لم يكن تأهل دنيا أبو طالب لاعبة المنتخب السعودي للتايكوندو إلى أولمبياد «باريس 2024» بالصدفة أو الترشح، بل نافست وخطفت بطاقة التأهل من داخل الصالات المغلقة الخاصة باللعبة. وتردد اسم دنيا غير مرة على لسان عبد العزيز البقوص، المدير التنفيذي للعلاقات العامة والدولية في اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، خلال المؤتمر الصحافي الدوري للقطاع الرياضي، الأحد الماضي، عندما تطرق إلى الأسماء المعلق عليها آمال خضراء في باريس. وحجزت دنيا «27 عامًا» تذكرة التأهل للألعاب عبر التصفيات الآسيوية، مارس الماضي، مشرعة أبواب أمل كبيرة من أجل تحقيق حلم تاريخي في العاصمة الفرنسية، عندما تنطلق المنافسات بين 26 يوليو و11 أغسطس المقبلين. واستلهمت دنيا مشوارها إلى باريس من والدها الراحل، الذي شجعها على ممارسة رياضة قتالية غير معروفة في سن الثامنة. وفي عام 2015، انضمت الشابة الطموحة إلى الاتحاد السعودي لـ «التايكوندو». وأصبحت دنيا الآن رياضية دولية محنكة، وقد فازت ببطولات حول العالم، إضافة إلى برونزية «وزن الديك» في بطولة آسيا 2022، وبرونزية «وزن الذبابة» ببطولة العالم في المكسيك، من العام نفسه، وأخيرًا التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية في باريس. وفي مايو الماضي، فازت دنيا أبو طالب بجائزة أفضل لاعبة عربية لعام 2022 «the best-2023»، التي تعد الأكبر في تاريخ الألعاب الفردية بالوطن العربي، لتصبح أول سعودية تتوج بجائزة خارجية، بعد أن كانت أولى بنات بلدها صعودًا إلى منصات التتويج العالمية. وكانت اللاعبات الأولمبيات السابقات من السعودية يحجزن أماكنهن في الألعاب من خلال نظام الحصص القارية، أو تلك التي تخصصها اللجنة الأولمبية الدولية، ولم يتركن بصمة كبيرة في المنافسات، وبالتالي فإن دنيا، المصنفة الـ 16 عالميًا، ستحقق إنجازًا آخر للرياضة النسائية السعودية، حال فوزها، ولو بنزال واحد، بـ «وزن الذبابة» في باريس، أغسطس المقبل.
مشاركة :