وهدفت الانتخابات التي جرت الاثنين إلى إنهاء ثلاث سنوات من الحكم العسكري في دولة ذات دور محوري في الحرب ضد الجهاديين في منطقة الساحل الإفريقي. وقالت اللجنة الانتخابية إن ديبي حصل على 61,03 في المئة من الأصوات، متفوقا على رئيس وزرائه سوكسيه ماسرا الذي حصل على 18,53 في المئة. ومن المقرر أن يصادق المجلس الدستوري على النتائج. وقال ديبي في خطاب مقتضب "أنا الآن الرئيس المنتخب لكل التشاديين" متعّهدا الوفاء "بالتزاماته". وكان ماسرا أعلن في وقت سابق فوزه، محذرا فريق ديبي من تزوير النتائج. وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس أن جنودا أطلقوا النار في الهواء في العاصمة نجامينا ابتهاجا وأيضا لردع المتظاهرين بعد تصريحات ماسرا. وهرب بعض الأشخاص للاحتماء أو عادوا إلى منازلهم وسرعان ما أصبحت شوارع العاصمة خالية. في غضون ذلك، تجمّع أنصار لديبي قرب القصر الرئاسي في وسط نجامينا وغنوا وأطلقوا أبواق السيارات ورشقات من الرصاص في الهواء ابتهاجا، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. وأصيب مراهقان على الأقل برصاص عشوائي، وفق مراسل فرانس برس. فرز أصوات متواز وكان أنصار ماسرا، وهو خبير اقتصادي يبلغ 40 عاما، يجرون فرز أصوات خاصا بهم بالتوازي مع الفرز الرسمي. وفي خطاب نُشر على صفحته في فيسبوك قبل ساعات من إعلان النتائج قال ماسرا إن فرز فريقه "يؤسس لفوز من الجولة الأولى لتغيير الوضع الراهن". وأضاف "النصر مدوٍّ ولا عيب فيه"، لكنه توقع أن يعلن فريق ديبي فوزه و"يسرق النصر من الشعب". ودعا ماسرا، وهو زعيم معارضة سابق عُيِّن رئيسا للوزراء في كانون الثاني/يناير، التشاديين إلى "الاحتجاج السلمي لإثبات انتصارنا". وجاء إعلان النتائج الخميس قبل أسبوعين تقريبا من التاريخ الذي كان محددا سابقا وهو 21 أيار/مايو. وبالإضافة إلى ديبي وماسرا، ترشّح للانتخابات الرئاسية ثمانية آخرين، إما غير معروفين نسبيا أو يعتبرون غير معادين للنظام. وأعلن رئيس الوزراء السابق ألبرت باهيمي باداكي حصوله على المركز الثالث بنسبة 16,91 % من الأصوات في الانتخابات التي شهدت إقبالا بلغت نسبته 75,89 %، وفق ما أعلن رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الانتخابات أحمد بارتشيريت. "طيار ومساعد طيار" ودعت لمعارضة إلى مقاطعة الانتخابات معتبرة أن نتائجها معروفة مسبقا. وبعد إعلانه ترشّحه، قال ماسرا إنه يقوم بذلك من أجل المحافظة على الفريق الحالي المكوّن من "طيار ومساعد الطيار" في طائرة متجهة "نحو الديموقراطية"، متحدّثا عن ديبي وعن نفسه. وكان ماسرا من المعارضين الذين دُفعوا إلى مغادرة البلاد لكنه عاد لاحقا وعُين رئيسا للوزراء في كانون الثاني/يناير. واتّهمه المنتقدون بأنه أداة بيد النظام في غياب أي منافسين فعليين وحملة القمع التي تعرّضت لها المعارضة واستبعاد شخصيات بارزة من الانتخابات. محاربة الجهاديين وأُعلن ديبي رئيسا انتقاليا من جانب مجلس مشكل من 15 جنرالا في العام 2021 بعد مقتل والده إدريس ديبي إتنو في الجبهة خلال إشرافه على معركة مع متمردين بعد 30 عاما من الحكم. ووعد ديبي الابن بمرحلة انتقالية إلى الديموقراطية مدتها 18 شهرا، لكنه مددها لاحقا لعامين. ومذّاك، فرّ المعارضون أو أسكتوا أو تحالفوا مع ديبي. في تشرين الأول/أكتوبر 2022، أطلق الجيش والشرطة النار على متظاهرين كانوا يحتجّون على تمديد المرحلة الانتقالية، من بينهم أعضاء في حزب "المغيّرون" الذي يتزعمه ماسرا. وحذّر الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان من أن الانتخابات تبدو "غير نزيهة ولا حرّة ولا ديموقراطية" مشيرة إلى "تزايد انتهاكات حقوق الإنسان" بما في ذلك مقتل ديلو. كما حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أن "عددا من المشكلات التي حدثت في الفترة ما قبل الانتخابات ألقت بظلال من الشك على نزاهتها". وحافظت تشاد على تحالفها الأمني مع فرنسا التي سحبت قواتها في السنوات الأخيرة من مستعمرات إفريقية سابقة بناء على طلب الأنظمة العسكرية التي تحكمها ومن بينها مالي وبوركينا فاسو والنيجر. وتشهد دول الساحل تمردا جهاديا وعززت علاقاتها مع روسيا بعد قطعها مع باريس.
مشاركة :