رئيس لجنة الأمن والاستخبارات في البرلمان التركي: العلاقات مع السعودية ستصل إلى أبعد الحدود

  • 4/15/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس لجنة الأمن والاستخبارات في البرلمان التركي، نائب رئيس الوزراء السابق، أمر الله إشلر، أن تركيا «لا تمتلك أي أجندات خفية في علاقاتها مع الدول الأخرى» مشددا على أهمية العلاقات القائمة بين تركيا والمملكة العربية السعودية، منذ وصول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي انتشلها من حالة التراجع والجمود. وقال إشلر، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن بلاده ستقوم بكل التزاماتها فيما يخص «الجيش الإسلامي»، معتبرا أن تشكيله «يدل على أن الدول الإسلامية استخلصت دروسا مما حدث ويحدث حولها في المنطقة، وأنها لا بد من أن تقوم بحل مشكلاتها بنفسها، بدلا من تركها للآخرين»، معربا عن اعتقاده أن «أفق هذه العلاقات سيصل إلى أبعد الحدود». وفيما يأتي نص الحوار: * ما تقييمكم لاجتماعات منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في تركيا؟ - انتقلت رئاسة منظمة التعاون الإسلامي إلى تركيا من مصر، حيث ستبقى في عهدة تركيا 3 سنوات، والرسائل التي قدمها رئيس الجمهورية (رجب طيب إردوغان) في القمة، كانت هامة وإيجابية جدا. حيث وجه انتقادات للمنظومة الدولية، وأكد ضرورة إحداث تغيير فيها ليصبح هناك تمثيل للمسلمين فيها، كما طلب من الدول الإسلامية إيجاد الحلول الذاتية للمشكلات والأزمات، بدلا من أن نتركها للآخرين ليحلوها. إن كل التطورات الحالية المهمة جدا تشير إلى أن العالم الإسلامي بدأ يفكر في إيجاد حلول لمشكلاته أكثر من الفترات الماضية. وإذا كانت هذه الإرادة موجودة، فلا بد من تعزيزها، وتشكيل وتعزيز الآليات المناسبة لإيجاد الحلول للمشكلات الموجودة في العالم الإسلامي. في الحقيقة، إن العالم الإسلامي الآن يتضرر، خصوصا من الانقسامات الداخلية، ومن دخول الطائفية إليه، وهذا عامل سلبي للغاية. وفي الحقيقة، إن الانقسام الطائفي أضر كثيرا العالم الإسلامي. ونحن في تركيا، ومنذ بداية عهد حزب العدالة والتنمية، حاولنا قدر جهدنا إبعاد شبح التمزق الطائفي، لكن للأسف، بعد «الربيع العربي» أصبحت الانقسامات الطائفية واقعا في العالم الإسلامي، وهناك حروب طائفية في سوريا والعراق واليمن. لذلك المنطقة كلها تتضرر، ولهذا لا بد من أن يكون هناك تعاون حقيقي وتضامن بين 4 دول أساسية في المنطقة، هي تركيا والمملكة العربية السعودية وإيران ومصر. لكن عندما ننظر إلى الواقع نجد أن هناك خلافات بين الدول الأربع. فقط هناك علاقة جيدة بين تركيا والسعودية، علاقاتنا مع إيران جيدة، رغم وجود خلافات أساسية، لكننا على الأقل نجلس ونتحاور. لكن العلاقة بين السعودية وإيران سيئة للغاية، والعلاقة بين إيران ومصر أيضا، وكذلك العلاقة بين تركيا ومصر. وإذا أردنا أن نحل المشكلات، فلا بد من أن يكون هناك تعاون حقيقي بين الدول الأربع، ولا بد من أن تجد هذه الدول آلية لتأسيس نوع من التعاون، ولا بد من أن نناقش مشكلاتنا على الطاولة. إذا نظرنا إلى التاريخ الأوروبي نجد أن الحرب العالمية الأولى والثانية وقعت بين الدول الأوروبية، لكن هؤلاء استنتجوا أن الحروب لا تفيد، واستطاعوا تأسيس الاتحاد الأوروبي، فيما نحن نغرق في خلافاتنا. لا بد من أن نضع حدا لبعض الأطراف التي لا تريد خيرا لهذه المنطقة. * كيف هي علاقات تركيا مع المملكة العربية السعودية؟ - العلاقة بين المملكة العربية السعودية وتركيا لا بد من أن تتطور وتتقدم أكثر فأكثر. صحيح أن هذه العلاقة شهدت بعد «الربيع العربي» جمودا أو تراجعا بعض الشيء، لكن بوصول الملك سلمان إلى قيادة المملكة تحسنت العلاقات بشكل كبير. وخير دليل على ذلك هو التوقيع على إنشاء مجلس التنسيق بين البلدين. * كيف سيساهم هذا المجلس في تحسين هذه العلاقات؟ - هذا المجلس سيكون مسؤولا مباشرا عن تحسين العلاقة وتحقيق التعاون الحقيقي، سواء كان استراتيجيا، أو سياسيا، أو ثقافيا، أو اقتصاديا، أو سياحيا. سيكون في كل مجال جهة مختصة، ومسؤول عن التنسيق. وكلمة «تنسيق» تتضمن الإيجابية كلها، وتعنى بتطوير العلاقات بكل المجالات الخاصة بالبلدين. * ما أفق العلاقات السعودية التركية؟ - أرى أن أفق هذه العلاقات سيصل إلى أبعد الحدود؛ لأن الواقع المر يجبرنا على تطوير العلاقات إلى أبعد الحدود بين تركيا والسعودية، ولكن كي نحقق الأمن والاستقرار والسلم بالمنطقة، لا بد من أن يكون هناك تعاون حقيقي بين هذه الدول الأربعة الكبار. ولكي نصل إلى التعاون الحقيقي لا بد من أن نترك الأجندات الخفية. بالنسبة لتركيا، نحد لا توجد لدينا أي أجندة خفية متعلقة بالمنطقة العربية والإسلامية. لذلك نحن مرتاحون. سياستنا الخارجية تقوم على سياسة «الند بالند»، لذلك نحن طورنا العلاقات، حتى باتت تجمعنا أحسن العلاقات بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي. لكن بعد «الربيع العربي» حصلت ثورات مضادة ودخلت هذه البلدان في الفوضى. لذلك كانت هناك تحديات، وما زالت التحديات موجودة ضد تركيا اعتبارا من أحداث جيزي بارك في منتصف 2013، وحتى الآن، تركيا لم تستقر بسبب التحديات. الآن تركيا تكافح بشدة مع منظمات إرهابية: «داعش» من ناحية و«بي كي كي» من ناحية أخرى، إضافة إلى منظمات يسارية متطرفة تهدد تركيا. تركيا أيضا مهددة في المنطقة، لكنها أصبحت دولة قوية وكبيرة واقتصادها كبير، لذلك تغلبنا على هذه المشكلة. الآن وصلنا إلى آخر الخطوات فيما يخص مكافحة الإرهاب، وخصوصا في الجنوب الشرقي (المناطق ذات الغالبية الكردية). * كيف يمكن للعلاقات بين بلدين أن تتكامل، وماذا يمكن أن تقدم تركيا للسعودية والسعودية لتركيا؟ - لا بد من أن يكون هناك تنسيق بين البلدين في كل المجالات حتى في مكافحة الإرهاب. هناك منظمات إرهابية تهدد تركيا والعالم العربي، ورئيس الجمهورية أشار في كلمته إلى أن تلك المنظمات الإرهابية التي تتعامل باسم الإسلام، أضرت المسلمين. إن 99 في المائة ممن تقتلهم من المسلمين. لذلك لا بد من التنسيق لمكافحة الإرهاب. إضافة إلى ذلك، لا بد من تطوير العلاقات. الآن كيف تستقر المنطقة وكيف نجعل المنطقة الجغرافية العربية والشرق الأوسط منطقة آمنة يسود فيها السلم والاستقرار؟ لا بد من أن يكون هناك تعاون اقتصادي. عندما ننظر إلى الاتحاد الأوروبي، بدأ بأفكار اقتصادية، والتعاون في المجالات الاقتصادية والصناعية. أولا بد من أن يكون هناك تجارة بينية وحقيقية بين الدول الإسلامية. نحن وحتى «الربيع العربي» في 2011. خطونا أشواطا كبيرة في هذا المجال، وطورنا علاقاتنا التجارية مع البلدان العربية وبلدان مجاورة لتركيا، حتى روسيا واليونان، من دون تمييز، لذلك لا بد من أن تكون هناك تجارة بين الدول العربية والإسلامية، ولا بد من إلغاء التأشيرات. فقد ألغينا التأشيرات مع معظم الدول العربية، ولكن بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وظهور عناصر «داعش»، التي أصبحت تهدد أمن تركيا، اضطررنا لفرض التأشيرة على الدول التي تنتشر فيها «داعش»، مثل العراق وسوريا وغيرها. لذلك نريد أن نلغي التأشيرات بين تركيا والعالم العربي. * ماذا عن التعاون في المجال العسكري بين تركيا والسعودية؟ - هناك تعاون بين البلدين يخص مكافحة الإرهاب والمنظمات الإرهابية مثل «داعش»، هناك تعاون حقيقي موجود. وأشار السيد إردوغان في كلمته اليوم (أمس) إلى تعاون حقيقي فيما يخص المجال العسكري ومجال الشرطة (الأمن). أرى أن الأراضي خصبة فيما يخص التعاون الحقيقي بين البلدان الإسلامية بصفة عامة، وتركيا والبلدان العربية بصفة خاصة، وتحديدا السعودية بحكم أنهما دولتان كبيرتان في المنطقة. لا بد من أن يكون هذا التعاون حقيقيا من غير وجود أجندات خفية. لا بد لكل دولة أن تكون مخلصة في علاقاتها تجاه الطرف الآخر. من ناحيتنا في تركيا، نحن مخلصون، ونريد أن نطور علاقاتنا تجاه الجميع، سواء كانت الدولة صغيرة أم كبيرة. نريد أن نطور العلاقات مع الجميع في المنطقة، وخير مثال على ذلك نحن طورنا علاقاتنا مع بشار الأسد قبل بدء الأزمة، كذلك مع المالكي، ولكن بعدما قطع علاقته بنا وتدهورت العلاقات وبات يتبع سياسة طائفية، تدهورت العلاقة. إذن تركيا عندها إرادة لتطوير العلاقات وكذلك عندها إخلاص. هي مخلصة وتريد تطوير أحسن العلاقات، وخصوصا أن العالم الإسلامي مهدد، ولا بد من تكثيف الجهود، لتطوير أحسن العلاقات ولإيجاد الآليات لمكافحة الإرهاب والتغلب على مشكلات العالم الإسلامي. فلا بد من تكثيف الجهود لإيجاد أحسن العلاقات، وإيجاد الآليات لمكافحة الإرهاب والتغلب على مشكلات العالم الإسلامي. * ما رأيكم في خطوة تشكيل «الجيش الإسلامي»؟ وهل ستزيد تركيا من مساهمتها فيه؟ - تركيا ستقوم بكل المسؤوليات التي تقع على عاتقها فيما يخص هذا الجيش. كانت هناك مناورات «رعد الشمال» التي كانت ناجحة جدا. ولو كنا قبل أشهر تحدثنا عن إنشاء مثل هذا الجيش، لما صدقنا أحد، لكن الأمر أصبح واقعا. وهذا يدل على أن الدول الإسلامية استخلصت دروسا مما حدث ويحدث حولها في المنطقة، وخاصة من الأضرار التي تحدث في الدول العربية. * إذا نظرنا إلى الصراعات التي تحدثت عنها، نجد أن إيران طرف فيها كلها، فكيف تنظرون إلى شكوى الدول العربية من تدخلات إيرانية؟ - في سنة 2008، قام الرئيس إردوغان بزيارة إلى بغداد، وكان حينها لا يزال رئيسا للوزراء، وأنا كنت حينها مستشارا لرئيس الوزراء، وعقد هناك مؤتمرا صحافيا مع المالكي، قال فيه إنه ليس شيعيا وليس سنيا، بل هو مسلم. وقد قدم من خلال هذه الكلمة رسالة واضحة برفض الطائفية والتحذير من مضارها. نحن ضد الطائفية. قد يكون مذهب المرء شيعيا أو سنيا، لكن هذا لا يعني أن يمارس سياسة طائفية. لذلك نترك خلافاتنا المذهبية، ونطور في الوقت نفسه علاقاتنا من دون أجندات خفية. فإذا وجدت هذه الأجندة يمكن أن يظهر لاحقا ما يشوش على العلاقات. نحن ضد الطائفية وضد السياسات الطائفية. ونحن طورنا علاقات جيدة مع إيران، وكذلك علاقات جيدة مع رئيس الوزراء العراقي المالكي، لكنه بعد ذلك توجه نحو سياسات طائفية خالصة، وأضر بالعلاقات بين تركيا والعراق. نحن نوجه انتقادات، ونتكلم بصراحة مع الجميع، ونوجه انتقادات للدول التي تتبع سياسات طائفية، وندعوها إلى ترك مثل هذه السياسات. إن اتباع سياسات طائفية في العالم الإسلامي، يعتبر خيانة للإسلام والمسلمين.

مشاركة :