تواصل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، خرقها لقرار وقف النار في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، وذلك من خلال قصفها المتواصل بشكل هستيري للأحياء السكنية لمدينة تعز وقرى لها، غرب المدينة، وحيفان، جنوبا، مع الاستمرار بالدفع في تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الوازعية التي هجرت الميليشيات 35 ألف شخص من سكانها. يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات الانقلابية فرض حصارها الخانق على مداخل مدينة تعز الشرقية والشمالية ومفرق شرعب الرونة والضباب غرب المدينة، وتمنع دخول المواد الغذائية والإغاثية والطبية والأدوية والمشتقات النفطية وجميع المستلزمات، في الوقت الذي يؤكد عدد من أهالي مدينة تعز أن هدنة وقف النار أصبحت أشد عنفا من الحرب. وشهدت جبهة الضباب، الجبهة الأكثر اشتعالا غرب المدينة، مواجهات عنيفة بين قوات الشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح من جهة أخرى، في محاولة مستميتة من الأخيرة التقدم إلى مواقع المقاومة الشعبية ومعسكر اللواء 35 مدرع، وسقط فيها قتلى وجرحى من الجانبين. إلى ذلك، حثّ العميد الركن صادق سرحان، رئيس المجلس العسكري قائد اللواء 22 ميكا، أفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على الثبات في مواقعهم والرد بقوة على مصادر النيران. وأشاد رئيس المجلس العسكري، خلال زيارات تفقدية إلى معسكر اللواء 35 مدرع في المطار القديم غرب المدينة ومعسكر الدفاع الجوي في الخمسين، شمال المدينة، بتضحيات وأبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبطولاتهم في مواجهة همجية وعدوان الميليشيات الانقلابية التي قال إنها «لا تلتزم بالعهود والاتفاقيات». واطلع العميد سرحان خلال زيارته، أمس، من القائد في معسكر اللواء والدفاع الجوي على سير المعارك والهجمات التي تشنها الميليشيات الانقلابية على المعسكر وآثار الدمار التي خلفته الميليشيات في المطار القديم جراء القصف العنيف الذي طاله. ومن جانبه، قال القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، أيمن المخلافي، لـ«الشرق الأوسط» إن «جبهة الضباب شهدت مواجهات عنيفة، حاولت الميليشيات الانقلابية التقدم نحو مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني، حيث احتدمت المواجهات في محيط السجن المركزي والربيعي ومعسكر اللواء 35 مدرع، التي قصفتها ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح بشكل عنيف، وفشلوا في كل محاولاتهم أمام صمود أبطال المقاومة والجيش الوطني، وسقط قتلى وجرحى من الجانبين». وأضاف: «تواصل الميليشيات الانقلابية خرقها للهدنة المتفق عليها قبل أيام من انعقاد المحادثات في دولة الكويت، لتثبت عدم جديتها بالالتزام، وأن المقاومة والجيش في وضع دفاعي وملتزمون بالهدنة، وقصفت الميليشيات الأحياء السكنية بشكل عنيف، وسقط قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى قصفها المستمر على قرى الوازعية بعدما هجرت أكثر من 30 ألف شخص». واستنكر ناشطون حقوقيون في مدينة تعز عدم التزام ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح بهدنة وقف النار التي خرقت من قِبلهم منذ الساعات الأولى لبدء سريانها، حيث سجل الناشطون عشرات الاختراقات. وقال أحمد الصهيبي، الصحافي والنشاط الحقوقي من أبناء تعز، لـ«الشرق الأوسط» «لقد سجلنا عشرات الاختراقات التي قام بها مسلحو الحوثي وصالح منذ الساعة الأولى لبدء سريان الهدنة». وأضاف أن «محادثات الكويت فرصة للسلام ووقف الحرب، لكن في الوقت ذاته ندرك جيدا أن الميليشيات الانقلابية لم يلتزموا باتفاق أو أي عقد وقعوه مع أي طرف منذ بدء الحرب الأولى في صعدة بينهم وبين القوات الحكومية، بينما مجلس تنسيق المقاومة في تعز والمجلس العسكري والحكومة اليمنية وقيادة التحالف العربي أكدت أنها لا تزال ملتزمة بالهدنة رغم كل الاختراقات التي قام بها الحوثيون». وأكد أن «مدينة تعز تشهد قصفا عشوائيا منذ بداية سريان الهدنة بالإضافة إلى تحرك تعزيزات عسكرية كبيرة للحوثيين باتجاه مواقع الجيش الوطني والمقاومة، وما تقوم به المقاومة والجيش هو التزامها بالهدنة وحقها في الرد على مصادر النيران». وأعلن المجلس العسكري في تعز رصده لقرابة 219 خرقًا للهدنة، قالت إن الميليشيات ارتكبتها خلال 57 ساعة منذ إعلان سريان وقف إطلاق النار، حيث توزعت تلك الخروقات بين محاولات تسلل لمواقع المقاومة وشن هجمات مع استمرار القصف على مواقع المقاومة والجيش الوطني، إلى جانب استمرار القصف العشوائي على الأحياء السكنية وحالات قنص يتعرض لها المشاة، علاوة على استمرار الحصار على المدينة واستمرار الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة. وعلى الجانب الإنساني، دشنت مؤسسة طيبة للتنمية بالتنسيق والتعاون مع ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز، حملة «طيبة» الرابعة للإغاثة الطبية لمستشفيات مدينة تعز وسط اليمن، وذلك من خلال تزويد المستشفيات والمراكز الصحية العاملة في المدينة بالأدوية والمستلزمات الطبية، وبتمويل من هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية. وقال رئيس ائتلاف الإغاثة بتعز، الدكتور عبد الكريم شمسان، في تصريح صحافي له، إن «الحملة ستستهدف مستشفيات لـ(ثورة، والروضة، والتعاون، والصفوة، والحكمة، والكرامة)، وإنها تأتي استمرارا لحملات ومشاريع إغاثية طبية تنفذها مؤسسة طيبة بالتعاون مع ائتلاف الإغاثة الإنسانية». كما نفذ ائتلاف الإغاثة الإنسانية، المرحلة الثانية من مشروع توزيع تغذية الأطفال لمستشفيات مدينة تعز، التي تقدم خدماتها في مجال الأمومة والطفولة، بتمويل من مؤسسة وقف الواقفين العالمية. وتسلمت مستشفيات «اليمني السويدي للأمومة والطفولة»، و«المظفر التخصصي»، و«التعاون»، كميات من المكملات الغذائية للأطفال.
مشاركة :