بعد أيام من سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، جددت وكالات تابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة التأكيد على الأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة وشددت على الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية. وأصدر فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، بيانا يوم الجمعة أدان فيه الأعمال التي تعرض للخطر دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة. وقال إن "المعابر البرية القليلة إلى غزة تعد بمثابة شريان حياة لإمدادات الغذاء والدواء والوقود وغيرها من الضروريات التي يجب السماح لها بالوصول إلى السكان اليائسين والمذعورين"، داعيا جميع الأطراف المعنية إلى ضمان عدم تعريض المعابر المدنية وتدفق السلع الضرورية لبقاء المدنيين للخطر بسبب العمليات العسكرية. وشدد تورك على الجانبين توخي الحذر بشكل خاص لضمان بقاء هذه المعابر آمنة وعاملة، وألا تكون أهدافا مباشرة أو أضرارا جانبية. وكرر دعوته لجميع أطراف الصراع إلى وقف الأعمال العدائية فورا وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وغير مقيد ومستمر لتلبية احتياجات جميع الفلسطينيين في غزة "دون تأخير". ومن جهته، قال كبير منسقي الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للطفولة في غزة هاميش يونغ، للصحفيين في جنيف، إنه لم يدخل أي وقود أو مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة لمدة خمسة أيام. "هذه بالفعل مشكلة كبيرة للسكان وجميع الجهات الفاعلة في المجال الإنساني، ولكن في غضون أيام، إذا لم يتم تصحيح ذلك، فإن نقص الوقود يمكن أن يؤدي إلى توقف العمليات الإنسانية". وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الوضع في غزة وصل إلى "مستويات طوارئ غير مسبوقة"، مع إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى رفح أو جعلها غير آمنة. وقد أدى إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم إلى قطع وصول الوقود والإمدادات ونقل العاملين في المجال الإنساني، وفقا لما ذكره جورجيوس بتروبولوس، الذي يقود المكتب الفرعي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة. كما أشار إلى أن هذا الوضع قد أثر على حركة المدنيين عبر الحدود والقدرة على إجلاء المرضى من غزة. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن استمرار نقص الوقود سيؤثر على جميع القطاعات الأساسية لأنه قد يجبر المستشفيات على الإغلاق ويؤدي إلى مزيد من تفاقم سوء التغذية. وخلال الساعات الـ24 القادمة، من المتوقع أن ينفد الوقود من خمسة مستشفيات تديرها وزارة الصحة الفلسطينية و28 سيارة إسعاف. كما تحدثت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة مارغريت هاريس عن تأثير نقص الوقود. وقالت هاريس "حتى لو تمكنت من إنقاذ شخص ما من الموت، وقمت بإجراء عملية جراحية له، ووضعته على جهاز التنفس الصناعي، سيتوقف الجهاز وسينقطع نفسه". وحذرت "بدون وقود، بغض النظر عما فعله الجميع، ينهار النظام بأكمله".■
مشاركة :