بالاحتفالات‭ ‬تقديم‭ ‬قربان‭ ‬لديونيسيوس‭ (‬إله‭ ‬الاحتفال‭ ‬والمسرح‭) ‬على‭ ‬المذبح‭ ‬الموجود‭ ‬وسط‭ ‬ساحة‭ ‬الأوركسترا،‭ ‬وكانت‭ ‬مقاعده‭ ‬مقسمة‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬مستويات،‭ ‬الأول‭ ‬لكبار‭ ‬القوم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العصر‭ ‬وضيوف‭ ‬الشرف،‭ ‬والثاني‭ ‬هو‭ ‬الجزء‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬المدرج‭ ‬وخصص‭ ‬للمواطنين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬خصص‭ ‬المستوى‭ ‬الثالث‭ ‬وهو‭ ‬الجزء‭ ‬العلوي‭ ‬من‭ ‬المسرح‭ ‬للفقراء‭ ‬والأجانب‭ ‬والعبيد‭ ‬والنساء‭.‬ جرش‭ ‬الأثرية‭ ‬مدينة‭ ‬الـ«كاردو‭ ‬ماكسيموس‮»‬ تعتبر‭ ‬مدينة‭ ‬جرش‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المدن‭ ‬الأثرية‭ ‬التي‭ ‬يعود‭ ‬تاريخها‭ ‬إلـى‭ ‬عهد‭ ‬الإسكندر‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالعصر‭ ‬اليوناني،‭ ‬وكانت‭ ‬تسمى‭ ‬آنذاك‭ (‬جراسا‭) ‬في‭ ‬تحريف‭ ‬لاسمها‭ ‬السامي‭ ‬أو‭ ‬الكنعاني‭ (‬جرشو‭) ‬ومعناه‭ ‬مكان‭ ‬كثيف‭ ‬الأشجار،‭ ‬وكانت‭ ‬قديما‭ ‬تحوي‭ ‬مما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬عمود‭ ‬أثري‭ ‬شاهق،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يسقط‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬بسبب‭ ‬الحروب‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬فيما‭ ‬عاشت‭ ‬مدينة‭ ‬جرش‭ ‬عصرها‭ ‬الذهبي‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬الروم‭ ‬الذين‭ ‬أدخلوا‭ ‬إليها‭ ‬الديانة‭ ‬المسيحية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬350‭ ‬ميلادية‭ ‬لتنتعش‭ ‬فيها‭ ‬لاحقاً‭ ‬حركة‭ ‬تشييد‭ ‬الأديرة‭ ‬التي‭ ‬دمر‭ ‬معظمها‭ ‬بسبب‭ ‬الحروب‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬المتلاحقة،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬635‭ ‬ميلادية‭ ‬وصلت‭ ‬جيوش‭ ‬الفتح‭ ‬الإسلامي‭ ‬إلى‭ ‬جرش‭ ‬بقيادة‭ ‬شرحبيل‭ ‬بن‭ ‬حسنة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الخليفة‭ ‬الثاني‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬ليعود‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬كلهـا‭ ‬ولتستعيد‭ ‬المدينة‭ ‬ازدهارها‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الأموي،‭ ‬وتستمر‭ ‬حياة‭ ‬جرش‭ ‬المبهجة‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬هذا‭ ‬وهي‭ ‬تحتضن‭ ‬مهرجان‭ ‬جرش‭ ‬السنوي‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭.‬ وتحتل‭ ‬مدينة‭ ‬جرش‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬بعد‭ ‬البتراء‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الوجهات‭ ‬المفضلة‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬عصور‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬والحضارات‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭ ‬تتضمن‭ ‬المدينة‭ ‬المسرح‭ ‬الجنوبي‭ ‬الذى‭ ‬شيد‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الإمبراطور‭ ‬دوميتيان،‭ ‬بين‭ ‬عاميّ‭ ‬90‭ ‬و92‭ ‬ميلاديا،‭ ‬ويتّسع‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬متفرّج‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬المسرح‭ ‬يُستخدَم‭ ‬حتى‭ ‬الان‭ ‬ويتميز‭ ‬بخصائص‭ ‬صوتية‭ ‬بالوسط‭ ‬يجعل‭ ‬صوت‭ ‬الأوركسترا‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬المدرج‭ ‬كاملاً‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يضطر‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬صوته،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المسرح‭ ‬الشمالي‭ ‬الذى‭ ‬شيد‭ ‬عام‭ ‬165‭ ‬م‭ ‬وأمام‭ ‬المسرح‭ ‬ساحة‭ ‬ذات‭ ‬أعمدة‭ ‬مع‭ ‬درجٍ‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬المدخل،‭ ‬ويستوعب‭ ‬حاليا‭ ‬1600‭ ‬شخص،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬شارع‭ ‬الأعمدة‭ ‬أو‭ ‬‮«‬كاردو‭ ‬ماكسيموس‮»‬،‭ ‬النقطة‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬جرش‭ ‬قديماً،‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬طوله‭ ‬800‭ ‬م‭ ‬معبّداً‭ ‬بالحجارة‭ ‬الأصلية،‭ ‬حتى‭ ‬أنّ‭ ‬اهتراءات‭ ‬عربات‭ ‬الخيل‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مرئية‭.‬ قلعة‭ ‬عجلون‭ ‬محطة‭ ‬الحمام‭ ‬الزاجل تقع‭ ‬قلعة‭ ‬عجلون‭ (‬قلعة‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الايوبي‭) ‬على‭ ‬مرتفع‭ ‬إلى‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬عجلون‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬بناها‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬أسامة،‭ ‬أحد‭ ‬كبار‭ ‬قادة‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬580هـ‭ - ‬1184‭ ‬م‭ ‬حيث‭ ‬تقع‭ ‬القلعة‭ ‬على‭ ‬سلسلة‭ ‬جبال‭ ‬تعرف‭ ‬باسم‭ ‬جبل‭ ‬عوف؛‭ ‬حيث‭ ‬بنى‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬أسامة‭ ‬القلعة‭ ‬للحماية‭ ‬من‭ ‬الصليبيين‭ ‬ومنع‭ ‬انتشار‭ ‬القوات‭ ‬الصليبية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬عجلون،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬بناء‭ ‬القلعة‭ ‬لتكون‭ ‬نقطة‭ ‬دفاعية‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬هجمات‭ ‬محتملة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الصليبيين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬الطرق‭ ‬التجارية‭ ‬المؤدية‭ ‬إلى‭ ‬دمشق‭ ‬وشمال‭ ‬سوريا،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الطرق‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬للمسلمين،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬حمايتها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تدخلات‭ ‬أجنبية‭ ‬لحماية‭ ‬التجارة‭.‬ كما‭ ‬كانت‭ ‬القلعة‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬محطة‭ ‬للحمام‭ ‬الزاجل؛‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬ينقل‭ ‬البريد‭ ‬بين‭ ‬القاهرة‭ ‬ودمشق‭ ‬وبغداد‭ ‬فيما‭ ‬تمتاز‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬المعمارية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الأصيلة‭ ‬التي‭ ‬تميزها‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬المباني،‭ ‬بحيث‭ ‬أضفت‭ ‬عليها‭ ‬الصبغة‭ ‬العسكرية‭ ‬وتحتوى‭ ‬على‭ ‬خندق‭ ‬جاف‭ ‬يحيط‭ ‬بها،‭ ‬وهو‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول،‭ ‬ويبلغ‭ ‬عمقه‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬15‭-‬20‭ ‬مترا،‭ ‬وبعرض‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬25-35‭ ‬مترا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجسر‭ ‬المتحرك،‭ ‬الذي‭ ‬يرفع‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الحرب،‭ ‬ويعاد‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬السلم،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬مستوى‭ ‬التخطيط‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬تظهر‭ ‬ملامحه‭ ‬بوضوح‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬هذا‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬طلاقات‭ ‬السهام‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬المكان‭ ‬المخصص‭ ‬لرمي‭ ‬السهام‭ ‬وسقاطات‭ ‬الزيت‭ ‬الحارق‭ ‬والماء‭ ‬المغلي‭.‬ البحر‭ ‬الميت‭.. ‬بلا‭ ‬حياة‭ ‬وأخفض‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض يعتبر‭ ‬البحر‭ ‬الميت‭ ‬أعجوبة‭ ‬طبيعية‭ ‬مذهلة‭ ‬ويعتبر‭ ‬أخفض‭ ‬بقعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬حيث‭ ‬ينخفض‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬بمقدار‭ ‬427‭ ‬مترا‭ ‬تقريباً،‭ ‬وهو‭ ‬مثالي‭ ‬للسياحة‭ ‬الدينية‭ ‬والترفيهية،‭ ‬فيبعث‭ ‬على‭ ‬الاسترخاء‭ ‬مع‭ ‬ملوحته‭ ‬الشديدة‭ - ‬حوالي‭ ‬عشرة‭ ‬أضعاف‭ ‬نسب‭ ‬الملوحة‭ ‬الاعتيادية‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬البحار‭- ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تحتويه‭ ‬من‭ ‬أملاح‭ ‬معدنية،‭ ‬مثل‭ ‬المغنيسيوم‭ ‬والصوديوم‭ ‬والبوتاسيوم‭ ‬والبرومين‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير،‭ ‬يجعل‭ ‬منه‭ ‬عامل‭ ‬الجذب‭ ‬الأول‭ ‬والأساسي‭ ‬للمكان،‭ ‬حيث‭ ‬المياه‭ ‬الدافئة‭ ‬والغنية‭ ‬بالأملاح‭ ‬المعدنية،‭ ‬والتي‭ ‬تتمتع‭ ‬بعامل‭ ‬طفو‭ ‬مرتفع،‭ ‬والذي‭ ‬جعله‭ ‬احدى‭ ‬محطات‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬القديمة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الملك‭ ‬هيرودس‭ ‬والملكة‭ ‬المصرية‭ ‬كليوبترا‭.‬كما‭ ‬يأتي‭ ‬بالقرب‭ ‬منه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬التي‭ ‬ذُكِرت‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس‭ ‬وأثبتت‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الأثرية‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬الواقعة‭ ‬عند‭ ‬نهر‭ ‬الأردن‭ ‬مذكورة‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬والتي‭ ‬عُمّدَ‭ ‬فيها‭ ‬السيد‭ ‬المسيح‭ ‬بحسب‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬وهي‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬يندرج‭ ‬موقع‭ ‬المعمودية‭ ‬ضمن‭ ‬لائحة‭ ‬مواقع‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬التابعة‭ ‬لمنظمة‭ ‬اليونسكو،‭ ‬وهو‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يقصده‭ ‬الحجاج‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬بقاع‭ ‬العالم‭ ‬سعياً‭ ‬لتجربة‭ ‬روحانية‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬رويت‭ ‬أحداثه‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدّس،‭ ‬أو‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭ ‬وتأمل‭ ‬معالم‭ ‬التاريخ‭ ‬الكامنة‭ ‬في‭ ‬الموقع،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬نيل‭ ‬المعمودية‭ ‬مثلما‭ ‬تعمّد‭ ‬يسوع‭ ‬في‭ ‬الزمن‭ ‬البعيد،‭ ‬كما‭ ‬يقع‭ ‬بتلك‭ ‬المنطقة‭ ‬موقع‭ ‬مجاور‭ ‬ذكر‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدس،‭ ‬وهو‭ ‬الكهف‭ ‬الذي‭ ‬لاذ‭ ‬إليه‭ ‬لوط‭ ‬وابنتاه‭. ‬

مشاركة :