منذ الوهلة الأولى أدركنا تماماً أننا أمام بلد مختلف الجمال حباه الله طبيعة متفرّدة خلابة ساحرة وملهمة تحرّضك على الهدوء والاسترخاء واستدعاء السكينة والتأمل، فمجرد دخول الطائرة أجواءه تستقبلك أطواده الشامخة وهضابه الممهدة المكسوة أشجاراً ناصعة الخضار وكأنها ملوّنة بعناية واقفة لتلقي عليك التحيّة باسمة، يزيد جمال المنظر المنازل الخشبيّة المتراصة لترسم لوحة فنية بديعة تُسحرك فور رؤيتها وتُلهب شغفك وتؤهله لما هو أكثر جمالاً وصفاءً وتوهجاً، إنها «سويسرا» إحدى جنان الله على أرضه، وقِبلة السائحين الباحثين عن صفاء الروح ونقاء الذهن وراحة البال، إنها البلد الذي يمتزج فيه العراقة والتاريخ بالحداثة والتقدّم والتطور بأبهى صوره، والذي تراه في كل مكان يقع عليه نظرك. «لوغانو»... الطبيعة الآسرة البداية كانت من محطة قطار مدينة «زيوريخ» إحدى كبرى مدن سويسرا، وواحدة من أرقى المدن الأوروبية وأكثرها فخامة باعتبارها مركزاً عالمياً للمال والبنوك، ومن أكثر مدن العالم نظافة وأمناً وهدوءاً، والتي انطلقنا منها مستقلين القطار السويسري الفاخر (SBB) ولمدة ساعتين ونصف تقريباً قاصدين مدينة «لوغانو» التابعة لكانتون «تيتشينو» الذي يضم 3 مدن رئيسية معروفة لدى أغلبية السياح الكويتيين، وهي «لوغانو» و«اسكونا» و«بلينزونا»، غير أن «لوغانو» هي الأشهر في الإقليم الوحيد الذي يقع كليّاً في جنوب جبال الألب والوحيد أيضاً الذي يتحدث سكّانه الإيطالية كلُغة رئيسية، إلى جانب الإنكليزية المستخدمة على نطاق واسع هناك حيث الطبيعة الآسرة الاستثنائية كالأنهار الجليدية المثيرة للإعجاب والوديان الألبيّة البرية والتلال الخضراء حيث تنمو أشجار الزيتون والكرمة، فضلاً عن الغطاء النباتي شبه الاستوائي الخصب في الحدائق النباتية على ضفاف البحيرات. الطابع الإيطالي للمدينة وتعد «لوغانو»، الواقعة جنوب سويسرا، من المدن ذات الخصوصية الكبيرة حيث يبدو التأثير الإيطالي حاضراً فيها بشكل واضح وجلي، لاسيما على صعيد اللغة والعمارة، حتى يشعر الزائر كأنه شاهد بلدين في آن واحد، وتتميز «لوغانو» بعدد من البحيرات الرائعة وقمم الجبال الشاهقة والحدائق الجميلة، فضلاً عن ممرات المشي التي تطل على البحيرة، والمطاعم المُنتشرة في أرجاء المدينة، وشوارع التسوق الفاخرة، إلى جانب العديد من المعالم السويسرية التاريخية كالكنائس والمتاحف والمعارض المُذهلة التي تعد عامل جذب سياحي مهم. خبراء الفن ينجذبون إليها لاحتضانها هندسة معمارية فريدة تؤهلها لاستضافة المعارض ومن المعروف عن «لوغانو» انجذاب خبراء الفن إليها لاحتضانها هندسة معمارية فريدة، وذلك من خلال المعارض ذات المعايير العالية التي تستضيفها، حيث توجد في متحف «ميوسيو كانتونالي دي أرته» لوحات لفنانين من أمثال (كلي، جاولينسكي، رينوار وديغا، وغيرهم العديد) وخلال الخمسين سنة الأخيرة، تطورت منطقة تيتشينو، خصوصاً «لوغانو» لتصبح منطقة ذات أهمية كبيرة في مجال الهندسة المعمارية، من أهم الممثلين المعروفين لمدرسة تيتشينو في الهندسة المعمارية هم لويجي سنوزي، وماريو بوتا. فندق «غراند فيلا كاستانولا» كما تحتوي «لوغانو» على العديد من أماكن الإقامة المختلفة مثل الفنادق، والمنتجعات السياحية، والشقق الفندقية، والشاليهات وغيرها، ولعل فندق «غراند فيلا كاستانولا» - ذو النجوم الخمس - من الفنادق التي تتسم بالخصوصية، لموقعه الفريد الذي يتوسط المدينة وإطلالته المميزة على البحيرة الأساسية، إلى جانب عراقته الممدة إلى عقود، حيث يحافظ الفندق على طرز معمارية وديكورات داخلية شديدة الخصوصية، إضافة إلى مرافقة المتنوعة. قمة «مونتي غينيروسو» تقع «مونتي غينيروسو» في الحافة الجنوبية من بحيرة «لوغانو» وهي واحدة من أكثر الأفق المثيرة لإقليم «تيشينو»، والتي تصلها عبر محطة الطريق السككي الجبلي لـ «مونتي غينيروسو» حيث تضم مطعم «فيتا مونتي غينيروسو» الكائن فوق مستوى سطح البحر بـ 1601 قدم، هي قمة ألبية نموذجية تقدم بانوراما 360 درجة لجبال الألب البعيدة، وعميقاً بالأسفل تقع بحيرة «لوغانو» بأذرعها الكثيرة وجبالها على طول شاطئ البحيرة، وعلى الأفق يمتد القوس الأبيض