أعلنت أوكرانيا أمس أنها كشفت مؤامرة روسية لاغتيال شخصيات سياسية وعسكرية بارزة من بينها الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وتم توقيف مسؤولين أمنيين أوكرانيين لارتباطهما بالمجموعة التي كانت تسعى لتنفيذ عمليات اغتيال لمسؤولين رفيعي المستوى قبل تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء. وجاء في بيان لمدير جهاز الأمن الأوكراني فاسيل ماليوك أن "الهجوم الذي كان يفترض أن يكون هدية لبوتين بمناسبة تنصيبه، كان بالفعل إخفاقا لجهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي)". سبق أن استهدفت روسيا زيلينسكي مرارا، لا سيما في بدايات الهجوم الروسي في فبراير 2022، وفق كييف. وقال جهاز الأمن الأوكراني إنه كشف شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفدرالي الروسي كانوا مكلفين تحديد هويات مقربين من الفريق الأمني الخاص بزيلينسكي بهدف خطف الرئيس وتصفيته. وقال الجهاز الأوكراني إن "الشبكة التي كان يشرف على أنشطتها جهاز الأمن الفدرالي الروسي كانت تضم ضابطين من رتبة كولونيل في جهاز أمن الدولة الأوكراني كانا يسرّبان معلومات إلى روسيا". وجهاز أمن الدولة الأوكراني مكلّف حماية الرئيس وغيره من المسؤولين الرفيعي المستوى وعائلاتهم. وأفاد مصدر في سلطات إنفاذ القانون الأوكرانية بأن المشتبه بهما تم توقيفهما "قبل بضعة أيام". وشدد المصدر على أن أنهما "كانا يشغلان منصبين رفيعين جدا وكان أحدهما رئيس قسم". ونشر جهاز الأمن الأوكراني صورا لعناصر ملثمين يرتدون زيا عسكريا لدى توقيفهم عددا من المشتبه بهم ليلا. وفي تسجيل فيديو نُشر في الموقع الإلكتروني للجهاز قال رجل وقد تم تمويه وجهه إن مهمته كانت تقضي بـ"جس نبض" عناصر الفريق الأمني الرئاسي وانتقاء شخص يكون مستعدا لاحتجاز الرئيس، مع احتمال تنفيذ العملية عندما يكون الأخير بصدد الإدلاء بخطابه المسائي اليومي. وقال الجهاز إن روسيا كانت تخطط للتخلص من ماليوك وكذلك رئيس الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف وغيرهما من المسؤولين. وفق الجهاز، كان من المقرر تصفية بودانوف قبل عيد ما يسمى الفصح الأرثوذكسي. وقال المتحدث باسم الجهاز أرتيم ديختيارينكو إن الشخص الذي كان مكلّفا تنفيذ الاغتيال وُعد بمكافأة تصل إلى 80 ألف دولار. ونشر الجهاز تسجيل فيديو قال إنه لمسؤول في جهاز الأمن الفدرالي الروسي يطلب من عميل مراقبة منزل مرتبط بهدف، هو بودانوف على ما يبدو، وإرسال رسالة نصية لدى وصوله. ويقول الرجل للعميل "ستسمع على الأرجح دويا قويا" سيتعين عليك بعد ذلك أن تستخدم مسيّرة لتنفيذ ضربة ثانية. ونشر الجهاز الأوكراني ما قال إنها رسائل هاتفية بين مسؤول في جهاز الأمن الفدرالي الروسي وكولونيل في جهاز أمن الدولة الأوكراني، قال الجهاز إنه أحضر شخصيا مسيّرات وطلقات وألغاما مضادة للأفراد إلى كييف. وكشف الجهاز أسماء ثلاثة رجال قال إنهم مسؤولون في جهاز الأمن الفدرالي الروسي يعملون مع جواسيس أوكرانيين. يواجه الموقوفون تهمتي الخيانة العظمى والإعداد لـ"عمل