الممثل السوري فايز قزق: في المسرح وجدت ضالتي التي كرستني فنانا

  • 5/8/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تمثل تجربة الممثل السوري فايز قزق مسارا فارقا في عالم التمثيل، وإن اشتهر في الدراما والسينما فإن بيئته الأثيرة والأساسية هي المسرح، والذي يعتبر النافذة الأهم للإحاطة بتجربته مؤطرا ومخرجا وممثلا، ومن هنا كان جمهور الفنان في العاصمة الأردنية عمان على موعد مع جلسة حوارية تحدث فيها عن تجربته ورؤاه الفنية التي تميزه عن غيره. عمان - توج الفنان السوري فايز قزق سنوات طويلة من العمل والجهد بأن تبوأ مكانة هامة في عالم التمثيل، عبر تجربة تستحق التعميم والدرس. وفي إطار تسليط الضوء على تجربته الفنية الفريدة في عالم التمثيل اختار منتدى شومان الأردني الدخول إلى عالم الفنان من بوابة التمثيل المسرحي، من خلال جلسة حوارية انتظمت مؤخرا بفضاء المؤسسة في العاصمة الأردنية عمان. دور المسرح روى المخرج والفنان السوري فايز قزق، جانبا من سيرته الإبداعية وخبراته في الساحة الفنية على مدى أربعين عاما، في الجلسة الحوارية التي عقدت مساء الإثنين، في منتدى شومان، للاحتفاء بتجربة الفنان السوري ومسيرته الطويلة، تحت عنوان: “فايز قزق.. التجربة في المسرح: ممثلا ومخرجا ومدربا”، بحضور حشد من الفنانين والأكاديميين. فايز قزق يشدد على ضرورة أن يكون الفنان متجددا وأن يبقى محفزا لنفسه على التجدد في كل مراحل تجربته فايز قزق يشدد على ضرورة أن يكون الفنان متجددا وأن يبقى محفزا لنفسه على التجدد في كل مراحل تجربته وفي الجلسة الحوارية، التي أدارتها المديرة التنفيذية لمسرح الشمس، حياة جابر، عرج قزق على بدايات تشكل وعيه الفني انطلاقا من انضمامه شابا إلى المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1976، قبل أن يشارك خبرات حضوره الفني الذي تلقاه، أثناء دراسته الجامعية في بريطانيا، حيث درس هناك مساقات إعداد وتدريب الممثل، وحصل على ماجستير في الإخراج المسرحي. وفسر قزق قراره بأن يبقى مخلصا للمسرح، كممثل ومخرج ومدرب، مؤكدا أنه بحث عن بصمته الإبداعية الخاصة التي تميزه عن غيره، إذ وجد في المسرح الضالة الفنية التي كرسته كفنان، يبحث عن متعة الفن في العلاقة التفاعلية بينه وبين الجمهور. وشدد قزق على ضرورة أن يكون الفنان متجددا بشكل مستمر، وأن يبقى يحفز نفسه على التجدد الفني في جميع مراحل تجربته، مبينا أنه يشعر بالسعادة والامتنان، عندما يجد طلابه يتفوقون في مسارات الدراما والتمثيل والإخراج، مؤكدا أن الفنان المسرحي هو الأقدر دائما على التميز الإبداعي أمام كاميرا التلفزيون والسينما. ومع كل دور جديد يؤديه الفنان فايز قزق يكشف عن وجه من وجوه إبداعه وقدرته على التماهي مع أدوراه، فيسقط حالة الشخصيات على نفسه ليحيك لكل منها شكلا ومضمونا من وحي خبرته وروحه المتفردة في الأداء الدرامي، فتؤثر في المشاهد كما لو أنها نسجت من واقع شخوص الحكايات والروايات. وبالرغم من كونه فنان النوع السهل الممتنع إلا أنه يركب شخصياته ويظهر بشكل مختلف وإن كانت الأدوار تحمل في خباياها ذات المضمون، وهذا ما جعله يحقق نجاحا في أدوار من مختلف الأنماط. وتحدث قزق على الاختلاف في التكنيك الآدائي للممثل، بين المسرح والدراما والسينما، مؤكدا أنه يميل لتقديم الشخصيات المركبة التي يصعب التكهن بمسارها الدرامي، وهي التي تميزه أمام من يشاهده. وأكد قزق أن المسرح يكسب الممثل خبرات كبيرة في تقمص الأدوار التي يلعبها، حيث يستطيع وقتها منح الشخصية بعضا من روحه وطاقته، مشيدا بذكاء الجمهور، الذي يستطيع معرفة خلفية الممثل الفنية وحضوره وإمكانياته، وأبرز قزق أهمية تمتع الممثل بكاريزما تعينه على النجاح في الأدوار التي يقدمها. تجربة فنية المسرح يكسب الممثل خبرات كبيرة في تقمص الأدوار، حيث يستطيع وقتها منح الشخصية بعضا من روحه وطاقته شدد فايز قزق على تأثير المعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج منه عام 1981، وهو الذي مارس التمثيل المسرحي ثم احترف الإخراج منذ عام 1988. وقد جاءت شهرة قزق العربية، وانطلاقته المهنية في عالم السينما والتلفزيون من خلال مشاركته في فيلم “رسائل شفهية” عام 1991، تأليف وإخراج عبداللطيف عبدالحميد في ثاني أفلامه مع مؤسسة السينما في سوريا. من يعرف تاريخ فايز قزق المهني لن تخفى عليه انطلاقته المدوية التي ظهر بها من خلال السينما في فيلم رسائل شفهية عام 1991، تأليف وإخراج عبداللطيف عبدالحميد في ثاني أفلامه مع مؤسسة السينما في سوريا. في ذلك الفيلم قدم قزق شخصية كوميدية (إسماعيل) مع رنا جمول (سلمى)، وهو رجل يحب ابنة قريته لكنه لا يستطيع أن يعبر لها عن ذلك الحب. ولا تبادله سلمى الحب لضخامة أنفه، فيبادر إلى نقل رسائل حبه إليها عبر صديقه الوسيم الذي تحبه سلمى دون أن تعلم أن رسائل الحب التي كان يقرأها ويكتبها هي لإسماعيل. في تلك الشخصية حقق فايز قزق حضورا لافتا ونجح الفيلم بشكل كبير وعرض في الصالات السورية لمدة أشهر، وهو الأمر الذي لا يحدث كثيرا، وحقق عائدات جيدة. ولم تغب شخصية إسماعيل عن ذاكرة الجمهور السوري، وكثيرا ما يتم الحديث عنها بالكثير من الحنين. ومكمن إعجاب الجمهور السوري بهذه الشخصية هو قدرة الممثل فايز قزق الذي يتمتع بملامح جادة على أداء شخصية كوميدية حققت للجمهور الكثير من الضحك. وما يميز الفنان أنه يدرس شخصياته دراسة تفصيلية، لأن التمثيل بالنسبة إليه ليس فقط فنا وإنما هو علم له قواعد ودون هذه القواعد يبدو الفنان خاويا لا يحمل أي فلسفة، وهو بالإضافة إلى ذلك لا يؤمن بما يضاف إلى الممثل من مكياج وملابس ومسائل تقنية خاصة بالإخراج بشقيه السينمائي والتلفزيوني إلا كعوامل إضافية لا كعوامل تحريضية، كما أن مسألة النجومية لا تعنيه كثيرا.

مشاركة :