لبنان سلّم فرنسا ردّه على مبادرتها لاحتواء التصعيد مع اسرائيل (مصادر سياسية ودبلوماسية)

  • 5/10/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ومنذ اليوم الذي أعقب بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي. لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيداً في وتيرة الهجمات. في كانون الثاني/يناير، حملت باريس إلى الطرفين مبادرة لنزع فتيل التصعيد الحدودي خشية من توسّعه، من دون إحراز تقدّم. وتمّ مطلع أيار/مايو تعديلها بطلب من لبنان الذي رأى أن النسخة الأولى تتماهى مع الطروحات الإسرائيلية. وتقترح المبادرة المعدّلة وقف الأعمال العدائية من الطرفين، وانسحاب مقاتلي حزب الله وحلفائه لمسافة عشرة كيلومترات من الحدود، وفق مسؤولين لبنانيين. كما تنصّ على ضمان حرية حركة قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) والسماح لها بتسيير دوريات في منطقة عملياتها من دون أي قيود، وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وعديده. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس "سلّم الجانب اللبناني ردّه مطلع الأسبوع، وتضمّن ملاحظاته على مسألة انسحاب المجموعات المسلحة والتعاون مع اليونيفيل والتطبيق الكامل للقرار 1701" الذي ينص على حصر الانتشار المسلح في جنوب لبنان بالجيش اللبناني واليونيفيل. وأفاد مسؤول لبناني، رفض الكشف عن هويته، أنه تمت "صياغة الرد اللبناني بالتنسيق مع حزب الله"، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد. وقال مسؤول لبناني آخر، تحفظ عن ذكر هويته لفرانس برس، إن "اعتراض" لبنان تمحور بالدرجة الأولى حول انسحاب مقاتلي حزب الله لمسافة عشرة كيلومترات من الحدود، وعلى تمتع قوات اليونيفيل "بحرية الحركة" وتسيير دورياتها من دون تنسيق مع الجيش اللبناني. وأكد مصدر مقرّب من حزب الله أن الأخير "اعترض على هاتين النقطتين". والعام الماضي، اصطدم تعديل مجلس الأمن تفويض قوة اليونيفيل لناحية منحها حرية الحركة للاضطلاع بمهامها من دون تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني برفض لبناني خصوصاً من حزب الله. ومنذ عام 2006، ليس لحزب الله أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية. لكن خبراء وتقارير تفيد عن نقاط ومخابىء وأنفاق للحزب يتحرك عناصره فيها. ورغم تأكيد المصدر المقرب من حزب الله أن الأخير لا يرفض المبادرة الفرنسية، إلا أنه اعتبر المباحثات الجارية حالياً بمثابة "وضع إطار للمفاوضات الحقيقية" بعد التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة. وكرّر حزب الله مراراً الإشارة الى أن وقف اسرائيل حربها في قطاع غزة هو وحده ما يوقف إطلاق النار من جنوب لبنان. وتنشط واشنطن كذلك من أجل احتواء التصعيد بين لبنان وإسرائيل. وزار موفدها آموس هوكستين لبنان وإسرائيل أكثر من مرة منذ بدء التصعيد، وحضّ الطرفين على إيجاد حل دبلوماسي، وسط خشية من اتساع نطاق التصعيد. ويقول المسؤول اللبناني الثاني إن المساعي الأميركية "أفضل" من المبادرة الفرنسية، خصوصاً أنها تنصّ صراحة على ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود، قتل 402 على الأقل في لبنان، بينهم 262 مقاتلاً من حزب الله و79 مدنياً، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً الى بيانات رسمية وحزب الله. وفي الجانب الإسرائيلي، قتل 14 عسكرياً وتسعة مدنيين، وفق الجيش".

مشاركة :