بدء الحملة الرسمية للاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي

  • 4/15/2016
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

قبل عشرة اسابيع من الاستفتاء حول مكانة بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، تتوجه الانظار الاوروبية والاميركية الى لندن حيث بدأت الحملة الرسمية لعملية تصويت ستشهد منافسة حامية على ما يبدو. ويثير هذا الاستفتاء الاول للبريطانيين حول اوروبا منذ 1975، قلق الاوساط الاقتصادية وقادة العالم. ويشكل مجازفة لرئيس الوزراء البريطاني في منصبه وفي التاريخ السياسي للبلاد. وقرر ديفيد كاميرون الدعوة الى الاستفتاء في 23 حزيران/يونيو لمحاولة تهدئة غضب المشككين في اوروبا في حزبه المحافظ، الذين يطالبون منذ سنوات بمراجعة للعلاقات مع الاتحاد. وسيبذل هو شخصيا جهودا كبيرة للبقاء في الاتحاد الاوروبي مؤكدا باستمرار ان بريطانيا ستكون اغنى واقوى ببقائها في الاتحاد مع الاستفادة من الوضع الخاص الذي حصلت عليه خلال القمة الاوروبية في شباط/فبراير. لكن موقفه بيدو ضعيفا اذ ان جزءا كبيرا من النواب المحافظين يطالبون بالخروج من الاتحاد ويواجه معسكر مؤيدي البقاء فيه صعوبة في حشد التأييد لهم. ويمكنه الاعتماد على اكبر الشركات التي تؤمن وظائف وعالم المال اللذين ايدا البقاء في الاتحاد الاوروبي. ويضاعف القادة الاوروبيون التصريحات المؤيدة لبقاء بريطانيا في الاتحاد. وقد تدخلت الولايات المتحدة في الجدل. واعلن البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما سيوضح خلال زيارة الى لندن الاسبوع المقبل بصفته صديق، لماذا تعتقد الولايات المتحدة ان بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي جيد للمملكة المتحدة. من جهته، قال صندوق النقد الدولي ايضا ان خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي يمكن ان يسبب اضرارا خطيرة اقليمية وعالمية عبر الاخلال بالعلاقات التجارية القائمة. لكن المعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد الذي يسمونه في بريطانيا بريكزيت اختصارا لعبارة بريتش ايكزيت فيرى ان الخطر الاكبر على اقتصاد وامن المملكة يتمثل في البقاء في الاتحاد الاوروبي الذي يحتاج الى اصلاحات وعاجز عن التصدي للتحديات التي تواجهه مثل ازمتي اليورو والهجرة. وحددت اللجنة الانتخابية الاربعاء الحملتين الرسميتين اللتين ستتنافسان حتى 23 حزيران/يونيو وهما صوت مع الانسحاب (فوت ليف) الحملة الرسمية للمؤيدين لمغادرة الاتحاد، وحملة البقاء (ذي اين كامبين) للمؤيدين للبقاء في الاتحاد. - هروب من السجن - والقى زعيم حزب العمال جيريمي كوربن الخميس اول خطاب له مؤيد للبقاء في الاتحاد. ويرى مراقبون ان كوربن يمكن ان يلعب دورا اساسيا في اقناع الناخبين وخصوصا الشباب منهم، بالتصويت للبقاء في الاتحاد. لكن المعسكر المؤيد للخروج من الكتلة الاوروبية بقيادة رئيس بلدية لندن بوريس جونسون الذي يتمتع بشعبية كبيرة ينوي اقناع البريطانيين بان المستقبل سيكون زاهرا بانهاء المعاملات الادارية الاوروبية. وشبه بوريس جونسون الخروج من الاتحاد بالهرب من سجن، معتبرا انه مع هذا الاستفتاء يبدو الامر وكأن سجانا ترك سهوا باب السجن مفتوحا واصبح الناس قادرين على رؤية الاراضي تحت الشمس من بعيد. وحملة فوت ليف مبادرة تشارك فيها احزاب عدة يدعمها خصوصا 128 نائبا محافظا وفرضت نفسها متقدمة على الحركة التي يدعمها زعيم حزب الاستقلال (يوكيب) نايجل فاراج المشكك في الوحدة الاوروبية. وتنظم هذه الحركة الجمعة والسبت سلسلة من المناسبات للدعوة الى الانسحاب من الاتحاد. وسيشارك بوريس جونسون في تجمعات في مدن شمال انكلترا مانشستر ونيوكاسل وليدز. وحاليا تشير استطلاعات الرأي الى منافسة حامية بين المعسكرين بينما تناولت المفاوضات خصوصا الاقتصاد والهجرة ولم يبد البريطانيون خارج الساحة السياسية باستثناء قلة منهم، اي موقف علني حول هذه القضية. وفي استطلاع للرأي اجراه جامعيون في مشروع ماذا تفكر المملكة المتحدة؟ (وات يو كاي ثينكس) تبين ان كلا من الجانبين يلقى خمسين بالمئة من تأييد الناخبين. ويرى الخبراء ان نسبة المشاركة ستشكل عاملا اساسيا في النتيجة. وقال جون كورتيس من جامعة ستراثكلايد ان عناصر عدة تشير الى ان الناخبين المؤيدين للخروج من الاتحاد يبدو اكثر حماسا للتصويت. وكان 32 بالمئة فقط من الهولنديين صوتوا في استفتاء الاسبوع الماضي حول اتفاق شراكة بين الاتحاد الاوروبي وهولندا، في خطوة اعتبرها مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد تعبيرا صامتا عن رفض للمؤسسات الاوروبية. وقال بيتر ريف الناطق باسم حزب الاستقلال في بيتربورو وسط شرق انكلترا حيث كان يوزع منشورات الجمعة نحن متفائلون. لا نعمل على هذه القضية منذ اسابيع بل منذ عشرين عاما. اما مؤيدو البقاء في الاتحاد فقد اطلقوا خلال الاسبوع الجاري حملة على موقع يوتيوب لتسجيلات الفيديو لدعوة الشباب الى التحدث الى اجدادهم من اجل اقناعهم بالتصويت من اجل المحافظة على عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. المصدر: (أ ف ب)

مشاركة :