بعد سبعة أشهر من الحرب ومع كل يوم يمر يتأكد كذب الرواية التي روجت لها دولة الكيان الصهيوني وخصوصا نتنياهو بأن الهدف من الحرب استعادة المخطوفين والقضاء على حركة حماس لإخفاء حقيقة أن الهدف يتجاوز غزة وحماس إلى تصفية القضية الفلسطينية. نتنياهو ما زال يصر على الكذب حتى يبرر استمرار الحرب بزعم أنه لم يتم تحقيق هذين الهدفين. ولكن للأسف حركة حماس انساقت وراء هذه الأكذوبة جهلا وربما تواطؤا حتى تزعم أن العدو فشل في تحقيق أهدافه المعلنة وأن المقاومة وقيادتها ما زالوا بخير. وما بين الأكذوبة والواقع يسقط عشرات الآلاف من المدنيين شهداء وجرحى وأسرى ومفقودين ويتم تجويع وامتهان كرامة من تبقى من الأحياء وتدمير قطاع غزة، كما يواصل نتنياهو تحقيق أهدافه الحقيقية في الضفة والقدس ومن استيطان وتهويد. وتستمر قيادة حركة حماس في الخارج بالحديث عن الانتصارات وتهيئ للإعلان عن النصر المؤزر بعد وقف الحرب. والنصر الحقيقي بالنسبة لها هو استمرارها في السلطة في القطاع وحتى إن فقدت سلطتها في القطاع فقيادتها في الخارج ستعلن عن انتصارها على منظمة التحرير وتبني مجدها على أنقاض قطاع غزة وكل القضية الوطنية. فكيف لعاقل أن يصدق أنها حرب على غزة وحماس في ظل: 1- التدمير الممنهج لكل المباني والبنية التحتية للقطاع واستهداف المدنيين قبل استهداف أي قيادي حمساوي في غزة. 2- وما علاقة الأهداف المعلنة باستمرار الحرب في الضفة والقدس وخصوصا في المخيمات دون ربط مفاوضات الهدنة ووقف الحرب في غزة بما يجري في الضفة والقدس. 3- ولماذا يستمر خطر تهجير سكان القطاع لسيناء أو عبر البحر وخصوصا مع بدء عملية رفح. 4- كيف نصدق أن الهدف استعادة المخطوفين بعد أن قُتل أغلبهم في الحرب دون أن ننسى قانون أو بروتوكول هانيبل الذي يطبقه جيش الاحتلال يقول بأن اليهودي الأسير أكثر ضررا من اليهودي الميت ويمكن التضحية به من أجل المصلحة العليا؟ 5- وكيف نصدق أن إسرائيل تريد القضاء على حركة حماس وهي تواصل التفاوض غير المباشر معها وترفض عودة السلطة لغزة أو بحث من يحكم غزة بعد الحرب غير حماس؟ 6- وما علاقة تحرير المختطفين والقضاء على حركة حماس بمنع وكالة الغوث (الأونروا) من العمل وتحريض الدول لقطع المساعدة عنها، والأونروا رمز عنوان لقضية اللاجئين وحق العودة! 7- وما علاقة الأهداف المعلنة بالتضييق على السلطة في الضفة وحجز أموال المقاصة وتحريض دول العالم عليها وعلى القيادة الفلسطينية؟ 8- وهل ثورة الطلاب في الجامعات الأميركية والأوروبية وتحركات الرأي العام والمنظمات الدولية ضد دولة الكيان فقط لأنها تريد تحرير اسراها والقضاء على حماس؟ أم إدراكا منهم بأهداف إسرائيلية تتجاوز ذلك بكثير لتصل لحرب إبادة وتطهير عرقي ضد الشغب الفلسطينية كله؟ وأخيرا فإن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح وما يصاحبها من مفاوضات ستكشف كثيرا من الحقائق حتى وإن كانت بعد فوات الأوان.
مشاركة :