تركيا وجهة الشيخ مشعل الأحمد في أول زيارة له كأمير للكويت خارج المنطقة العربية

  • 5/8/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اختيار الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لتركيا كوجهة له في أول زيارة يقوم بها منذ تسلّمه قيادة البلاد إلى خارج منطقة الخليج والمنطقة العربية، معطى لا يمكن القفز عليه، نظرا لغياب أي حديث إلى حدّ الآن عن أي زيارة مرتقبة إلى العراق المجاور وإيران القريبة جغرافيا من الكويت والمشتبكة معها في عدّة قضايا بعضها ما هو خلافي. أنقرة- زار أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الثلاثاء، تركيا ضمن سلسلة من الزيارات قام بها منذ تسلمه مقاليد الحكم ببلاده في ديسمبر الماضي إلى عدد من بلدان المنطقة وشملت كلاّ من السعودية والإمارات وعُمان وقطر والبحرين والأردن ومصر. وغابت عن جدول تلك الزيارات إلى حدّ الآن كلّ من إيران والعراق، الأمر الذي عزاه متابعون لشؤون المنطقة إلى وجود قضايا خلافية بين الكويت وطهران وبغداد الأمر الذي يجعل القيام بزيارات على مستوى القيادة يتطلب ترتيبات خاصة واتصالات مكثّفة لتمهيد الأرضية لمثل تلك الزيارات. ويمثّل حقل الدرّة النفطي المشترك بين السعودية والكويت محور الخلاف حاليا بين الكويت وإيران التي تطالب بحصّة في الحقل الذي تطلق عليه تسمية “آرش”، بينما يمثّل إلغاء القضاء العراقي في أيلول الماضي اتفاقية الملاحة البحرية في خور عبدالله سبب البرود الملحوظ في العلاقات الكويتية – العراقية. وائل يوسف العنزي: اختيار تركيا وجهة لزيارة الشيخ مشعل الأحمد له دلالات وائل يوسف العنزي: اختيار تركيا وجهة لزيارة الشيخ مشعل الأحمد له دلالات واحتفت تركيا بزيارة أمير الكويت الذي استُقبل في مطار أسنبوغا بأنقرة من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان مرفوقا بوفد ضمّ كلا من وزير الخزانة والمالية محمد شميشك ووالي العاصمة واصب شاهين. وأظهرت لقطات بثتها وكالة الأنباء الكويتية “كونا” عبر حسابها على منصة إكس قيام الأمير بزيارة إلى ضريح مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، في العاصمة أنقرة ووضعه إكليلا من الزهور على الضريح. واحتفظ الطرفان التركي والكويتي باستمرار بعلاقات جيّدة أقاما من خلالها تعاونا اقتصاديا وتجاريا ما تزال أرقامه قابلة للتطوير إلى حد كبير، وذلك على الرغم من أنّ تركيا كثيرا ما مثّلت وجهة لبعض الشخصيات السياسية الكويتية المطلوبة للقضاء الكويتي في عدد من القضايا. وتعود علاقات البلدين إلى ستينيات القرن الماضي. وقد زار أمير الكويت الأسبق الشيخ صباح الأحمد تركيا عدة مرات كما قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارات عدة إلى الكويت منذ أن كان يشغل منصب رئيس الوزراء وبعد توليه الرئاسة. ولدى الكويت وتركيا علاقات اقتصادية وسياسية متنامية، وتعد تركيا مقصدا أساسيا للسياح الكويتيين، وتقوم شركات مقاولات تركية ببناء مشاريع كبرى للحكومة الكويتية منها مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت، كما تستثمر شركات كويتية في تركيا في مختلف القطاعات. ورأت السفيرة التركية لدى الكويت طوبى نور سونمز أن زيارة أمير الكويت إلى تركيا تمثّل علامة فارقة وحاسمة في علاقات البلدين متوقعة أن تضفي زخما جديدا على التعاون الثنائي في مختلف القطاعات، لاسيما التجارة والدفاع والتبادل الثقافي. وأشارت في مقال نشر على عدد من وسائل الإعلام المحلية إلى أن هذه الزيارة توفر منصة محورية للقيادتين لمناقشة الوضع الإنساني في غزة. وذكرت أن حجم التجارة بين البلدين وصل إلى ما يقرب من 700 مليون دولار في 2023. وأبرمت الكويت عقدا مع الجانب التركي لتوريد عدد لم يكشف عنه من طائرات بيرقدار المسيرة المسلحة من طراز تي.