صراحة فيصل القحطاني : دعا عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الناس إلى تقوى الله حق التقوى وأن يتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى. وأوضح فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أن هناك آية بين آيتين ، وصفةٌ كريمةٌ ، توسطت بين ركني الصلاة والزكاة ألا وهي صفة المؤمنين الذين يعرضون عن اللغو , قال سبحانه وتعالى (( قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ )). وقال إن اللغو هو مالا فائدة فيه من الأقوال والأفعال ولذلك امتدح الله المؤمنين بأنهم عن اللغو معرضون, وقد ذكر الله ذلك في كتابه الحكيم في أكثر من موضع ، فقال تعالى (( لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيما )) ، وقال سبحانه وتعالى (( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم )) مشيراً إلى أن من اللغو الفارغ من الكلام الذي لا فائدة فيه ، ومنه الهدر الذي يضيع الأوقات ، ومنه البذيء من الأقوال والأفعال سواءً قيل للمخاطب أو حكي عن الغائب , وإذا أرادت الأمة أن تعلوا وترتفع فكيف لها ذلك وهي لاهية في اللغو واللهو. وأفاد بأن الغيبة والنميمة وسهر الليالي دون طائل وإطلاق السمع والبصر فيما حرم الله برؤية المنكرات أمر مذموم وأن المسلم قد ينفر من هذا الأمر لأول مرة ولكن إذا ألفته نفسه واعتادت عليه أصبح أمرا معتاداً ، وقد حذر الله سبحانه وتعالى من الجهر بالسوء , قال تعالى (( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم )) مبيناً أن الله قد حذر من الجهر بالسوء فكيف بفعله من أناس يريدون نشر الباطل والمنكرات في الأماكن العامة ، وقال إن هذا الأمر يبدو فردياً لأول مرة فما يلبث إلا أن يكون كارثة اجتماعية وفوضى أخلاقية فكيف بأمة تريد النجاح والفلاح وهي ساكنة في المحرمات ، لاهية في المنكرات ، فكم من قائل رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيقال له كلا إن العمر لا يعود فمن خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزلة ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة. وبين الدكتور آل الشيخ أن النجاح والفلاح يكون في تزكية المسلم نفسه ، وأن اللهو والإعراض يطفئ نور الإيمان , وأن على المسلم أن يجاهد نفسه للارتفاع إلى كل محمدة والبعد عن كل منقصة , مبيناً أن الإعراض عن اللغو من صفات عباد الرحمن , قال الله سبحانه وتعالى (( والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ) ، وأن السفهاء إذا لقوا أصحاب اللغو ألفوهم وآنسوا بهم وأما أهل الإيمان فإنهم لا يلقون لهم بالاً ينفرون منهم ولا يجلسون معهم والمتأمل في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يجد أنها تؤكد ما أكده القرآن من أن الإعراض عن اللغو من صفات المؤمنين ومن سمات المتقين وكان أبعد الناس عنه هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وأشار إلى أن آثار اللغو عظيمة وآثامه كبيرة , وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما يكفر ذلك , وقال من كان في مجلس كثر فيه اللغو , فقال قبل أن يقوم من مجلسه سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك , إلا كفر الله ما كان في مجلسه هذا , مبيناً أن على المسلم أن يسمو بنفسه ويبعد عن هذه الأمور فإن العمر غنيمة والحياة فرصة والأنفاس محدودة والأيام معدودة. وقال فضيلته إنه من الذي انتشر في وقتنا هذا وفي زماننا هذا قيل وقال ونقل الأخبار دون دليل قاطع ولا برهان فأصبح الناس يتنقلون الكلام دون محجة ولا برهان مستشهداً بقوله صلى الله عليه وسلم إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال . وحذر من انتهاك العرض وقال أيها المؤمنون إن من أعظم الأمور التي يجب التحذير منها عرض المسلم مبيناً أن عرض المسلم وانتهاكه من كبائر الذنوب فالحذر الحذر من انتهاك عرض أخيك المسلم , يقول صلى الله عليه وسلم الربا اثنان وسبعون باباً أدناها إتيان الرجل أمه وأن أربى الربا استطالة المسلم في عرض أخيه فليحذر المسلم من الوقوع في عرض أخيه أو يقوله كلاماً لم يقله. كما حذر عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من المسارعة في نقل الأخبار والاجتهاد في ذلك دون دليل ودون حجة , مبيناً أن هذا أمر يرفضه الشارع ، قال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) فعلى المسلمين أن يلتزموا بالمنهج الشرعي في ذلك والمعيار الشرعي كونه هو سبيل النجاة , قال الله سبحانه وتعالى (( ولولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا )) أي أنهم لا ينقلون الأخبار الكاذبة ولا يروجون إشاعات لأنهم يسمعون قول الله سبحانه وتعالى (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )) كما قال سبحانه وتعالى (( يحبون أن تشيع الفاحشة )) قال أهل العلم فكيف بمن تولى كبرها فعلينا الحذر من ذلك.
مشاركة :