توجه المخرج الإيطالي جيانفرانكو روسي إلى اليونان لحضور العرض الأول لأحدث أفلامه الوثائقية، الذي يحمل عنوان النار في البحر. الفيلم فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي هذا العام. وثائقي يجسد الحياة في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، خط المواجهة في أزمة اللاجئين إلى أوروبا وبوابتهم نحو الغرب. في محاولةٍ إلى رفع مستوى الوعي حول هذه الأزمة الدولية وتزايد عدد الوفيات.ويحدثنا مخرج الفيلم قائلاً: أعتقد أنه لا يمكن لفيلمٍ أو كتابٍ أن يغيرا مصير عالمنا. ولكن يحدوني الأمل أنه بهذا الفيلم سأرفع مستوى الوعي حول هذه القضية. وقبل كل شيء، آمل إيصال فكرةِ أن كل هؤلاء الأشخاص ليسوا مجرد أرقامٍ فحسب، وإنما بشرٌ لديهم حقوق ومشاعر. أمضى المخرج أكثر من عام ونصف العام في أحضان الجزيرة، وانغمس في مجتمعها البسيط حيث التقى بشخصيتيه الرئيسيتين، صاموئيل صبيٌ في الثانية عشرة من العمر، والطبيب المحلي بيترو بارتولو. أهدى المخرج جائزة برلين للشعب في لامبيدوزا الذين رحب دائماً بالوافدين إلى الجزيرة. ويضيف المخرج : سكان لامبيدوزا يعملون في الصيد، والصيادون بشكلٍ عام يقبلون بكل شيء يأتي من البحر. هذا مثال استثنائي يبين لنا أهمية أن نتشبه بالصيادين ولو قليلاً. مشكلة اللاجئين معقدة للغاية. ولا يمكن حلها بشكل منفصل أي من قبل كل بلد ولا سيما الجزر الصغيرة. فجزيرة ليسبوس اليونانية ولامبيدوزا الإيطالية هما معقلان رئيسان للاجئين على حواف أوروبا، وتشكلان رمزاً قوياً يوضح معنى النزوح. روسي يعارض سياسة بعض الدول الأوروبية التي ترفع الجدران أمام اللاجئين. ويعتقد أن سياسة الاتحاد الأوروبي في هذا القطاع أخفقت. حیث یقول: أعتقد أن التاريخ يقدم العديد من الأمثلة التي تبين كيف أن الحواجز لا تستطيع مقاومة قوة التاريخ. ولهذا أعتقد أنها ستنهار وستُهزم. أنا لا أخشى هذه الحواجز المادية، وإنما الحواجز النفسية التي تخلقها أوروبا في الوقت الحاضر، ولا سيما السياسات المعاصرة لبعض البلدان. أعتقد أن هذا يمثل هزيمةً للسياسة الأوروبية المشتركة. يُعرض الفيلم حالياً في اليونان. وسينتقل عرضه قريباً إلى صالات العرض في أنحاء أوروبا.
مشاركة :