ما أهمية سيطرة إسرائيل على المعابر في غزة وماذا يقدم لها ذلك من مزايا

  • 5/10/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يمنح التحكم في المعابر في قطاع غزة، وفق محللين، ميزات أمنية وإستراتيجية لإسرائيل في مساعيها لسحق حركة حماس، لكن الهدف العسكري تقابله ضغوط بشأن إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع الذي بات يعاني المجاعة. غزة - من خلال سيطرتها على جميع المعابر في قطاع غزة، تسعى إسرائيل إلى تحقيق أهداف ذات بعد إستراتيجي وأمني مستقبلي، قبيل التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس. وبالتزامن مع السيطرة على معبر رفح، أغلقت إسرائيل معبر كرم أبوسالم، جنوبي القطاع، وتضيق الخناق على معبر إيريز (بيت حانون)، فيما يوجد معبران آخران مغلقان وهما معبر المنطار (معبر كارني) الشرقي المستخدم فقط لعبور البضائع، ومعبر صوفا شمالا وهو مغلق من حوالي 20 عاما. ويرى محللون أن تصدّر المعابر الحدودية في قطاع غزة للمشهد العام خلال الأيام الأخيرة، يعني أن الحرب دخلت في بعد “إستراتيجي أمني” جديد، تهدف من خلاله إلى تحقيق عدة أهداف، في مقدمتها سحق حماس. ويشير المحللون إلى أن السيطرة على المعابر تحقق لإسرائيل منع تهريب السلاح والذخائر، وهروب قادة حماس، وإجبار الحركة على الاستسلام. والثلاثاء، اجتاح الجيش الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، ضمن ما قال إنه عملية “محدودة النطاق” متواصلة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. ويعتبر مراقبون أن إسرائيل تحاول استغلال الوقت قبيل التوصل إلى أي اتفاق مع حركة حماس، بحيث تخضع المعابر لسيطرتها وتخرج رفح عن الخدمة، بما يتيح لها تحقيق أهداف في إطار بعد إستراتيجي مستقبلي. وقال الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوع، إن الولايات المتحدة مستمرة في بناء ميناء عائم مؤقت على شواطئ قطاع غزة، بمساحة تقدر بأكثر من 281 دونما، وأشار إلى احتمال أن يعمل “بكامل طاقته” بحلول مايو الجاري. وتزداد المخاوف من ذلك الميناء والأهداف الحقيقية لإنشائه، ففي الوقت الذي تقول فيه الولايات المتحدة إنه لتسهيل دخول المساعدات وبإشراف إسرائيل، تعرقل الأخيرة إدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع الذي يعيش أهله مجاعة بسبب نقص المتطلبات الأساسية للحياة، وهو ما يرجح تسهيل فكرة “التهجير” للفلسطينيين من قطاع غزة. قادة حماس ◙ تحكم إسرائيل بالمعابر سيجبر حركة حماس على إعادة ترتيب الأولويات وحسابات التفاوض ◙ تحكم إسرائيل بالمعابر سيجبر حركة حماس على إعادة ترتيب الأولويات وحسابات التفاوض يقول المحلل العسكري والإستراتيجي هشام سليمان خريسات إن الدخول إلى غزة برا يتم عبر 5 معابر، والتي منها ما هو مخصص للبضائع ومنها ما هو معد للمسافرين، وكلها الآن مغلقة. ويعتبر خريسات أن السيطرة على المعابر تعني التحكم بسلع الحياة والدواء، وتجويع غزة، ومنع العلاج والدواء، والسيطرة على دخول الهيئات الدولية. وشدد على أن كل ذلك سيجبر حماس على التفاوض، بالتزامن مع الهجمات التي تشنها إسرائيل والضغط العسكري. ورجّح خريسات أن تكون العمليات برفح “بطيئة جدا”، مرجعا ذلك إلى أن “قيادات إسرائيل تحاول إطالة أمد الأزمة، بما يضمن لها تحقيق أكبر دمار داخل القطاع قبل الوصول إلى أي اتفاق مع حماس”. ولفت إلى أن “حماس ستنتظر توسع عملية الجيش الإسرائيلي، وستلجأ إلى إبعادهم عن المعابر والنقاط القتالية من خلال تفجير الأنفاق ونصب الكمائن، ونشر القناصين في جميع أنحاء رفح”. وبيّن أن “حماس تستعد لحرب عصابات، قد تستغرق عقودا بسبب فارق الأسلحة والقوات، وأعتقد أنها ستحل قواتها وتحولهم إلى ذئاب منفردة (مصطلح عسكري)، وتترك لهم حرية اختيار الأهداف”. وتوقع بأنهم “سيستدرجون بعض وحدات الجيش الإسرائيلي إلى مبان وأزقة، ومن ثم خطفهم والمساومة عليهم بوقف إطلاق نار فوري دون شروط”. يشير المحلل الإستراتيجي عامر السبايلة إلى أن “الهدف الأساسي لإسرائيل حاليا هو محور فيلادلفيا، لأنها جغرافيا ممتدة مع سيناء، وبالتالي فإن إغلاق معبر رفح، والسيطرة عليه، يعني إحكام السيطرة الأمنية الإسرائيلية من الداخل والخارج”. وأكد السبايلة أن “البعد الأمني هو فقط في معبر رفح للكثير من الاعتبارات، فهناك قناعة إسرائيلية أمنية بأنه دون السيطرة على محور فيلادلفيا بالكامل لا يمكن منع تدفق دخول السلاح إلى حركة حماس”. ◙ تصدّر المعابر الحدودية في قطاع غزة للمشهد العام خلال الأيام الأخيرة يعني أن الحرب دخلت في بعد إستراتيجي أمني جديد وأضاف “لا يمكن لإسرائيل أن تقول بأنها انتهت من غزة إلا عبر هذه العملية، وبعد ذلك سيكون معبر كرم أبوسالم لغايات إنسانية وبالحدود الدنيا، مع تفعيل عمل الميناء العائم في ذات الوقت، لتلبية الحاجات الإنسانية، وإظهار التركيز على الجانب