نظمت جمعية المحللين المدققين الداخليين الكويتية ندوة بعنوان عصر جديد من التدقيق الداخلي أمس، بحضور عدد كبير من ممثلي الشركات في القطاع الخاص والعاملين في مجال التدقيق الداخلي. وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية فؤاد العوضي، إن الندوة تعكس التحديات التي تواجه مهنة التدقيق الداخلي في وقت تكثر المتغيرات وتتسارع بشكل كبير على مستوى قطاع الأعمال. وأوضح العوضي أن الندوة، التي حاضرت فيها رئيسة مجلس إدارة معهد التدقيق الداخلي الدولي سالي آن بعنوان «عصر جديد للتدقيق الداخلي» بالتعاون مع شركة الهذيل وشركاه للمحاسبين القانونيين، تتزامن مع شهر التوعية العالمي بالتدقيق الداخلي في مايو. ولفت إلى أن الندوة لم تناقش التحديات فقط، ولكن ناقشت الكثير من الفرص التي يمكن لمهنة التدقيق الداخلي، مضيفاً «اننا حرصنا على إقامة ورشة عمل لمناقشة نماذج عملية محددة لمعرفة التحديات والمخاطر وكيفية مواجهتها». من جهته، أوضح الشريك في شركة الهذيل وشركاه للمحاسبين القانونيين محمد الهذيل، أن الندوة تأتي في إطار الاهتمام المتزايد بالحوكمة وعلاقتها بالتدقيق الداخلي، والعمل على مواكبة المتغيرات العالمية التي يشهدها الاقتصاد العالمي والتكيف مع تلك التحديات. وأضاف الهذيل أن الندوة ناقشت أيضاً استقلالية مهنة التدقيق الداخلي وقدرتها على العمل في بيئات الأعمال المختلفة، وعلاقة الإدارة التنفيذية بتلك التحديات وكيفية حلها. وبين أن العاملين في مهنة التدقيق الداخلي مطالبون اليوم بضرورة التفكير بشكل مختلف من أجل تطوير المهنة، لأن هناك الكثير من الإشكاليات الجديدة التي تواجه العالم أجمع وتحتاج لمزيد من التغيير والتطوير. وقالت رئيسة مجلس إدارة معهد التدقيق الداخلي الدولي سالي آن، إن التطورات الكبيرة التي تشهدها مهنة التدقيق الداخلي تتطلب منا تغيير نمط التفكير في كل تلك التحديات التي اختلفت تماماُ عما كانت عليه قبل 30 عاماً مضت. وبينت آن أنه من المهم تجنب الطرق التقليدية والقوالب الجامدة في مجال التدقيق الداخلي، وأن نفكر بشكل مختلف وأساسيات التفكير بشكل مختلف. واستدلت على أهمية التفكير باختلاف وتغيير نمط التعامل مع المشكلات مع فعله ستيف جوبز مع شركة آبل حين أكد أن هناك من المجانين ما يريدون تغيير العالم والرؤية بشكل مختلف، وهو ما نسعى الى تطبيقه في مجال التدقيق الداخلي. وأشارت إلى أن الكثير من التقارير العالمية مثل تقرير المنافسة العالمي لعام 2024، حدد بوضوح المخاطر التي تواجه مهنة التدقيق الداخلي والتي أشار 65 في المئة ممن شملهم الاستطلاع إلى أن التغيير المناخي من بين أهم المخاطر التي تواجه المهنة، في حين أشار 53 في المئة منهم الى أن المعلومات المضللة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي من بين تلك المخاطر. وذكرت أن التقرير بين أن الاستقطاب المجتمعي والسياسي من بين تلك المخاطر وكذلك تكلفة المعيشة والهجمات الالكترونية، مشيرة إلى أن تلك المخاطر هي أكثر 5 مخاطر تواجه الاقتصاد العالمي. ولفتت إلى أن مخاطر الأمن السيبراني واستمرارية الأعمال وتطوير رأس المال البشري من بين التحديات التي تواجه مهنة التدقيق الداخلي، مشيرة إلى أن تلك التحديات ستتغير وسيكون الاضطراب الرقمي من بين أهم تلك المخاطر. وأضافت أن مواجهة تلك التحديات يتطلب وضع خطط واستراتيجيات بأسلوب وطريقة مختلفة لمواجهتها وإعادة التفكير في تلك الأشياء وخلق القيمة المضافة، وأن يتم تأدية الأعمال في مجال مهنة التدقيق الداخلي بشكل مختلف. وأوضحت أن رفع مهارات العاملين في مجال التدقيق الداخلي يتطلب العمل على اختيار عناصر ذات كفاءة عالية وقدرة كبيرة في مواجهة التحديات، بعيداً عن الطرق التقليدية التي قد تعوق الأعمال بدلاً من مواجهتها. وتابعت أن المعايير الجديدة في مهنة التدقيق الداخلي تركز على تطوير الأداء وليس على الأداء فقط، والتي تصب جميعها في كيفية مواجهة التحديات والمخاطر التكنولوجية الناتجة عن الغش والاحتيال. وذكرت أن هناك تحديات ومخاطر تفوق بكثير مخاطر الحوكمة، لافتة الى أن هناك الكثير من المتغيرات التي نحتاج إلى التفكير فيها بشكل مختلف لمواجهتها، مضيفة «نحن بحاجة للانتقال إلى منظور أوسع وعدم التركيز على المخاطر واقتناص الفرص التي اختلفت كثيراً عن الماضي». وأشارت آن إلى أنه من الواجب التركيز على المنظمات ودفعها للأمام والعمل على جعل تلك المنظمات أكثر استدامة وتقوم بواجباتها ومسؤولياتها المجتمعية.
مشاركة :