لجبال الألب من «مونتي روزا» عن طريق جبال «بيرنيس» وحتى «بيرنينا»، وإلى الجنوب يمكن للزائر رؤية سهول نهر «بو» كما أنه يمكن له أن يلمح كاتدرائية «ميلان وأبينينيس»، إضافة إلى ذلك هنالك فرص ترفيهية لا حصر لها تناسب كل الأذواق. ممشى بحيرة «لوغانو» يضم منتزه بحيرة «لوغانو» مجموعة مُبهجة من حدائق الأشجار الجميلة، والزهور العطرة والنباتات شبه الإستوائية، وهو من المنتزهات البارزة في المدنية ومن أهم معالمها السياحية، ويوجد في المنتزه ممشى يصطف على جانبيه التماثيل الحديثة والحدائق ويواجهه المباني القديمة التي تعود إلى مئات السنين، فضلاً عن مجموعة من الجبال الرائعة المحيطة بها. تحتوي على العديد من أماكن الإقامة المختلفة كالفنادق والمنتجعات والشقق الفندقية والشاليهات كما يوجد وسط المدنية منتزه «سياني» المطل على بحيرة «سيريسيو» الخلابة، ويُعد منتزه سياني «لؤلؤة لوغانو»، كما أنه من أبرز مزارات السياحة في المدنية، ويتميز باعتدال مناخه طوال العام، ويوجد بالمنتزه أيضاً العديد من النباتات والزهور النادرة والغريبة، ومساحات خضراء واسعة، ينتشر فيها نوافير المياة والمنحوتات المُزينة، كما إنه مزوداً بالمرافق الخدمية كافة التي يحتاجها الزوار، من مجالس وممشى للركض ومنطقة مُخصصة لألعاب الأطفال، فضلاً عن مكتبة لعشاق القراءة، وينتشر به المتاجر والمطاعم. قرية «موركوت» يتمتع الريف السويسري عموماً بطبيعة خلابة وأهمية سياحية فريدة، ويوجد فيه العديد من الأنهار التي تحيط بها الجبال الخضراء، ويغطيها الجليد من جميع الجهات، فضلاً عن الجو الهادئ، وتعتبر سويسرا كدولة واحدة من الوجهات السياحية التي تستقطب السياح من كل مكان في العالم، ويوجد فيها العديد من أوجه الترفيه والمتعة، لهذا إن كنت تخطط لقضاء عطلة مميزة ننصحك بالريف السويسري الذي تعد «موركوت» واحدة من أجمل القرى الريفية هناك، وهي فعلاً تستحق الزيارة خصوصاً أنها واقعة على شاطئ بحيرة «لوغانو» حيث تؤدي دوراً مهماً في شهرة القرية التي تتمتع بالعديد من المواقع والأماكن الرائعة التي ستمتع كثيراً بها ويمكن للزائز اكتشافها. «هيئة السياحة السويسرية»... واجهة حرفية لجذب السائحين تعتبر هيئة السياحة السويسرية، بمنزلة المنظمة الوطنية للمبيعات والتسويق لدى سويسرا، التي تعمل بكل جد وحرفية على جذب أكبر عدد من السائحين من مختلف أنحاء العالم لهذا البلد المثالي للسفر والعطلات والإجازات والمؤتمرات، وخلال تجربتنا الممتعة التي امتدت لنحو 5 أيام بدعوة من الهيئة تلمّسنا مدى دقة وحرفية ومهنية القائمين عليها والتي تجّلت في برنامج الرحلة كاملاً بداية من حفاوة الاستقبال لدى الوصول واختيار فندق الإقامة الساحر المطلّ على بحرية «لوغانو»، فضلاً عن سهولة ودقة التحرك بواسطة المواصلات العامة على مختلف أنواعها، والتي كانت مجانية طوال أيام الرحلة، ناهيك عن روعة الأماكن السياحية الذي تضمنها برنامج الزيارة، وجودة المطاعم التي تقدّم أشهى الأطباق العالمية، فهذا كله لا يسعنا إلى تقديم جزيل الشكر للهيئة وجميع القائمين عليها. «سويس مينياتور»... جمال وثقافة سويسرا على نطاق صغير «Swiss Miniature» هي حديقة مصغرة في الهواء الطلق تقع على حافة بحيرة لوغانو في قرية ميليدي - كانتون تيسينو بسويسرا، افتتحت في عام 1959، وتضم أكثر من 130 نموذجاً لأهم المباني والآثار ووسائل النقل في سويسرا، التي تم صياغتها بحرفية شديدة كما الأصلية، مع اهتمام كبير بالتفاصيل وهي محاطة بالآلاف من النباتات والزهور. كما تتميز الحديقة بسكة حديدية صغيرة تمتد بطول 3.5 كيلومترات، إضافة إلى تشغيل «التلفريك» والسفن والطائرات، وتعتبر «Swiss Miniature» أكبر حديقة مصغرة في سويسرا، حيث تبلغ مساحتها 14000 متر مربع، وتحيط بها الجبال الشامخة، مثل مونتي جينيروسو وسان سلفاتوري وسان جورجيو، وهي من مواقع التراث العالمي لليونسكو. وتضم الحديقة نماذج معروفة مثل قرية هايدي في ماينفيلد، وقلاع بورغدورف وشيون، والبرلمان الاتحادي في بيرنو، وكاتدرائية ميلان، النموذج الوحيد الذي يمكن أن ينُظر إليه من الداخل أيضاً، فضلاً عن 18 نموذجاً لقطارات تتنقل بين المباني.