الإنساني”. ولم يستبعد السبايلة “اللجوء المبدئي إلى الهجرة الطوعية عبر الميناء العائم، في ظل الضغوطات التي يتعرض لها أهالي القطاع للبحث عن ملاذ آمن، خاصة مع غياب أفق للوصول إلى حل قريب”. وأردف “بعد السيطرة على معبر رفح والمعابر الأخرى، فإن إسرائيل ستدفع بالأهالي إلى الانتقال والاستجابة لطلباتها، بما يتيح لها رسم الخارطة الأمنية التي تحقق لها التدرج بالضم، عبر تفريغ رفح من الكتلة السكانية”. وتابع “إسرائيل وضعت نفسها في النقطة الأهم، فهي كسرت المحظورات في ما يتعلق باجتياح رفح في توقيت مرتبط بالمفاوضات، بمعنى أنها جعلت اجتياح رفح أمرا واردا، ومن جهة ثانية ستربط أي تعثر للمفاوضات باستمرار العملية الحالية”. وسبق أن أعلنت حماس الاثنين قبولها بمقترح اتفاق مصري - قطري، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه “لا يلبي متطلبات” تل أبيب، وأعلن تمسكه باستمرار العملية العسكرية في رفح. يشكل معبر رفح شريان الحياة الرئيسي بين العالم الخارجي وسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، فهو المنفذ الوحيد في القطاع الذي لا تديره إسرائيل، إذ أتاح، منذ بداية الحرب قبل سبعة أشهر، دخول الإمدادات الإنسانية ونقل المرضى إلى الخارج في ظل انهيار مرافق الرعاية الصحية. وتسيطر إسرائيل على جميع المنافذ البحرية والجوية إلى غزة وعلى معظم حدودها البرية. وشددت إسرائيل القيود التي تفرضها على القطاع لتصبح حصارا شاملا بعد هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر والذي رد عليه الجيش الإسرائيلي بشن حملة عسكرية واسعة على غزة. ومع إغلاق المعابر الحدودية الإسرائيلية، أصبح معبر رفح الطريق الوحيد الذي يمكن لسكان غزة من خلاله مغادرة القطاع الساحلي الذي تبلغ مساحته 360 كيلومترا مربعا، كما بات محور الجهود المبذولة لتوصيل المساعدات الإنسانية والسماح للمصابين وحاملي جوازات السفر الأجنبية بالخروج. أهمية معبر رفح عامر السبايلة: التحكم في معبر رفح يعني إحكام السيطرة الأمنية عامر السبايلة: التحكم في معبر رفح يعني إحكام السيطرة الأمنية وتوسطت قطر في اتفاق بين مصر وإسرائيل وحماس بالتنسيق مع الولايات المتحدة للسماح بعمليات إجلاء محدودة. وغادرت القطاع المجموعة الأولى من المصابين عبر معبر رفح في الأول من نوفمبر، بعد حوالي ثلاثة أسابيع على بدء الحرب، تلتها الدفعة الأولى من حاملي جوازات السفر الأجنبية. ولم تكن إسرائيل تسيطر بشكل مباشر على المعبر قبل الثلاثاء، لكنها كانت تراقب كل الأنشطة في جنوب غزة من قاعدة كرم أبوسالم العسكرية وعبر غيرها من وسائل المراقبة. وهذه أول عودة للقوات الإسرائيلية إلى معبر رفح منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005. وبعد إعلان الحصار، فتحت إسرائيل تدريجيا المزيد من المعابر، وكان آخرها معبر إيريز في الشمال في الأول من مايو، والذي كان مغلقا منذ تدميره خلال هجمات السابع من أكتوبر. وكانت إعادة فتح معبر إيريز أحد المطالب الرئيسية لوكالات الإغاثة الدولية للتخفيف من حدة الجوع الذي يعتقد أنه أشد وطأة بين المدنيين في الجزء الشمالي من القطاع. وقال مسؤول إسرائيلي في الأول من مايو إن من المستهدف إدخال 500 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا. وأعيد فتح معبر كرم أبوسالم، حيث تلتقي حدود إسرائيل وغزة ومصر، في ديسمبر ومرت من خلاله منذ ذلك الحين أكثر من 14 ألف شاحنة مساعدات لغزة، وهو ما يزيد عن حجم المساعدات التي دخلت من معبر رفح، وفقا لبيانات الأونروا. وأغلقت إسرائيل المعبر لأسباب أمنية بعد هجوم أعلن الجناح المسلح لحركة حماس في الخامس من مايو مسؤوليته عنه وأسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين. وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيعاد فتح المعبر بمجرد أن يسمح الوضع الأمني بذلك. كما وصلت كميات محدودة من المساعدات إلى غزة عن طريق البحر أو عن طريق الإنزال الجوي. وبدأت قوات أميركية في بناء رصيف بحري قبالة ساحل غزة في أبريل بهدف تسريع تدفق المساعدات إلى القطاع عندما يبدأ تشغيله في مايو. وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية مكلفة بتنسيق عمليات توصيل المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية، إنها تواصل تعزيز جهودها لزيادة المساعدات لغزة. ودعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني حركة حماس والجماعات المسلحة الأخرى إلى وقف أي هجمات على المعابر الإنسانية والامتناع عن تحويل مسار المساعدات وضمان وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين. ومنذ السابع من أكتوبر تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت نحو 113 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين. وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

مشاركة :