بي.2 بقيمة 367 مليون دولار. وقدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية 12 قرضا لتركيا بلغت قيمتها 343.57 مليون دولار منذ إنشائه، تركزت في مجالات النقل والطاقة والمياه والمجاري، وفقا للموقع الإلكتروني للصندوق. وعلّق سفير الكويت لدى أنقرة وائل يوسف العنزي من جهته على الزيارة متوقعا أن تنعكس إيجابا على تنمية علاقات البلدين نحو آفاق أرحب. عايد المناع: الكويت وتركيا تلتقيان في المواقف إزاء العديد من قضايا المنطقة والعالم عايد المناع: الكويت وتركيا تلتقيان في المواقف إزاء العديد من قضايا المنطقة والعالم ووصف الزيارة في مقابلة مع وكالة الأناضول بـ”المهمة جدا وذات أبعاد، وقيمة مضافة في علاقات البلدين”، لافتا إلى أنها أول زيارة دولة يقوم بها الشيخ مشعل الأحمد منذ توليه مقاليد الحكم إلى دولة خارج المنظومة الخليجية والعربية معتبرا أن لذلك دلالات تتعلق بمكانة تركيا لدى القيادة الكويتية. كما أشار السفير إلى أهمية توقيت زيارة الدولة التي “تتزامن مع مرور ستين عاما على تأسيس العلاقات بين الكويت وتركيا. ففي العام 1971 تم التبادل الدبلوماسي بين البلدين، وفي العام 2005 تم افتتاح القنصلية العامة الكويتية في إسطنبول”. وأشار في معرض حديثة عن العلاقات الكويتية – التركية إلى أنّ إحصاءات وزارة السياحة التركية تبين أن مليون مواطن كويتي زاروا تركيا خلال العامين الماضيين، ما يعني أن تركيا باتت الوجهة الأولى للكويتيين. كما أشار إلى أنّ “العلاقة بين تركيا والكويت تؤطرها 62 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكولات تعاون تعكس عمق الشراكة بين البلدين ومدى فاعليتها في الكثير من الفترات الصعبة التي مرت عليهما”. وذكّر بوجود “شراكات كبيرة بين البلدين فهناك قرابة 200 شركة كويتية تستثمر في تركيا وهناك أيضا عدد من الشركات التركية تعمل في الكويت”. وقال الباحث السياسي الكويتي عايد المناع إن بلاده وتركيا تلتقيان في المواقف إزاء العديد من قضايا المنطقة والعالم، وأهمها القضية الفلسطينية. ووصف علاقات البلدين بأنّها “طيبة وليست وليدة اللحظة، بل قديمة ومتجذرة، وتركيا لها مواقف إيجابية مع الكويت خاصة عند تعرضها للغزو العراقي”. وذكر أن العلاقات “تطورت لاحقا وبدأت تأخذ بعدا اقتصاديا من خلال الاستثمارات الكويتية في تركيا، وعبر بعض الأنشطة للشركات التركية، مثل إنشاء المطار والمساعدة في الموانئ” بالكويت. ويهدف البلدان إلى تعزيز التعاون القائم في مجالات الاقتصاد والتجارة والبناء والصحة والسياحة والطاقة والصناعات الدفاعية. وفيما يخص زيارة أمير الكويت إلى تركيا قال المناع “هذه الزيارة الأولى للشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ودلالتها الحقيقية تأتي كونها الأولى للأمير خارج نطاق المجموعة العربية”. وأضاف أن ذلك “يدل على اهتمام الأمير مشعل بتنمية وتطوير العلاقات مع هذه الدولة الشقيقة والصديقة”. وأكد أنّ “تدفق المواطنين الكويتيين على تركيا بشكل كبير بعد 1991 يشير إلى جاذبيتها لهم للسياحة والتملك في هذا البلد”.

مشاركة :