الدمام- ماجد الشبركة كشف الباحث الفلكي سلمان آل رمضان لـ”الشرق”، أسباب غموض التغييرات الجوية المفاجئة التي داهمت المنطقة الشرقية، أمس، وتسببت في زخة مطر عنيفة صاحبها سقوط حبات البرد بكثافة على منطقة الدمام وحاضرتها وعدد من مناطق الشرقية، ونتج عنها إغراق عدد من الطرق بكميات كبيرة من المياه. وقال إن المنطقة الآن فلكياً في منزلة أواخر “الفرغ المقدم”، وهذه الفترة تسقط فيها أمطار موسمية تُسمى أمطار السرايات، وسُميت بهذا الاسم لأنها عادة ما تسري ليلاً، والناس نيام وتنشط أحياناً بعد العصر كما حدث أمس. وأضاف آل رمضان أن السرايات عُرفت في التراث عند القدماء بأن أبرز ما يميزها هو عنصر المفاجأة، حيث تحدث التقلبات الجوية بشكل سريع وغير متوقع عبر تجمع الغيوم بشكل سريع وهطول الأمطار مباشرة، مبيناً أن هذا الموسم قد يستمر في العادة حتى نهاية إبريل. وأوضح أن تفسير هذه الظاهرة علمياً في الأرصاد هو نتيجة المنخفضات الجوية الحرارية بسبب اقتراب سحب الصيف، وبالتالي فإن التسخين الذي يحصل لهذه السحب يتسبب في تغير الطقس بشكل مفاجئ بالتزامن مع مرور منخفض ومرتفع جويين بسرعة فائقة، فيحصل تمازج بين نهاية فصل الربيع وبداية اقتراب الصيف، كما يحصل فرق حراري بين الليل والنهار فتتسم الأجواء بالعنف المناخي عادة، وتتجمع الغيوم بسرعة وتهطل الأمطار بغزارة ويمكن فيها سقوط البرد ويسمع فيها الرعد ويشاهد البرق. وعن ظاهرة سقوط البرد خلال هذه الفترة كما حدث أمس، ذكر آل رمضان أن فصل الشتاء تكون فيه الأجواء باردة في الطبقة العلوية والسفلية، ولا يوجد فروق حرارية متباينة تساعد على تكون البرد، إلا أن هذه الفترة تكون ملائمة جداً لذلك وهنا يكمن السر في سقوط حبات البرد رغم عدم انخفاض درجات الحرارة. وتوقع آل رمضان أن تتركز الأمطار خلال الفترة المقبلة، في جنوب المملكة، فيما ستكون الفرص ضعيفة في المنطقة الشرقية مع وجود عنصر المفاجأة التي تتسم بها هذه الفترة. وكانت مدينة الدمام ومحافظتا الخبر والقطيف، شهدت، أمس، هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بزخات من البرد.
مشاركة :