أكد أستاذ علم بيئة وسلوك الحيوان المساعد بقسم الأحياء، كلية العلوم، جامعة حائل، الدكتور الدكتور منيف الرشيدي أن ديننا الإسلامي لا يعارض التطور للكائن الحي بمفهوم التكيف الذي يخول الكائن الحي التعايش مع بيئته الطبيعية والتغيرات التي تحدث فيها، لكنه يعارض كل النظريات الإلحادية التي تنكر وجود الخالق عز وجل. جاء ذلك رداً من الدكتور الرشيدي على نقد نشر في كتاب صدر حديثاً للمؤلف الألماني الدكتور يورك ماتياس ديترمان - أستاذ التاريخ المساعد بجامعة فرجينيا كومنولث في قطر، والمهتم بدراسات الشرق الأوسط - حول علم الأحياء ونظرية التطور في دول الخليج . واستشهد الرشيدي بدوره على العالم الألماني بقول الله تعالى في محكم تنزيله: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)، مبيناً أن كل نوع من الكائنات الحية هو أمة مستقلة بحد ذاتها. ومؤكداً في الوقت نفسه بأنه لا يوجد تناقض بين العلم والدين الإسلامي، وكل ما يقوله المشككون حول ذلك غير صحيح البتة. وأوضح الرشيدي أن جميع الأبحاث التي قام بها تبين بما لا يوجد فيه مجال للشك بأن الكائنات الحية وخصوصاً الحيوان يغير من سلوكياته في بعض الأحيان ليتكيف مع التغيرات التي قد تحدث في بيئته، وفي العادة مثل هذه التغيرات السلوكية أو التشريحية تُورَّث وتنقل من جيل لآخر، لكنها لا تؤدي بأي حال من الأحوال لتحويل الكائن الحي لكائن حي آخر. وكان العالم الألماني قد أورد في كتابه بأن الرشيدي صرّح بأنه "لا يؤمن بالتطور حسب نظرية داروين" والتي تنص في بعض مفاهيمها أنه "يمكن لكائن حي أن يتطور ليصبح كائن حي آخر"، وأن الرشيدي قد طرح سؤالاً مثيراً مفاده "أنه إذا كان هناك حقاً تطور كما يزعم علماء التطور الذين يتبعون النظرية الدارونية، فلماذا لا نرى أناساً بأجنحة؟! فالإنسان بطبعه يحب الطيران ليسهل تنقلاته! وهل يمكن بعد ملايين السنين أن يصبح للإنسان أجنحة تمكنه من الطيران؟.
مشاركة :