إرهابي" وتصل عقوبتهما إلى الحبس مدى الحياة. وقال زيلينسكي في تصريح لصحيفة "ذا صن" في نوفمبر إنه نجا على الأقل من خمس إلى ست محاولات لاغتياله. وفي أبريل، أوقف رجل يشتبه في أنه ساعد الاستخبارات الروسية في مخطط لاغتيال زيلينسكي في بولندا، وفقاً للنيابتين العامتين البولندية والأوكرانية. وفي أغسطس الماضي، قال الجهاز الأوكراني إن امرأة تم توقيفها بشبهة الضلوع في مخطط لاغتيال الرئيس الأوكراني عبر محاولة إفشاء معلومات بشأن تنقلاته خارج كييف. من جهة أخرى أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها روسيا عبر البلاد، في قصف ليلي استهدف منشآت طاقة. وأسفرت الهجمات عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل، اثنان في المنطقة المحيطة بالعاصمة كييف وواحد في منطقة كيروفوغراد في وسط البلاد، وفق ما أفادت السلطات المحلية. وأوضح سلاح الجو عبر تلغرام "استخدم العدو 76 وسيلة هجوم جوي، 55 صاروخا و21 مسيّرة هجومية" مشيرا إلى أن منظوماته للدفاع الجوي اعترضت 39 صاروخا و20 مسيّرة. وفيما تواجه القوات الأوكرانية صعوبات في الحفاظ على خط المواجهة بعد أكثر من عامين من الحرب، تكثّف موسكو ضرباتها على منشآت الطاقة الأوكرانية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتقنين الطاقة في كل أنحاء البلاد. وقال وزير الطاقة غيرمان غالوشتشينكو "العدو لم يتخل عن خططه لحرمان الأوكرانيين من النور، هجوم ضخم آخر على الطاقة لدينا!". وأوضحت الوزارة أن الضربات استهدفت منشآت بنى تحتية للطاقة في ست مناطق على الأقل. وتعرّضت ثلاث محطات للطاقة الحرارية "لأضرار جسيمة" خلال الليل وفقا لأكبر مشغل طاقة خاص في أوكرانيا DTEK الذي أشار إلى أن هذا الهجوم هو الخامس على منشآت الطاقة التابعة للشركة خلال شهر ونصف شهر. ولفتت إلى أن منشآتها تعرّضت للقصف حوالى 180 مرة منذ بدء الحرب في فبراير 2022، بما فيها خمس مرات في الأسابيع الستة الماضية. وفيما تواجه القوات الأوكرانية صعوبات في الحفاظ على خط المواجهة بعد أكثر من عامين من الحرب، تكثّف موسكو ضرباتها على منشآت الطاقة الأوكرانية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتقنين الطاقة في كل أنحاء البلاد. وبحسب الإدارة العسكرية لمدينة كييف، أطلقت قاذفات استراتيجية روسية من طراز Tu-95MS صواريخ كروز على العاصمة التي وضعت في حالة تأهب لمدة ثلاث ساعات. وأشارت في وقت لاحق إلى أن كل الصواريخ أسقطت. كذلك، استهدفت البنى التحتية للسكك الحديد في منطقة خيرسون. وأوضح الحاكم أولكسندر بروكودين أن "السكك تضررت"، مضيفا أن حركة المرور على أحد الخطوط كانت محدودة. وصعّدت روسيا أخيرا هجماتها على السكك الحديد الأوكرانية التي تعد ضرورية للتجارة والنقل والإمدادات العسكرية، إذ يمكن استهدافها أن يساعد في وقف الإمدادات العسكرية، خصوصا الآتية من الغرب. وتعد البنى التحتية للسكك الحديد حيوية بشكل خاص في أوكرانيا لأنه منذ الغزو الروسي، توقّفت الحركة الجوية المدنية. الرئيس الأوكراني تعرض لعدة محاولات اغتيال
مشاركة :