بين أصوات المفاتيح وهي تقتحم صمام أقفال حديدية و بين أصوات وسطاء عقاريين زبائن وملاَّك وباعة لمحال أخرى، في زاوية ليست ببعيدة يجلس رجل تخطى عمره الخمسون عاماً ينتظر عميلاً يطلب منه الوساطة لشراء أو إيجار عقار، بدأت طفولة محمد أبو حثرة هنا من هذا المكان متنقلاً مع والده بين مكاتب عقارية قبل أن يدخل الصفوف الأولى، وبينما كان من هم في عمره يلوكون الحلوى بأفواههم الصغيرة مستمتعين بالألعاب متأملين وجوه أمهاتهم كان محمد طفلاً يفيض سماحة كبرى في أرض شرسة وسط العقاريون القدامى والرعيل الأول من تجار المخططات، يسمع نثاراً من القول عن الصفقات وقطع الأراضي عن النوع، الموقع، المساحة والأضلاع تخترق عينيه ما هو أبعد من الطابعات والأظرف والسجلات الملقاة على طاولاتهم. ولد محمد أبو حثرة في ١٩٩١/١٢/١١م لأبوين يعملان في القطاع الحكوميّ التحق بالهندسة الصناعية في ٢٠١٩م مع أنه كان يشعر بانجذاب للهندسة والبناء أراد حينها دخول الهندسة المدنية إلا أن الاختصاص كان توجه كثر، فاختار دراسة الهندسة الصناعية حتى تخرج من جامعة الملك خالد في أبها سنة ٢٠١٦م انتقل بعدها بين شركات كبرى في السعودية مثل شركة الكفاح للمقاولات وشركة نسما من ٢٠١٧ – ٢٠٢٠ بعدها دخل العالم فترة انتشار مرض الكورونا كوفيد١٩ والتي اعتبرها أصعب فترة في حياته، لكنها حجم ما كانت فترة توجس وقلق كانت أيضاً نقطة انطلاق تطوير عمله العقاري الذي وفق فيه.. آمن والديه بقدرته وتمكنه حيث بدأ خوض المجال العقاري بنفسه من خلال قطعة أرض لوالدته كانت فاتحة خير له. قال أن لوالده اليد الطولى في دعمه وإيمانه أن خلف محمد رجل أعمال حقيقي، يليه بالفضل د. سعيد القاضي والذي أسماه عرّابه العقاري، تحدث عن أزمة تخفيض دعم القروض العقارية وكيف أنها بدت حجر عثرة وأن إدراكه لحجم الضرر جعله يبحث عن حلول وبدائل أخرى. من هنا بزغ نجم شركة “الطود” العقارية. ١- في البداية نود أن تعطينا نبذة مختصرة عن معرض عسير للعقار والبناء التي نظمتها غرفة أبها حيث قال الأستاذ محمد الشريف “أن هذا التجمع يمثل نقلة نوعية بزيادة عدد المشاركين” و أشاد بالجهود و التعاون الذي وجد، ماذا قدم المعرض ؟ الحقيقة اود ان اشكر غرفة ابها التجارية على ما قدموه من جهود لإنجاح هذا المعرض بعد توفيق الله و أيضا الشكر موصول للزملاء المشاركين وهم عامود رئيسي لهذا المعرض و الذي يعد معرض مهم جدا لسكان منطقة عسير كافة و الذي يساعد و يرفع مستوى الوعي لدى افراد المجتمع في المنطقة و أيضا يرفع من مستوى التنافسية بين القطاعات لتقديم افضل الخدمات و العروض و التي تصب في نهاية الامر لصالح المواطن او المستهلك > ونأمل ان تكون المعارض القادمة اكبر و افضل ان شاء الله. ٢- وماهي أبرز التحديات والفرص التي يواجهها المستثمرون والمطورون في سوق العقارات؟ عن تأثير هذا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة عسير حدثنا عن هذه التجربة؟ بفضل من الله ان المنطقة ترتكز على نقاط قوة كثيرة و أولها توجه الحكومة لإنعاشها بالسياحة وذلك من خلال اعتماد المشاريع الكبرى التي تستحقها المنطقة و أهلها بحيث تكون بإذن الله أولى الوجهات السياحية في المملكة و بالتأكيد ان هذه المشاريع تؤثر على السوق العقاري بشكل كبير و واضح مما يصنع الفرص الهائلة لهذا القطاع ، اما فيما يخص التحديات فأرى ان التنافس سيصبح عالي و البقاء سيكون للأفضل من جميع النواحي لذلك يجب على المستثمر ان يعرف حجم المنافسة و لابد ان يواكب المستجدات و التحديثات في هذا القطاع خصوصا في الخدمات المساندة له . بلا شك ان كل ما تم ذكره يتيح فرص كبيرة لصغار المستثمرين في المنطقة لينعكس على فرص وظيفية للشباب و الشابات ويكون مجتمع متوازن اقتصاديا. ٣- تم تكريم شركة “الطود العقارية” لمشاركتها في المعرض وأنت شريك ومدير عام للشركة عرِّفنا عن انتقالاتك السابقة في العقار ما قبل “طود”، كيف كانت بدايات محمد أبو حثرة في هذا المجال؟ و ملاصقاً لشركة الطود هنالك شركة أخرى لكم أ. محمد وهي كتلة حدثنا عنها ومالفرق بين “الطود” و “كتلة”؟ صحيح تم تكريمنا من قبل الغرفة التجارية في ابها مشكورين على هذي المبادرة ، بدايةً انا من خريجين كلية الهندسة تخصص الهندسة الصناعية وهو تخصص يميل للإدارة بشكل عام و بعد التخرج توظفت في شركات مقاولات كبرى على مستوى المملكة مثل شركة نسما و شركة الكفاح للمقاولات وخلال هذي الفترة كنت أحاول العمل في وقت الفراغ على التسويق العقاري وكان لدي اهتمام كبير جدا بالعقار و البناء قد يصل الى مرحلة الشغف لذلك بدأت كمسوق عقاري بصفة فردية وحاولت الاحتكاك بالتجار و أصحاب الخبرة في السوق عن طريق والدي و الذي يعتبر ملهمي في هذا المجال حيث كان يأخذ بيدي منذ الصغر للمكاتب العقارية و جلساتهم و زيارة المخططات على الطبيعة و معرفة المميزات والعيوب للأراضي ، وبعد ذلك مرت الجائحة المعروفة كورونا و استقلت من العمل و بدأت فكرة العمل على شركة الطود العقارية من خلال دعم و مساندة د / سعيد القاضي ، وبما ان شركة الطود هي شركة عقارية وهي المنبع الرئيسي لاقتناص الفرص و العمل على فكرة المشروع وكيفية ادارته ، وكما نعرف جميعا ان العقار يعتمد بشكل كبير على الاعمال الانشائية سواء كانت بنية تحتية او فوقية ، فمن هنا رأينا انه من الضروري ان يكون لدينا ذراع فني و تنفيذي وهي شركة كتلة للمقاولات لذلك قررنا تأسيس هذه الشركة و التي تقوم بتنفيذ مشاريع الطود في الوقت الحالي و في المستقبل القريب جدا بإذن الله ستعمل على مشاريع أخرى مستقلة بالإضافة الى مشاريع شركة الطود العقارية . ٤- كلمنا عن شركة “الطود العقارية” فكرتها وأهم أهدافها؟ شركة الطود العقارية هي شركة هدفها ان تكون من أكبر الأسماء في مجال التطوير العقاري النموذجي في منطقة عسير بشكل خاص و في المملكة بشكل عام وخصوصا في تطوير الأراضي الخام او الأراضي الكبيرة و تجهيز بنيتها التحتية لتكون جاذبة للمستهلك النهائي او لمطورين البنية الفوقية مثل العمائر و الفلل و الشقق و غيرها من نماذج المساكن . ٥- هل العقار والاستثمار حكر على الأثرياء؟ وهل من الممكن وجود نجاح في العقار مبني على القروض؟ العقار متاح للجميع و لكن من وجهة نظري انطلاقة الشخص العادي المبتدئ لابد ان تكون من التسويق و التفكير بفكر المشتري والتفكير بفكر البائع لتكون فرصة نجاح الصفقة اكبر ليحصل من خلالها على العمولة الخاصة به وذلك بعد حصوله على التراخيص المطلوبة من الهيئة العامة للعقار ( رخصة فال ) وبعد ذلك يستطيع تكوين العلاقات و الدخول في مساهمات و شراكات و استثمارات عقارية ، فيما يخص القروض لا شك انها تختصر شوط كبير جدا ولكن تعتمد على أمور كثير أولها توفيق الله سبحانه وتعالى في استغلال هذا القرض بالشكل الصحيح و التنويع به لتوزيع المخاطر الامر الاخر اختيار التوقيت المناسب لأسعار الفائدة بحيث يكون القرض بهامش ربح بسيط وقبل كل شي لابد ان يكون القرض بحدود المعقول لحساب حال الخسارة لا قدر الله بحيث لا يؤثر على المستثمر بشكل كبير و يهدم كل جهوده السابقة وهذه تختلف من شخص لآخر بالتأكيد. ٦- كيف تنظر إلى تبوء المرأة لمناصب قيادية عليا في الشركات الكبرى؟ هل هو نتاج نجاحات سابقة أم أنها تقتصر على الملكيات العائلية فقط؟ خاصة بعد ظهور أول مكتب عقاري نسائي وهو تحول غير مسبوق في تاريخ القطاع هنا في المملكة؟ بلا شك ان المرأة لها دور كبير وفعال جدا سواء كان في المناصب القيادية الحكومية او في القطاع الخاص او حتى على مستوى التجارة و الاعمال الريادية ، وبالتأكيد ان المجتمع المحيط بالمرأة او الرجل له دور كبير جدا فالتأثير على طريقة التفكير لذلك أرى ان العوائل الغنية او التي لها سابق معرفة بالعلم و التجارة لها النصيب الأعلى في نجاحات أبنائهم وهذا لا يعني بأن العوائل المتوسطة او الفقيرة قد فقدت نصيبها في نجاح أبنائها بل بالعكس قد تكون المعيشة الصعبة و الظروف القاسية صانعة لنجاحات كبيرة وهناك امثلة كثير لتجار عاشوا في محيط اسر فقيرة . فيما يخص النساء والمكاتب العقارية فهو امر مفرح جدا وهي فرصة كبيرة لأخواتنا و بناتنا بإن يكونوا احد ركائز هذا القطاع الرائع و الاستفادة منه و أرى ان التسويق العقاري او العقار بشكل عام لا يقتصر على رجال او نساء او كبير او صغير انما يعتمد بشكل كبير جدا على سمعة الشخص نفسة و لبناء السمعة لابد ان تكون المصداقية عالية جدا و الدقة في نقل المعلومات عالية جدا ف اذا اجتمعت هذه الصفات في المسوق او المسوقة سيبني سمعة ممتازة وثقة عالية من قبل العملاء ونجاحات باهره بإذن الله. ٧- متى كان العصر الذهبي للعقار وهل هناك فرصة لتكرار ذلك، هل من شيء مثل هذا يلوح في الأفق؟ وبالمقابل ماهي أصعب الأوقات التي مرت بها؟ لا اعتقد ان هناك عصر ذهبي للعقار من وجهة نظري لان العقار متجدد وقد يمر بظروف صعبة فبالطبع الفرص متجددة حسب الظروف لذلك العقار كما قيل هو الابن البار و هو دائما في اتجاه الصعود الى ان يشاء الله حتى و إن تخلل ذلك ركود او نزول فإنه في نهاية الامر باتجاه الصعود و المسألة مسألة وقت فقط لا غير بعد إرادة الله. ٨- اعتدنا الصورة النمطية القديمة لأهل العقار حيث تكون أعمارهم بين ال٥٠ وال٦٠ الان نلحظ دخول الشباب بقوة واقتدار وخير مثال على هذا أنت، برأيك ما لذي اختلف في العقار اليوم؟ ما لفرق بين العقار قبل ٤٠ سنة و الان؟ ماذا قدمت الدولة من تمكين وتسهيلات! سؤال رائع و بهذه المناسبة أتقدم بخالص شكري لحكومتنا الرشيدة على حرصها و اهتمامها لتنظيم السوق العقاري و اصدار الأنظمة و اللوائح التي تصب في صالح المواطن بنهاية الامر ، لا شك ان الجهود المبذولة من قبل الهيئة العامة للعقار وانظمتها وتشريعاتها لهذا السوق له دور كبير جدا باستقطاب الكفاءات الشابة و دخولهم لعالم العقار بصورة جديدة و احترافية و منظمة لحفظ حقوق جميع الأطراف و لتقديم خدمات رائعة يستحقونها أبناء هذا البلد ، ولازلنا نطمح للمزيد و الأفضل و خصوصا مع الدعم الذي نشهده من قبل الدولة فهذه فرصة لا تقدر بثمن و انا ادعوا الشباب و الشابات باستغلال مثل هذه الفرص المقدمة من الدولة لأبنائها على طبق من ذهب بفضل الله . ٩- نسمع منذ ١٠ سنوات شائعات ترددت كثيراً عن نزول أسعار العقار إلا أن ما نشاهده خلاف ما نسمع، بل ارتفعت الأسعار لأعلى ب ٤٠ و ٥٠% عن السعر السابق؟ في وقت بدا فيه طموح المواطن يقل من رغبة امتلاك منزل إلى شقق تمليك؟! فيما يخص هذا الجانب فأنا لدي قناعة شخصية ان العقار يمرض ولا يموت ، و أرى ان مثل هذه الشائعات تعتبر أحلام و مضيعة للوقت و للجهد و التفكير حتى و ان اصبح هناك نزول فلن يستمر بل بالعكس سيكون هناك ردة فعل معاكسة وقوية . ١٠- أطلق دانيال بينيا وهو رجل أعمال أمريكي بارز تصريحاً حصد تفاعلاً واسعاً هناك، قال فيه : “إذا كنت تجيد اللغة العربية أو يمكنك تعلمها بصورة سريعة اذهب إلى المملكة العربية السعودية ولا تعد أبداً إلى وطنك” مشيراً إلى مستقبل الاستثمار هنا، تقييمك للمناخ الاقتصادي وحركة الاستثمار في السعودية؟ هل وصلت لهذا الحد فعلاً؟ كما نعرف جميعاً ان المملكة العربية السعودية هي حديث العالم منذ فترة مع وجود قائد ملهم وهو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قائد الرؤية و الفكر و التخطيط الاستراتيجي نشكر الله بأن رزقنا هذا القائد الشجاع الذي جعل المملكة في المكانة التي تستحقها من بين جميع دول العالم ولا زال للمجد بقية حيث اننا جميعاً طموحنا عنان السماء ، اما بخصوص ما قاله رجل الاعمال الأمريكي فإني لا أرى مقولة جديدة او مثيره فالجميع يعرف منذ سنوات بأن المملكة العربية السعودية في بداية مرحلة التغيير و انها بالاتجاه الصحيح بإذن الله و انها تسير بخطى ثابته نحو المستقبل فهي فرصة ومطمع لكل مستثمر على وجه البسيطة . ١ ١- ما هي العقارات التي تفضل الاستثمار فيها؟ العقارات التجارية المدرة. ١ ٢- من الذين دعموك في مسيرتك ؟ من كان خلف محمد أبو حثرة؟ والدي و والدتي لهم دور كبير جدا بعد الله في تكوين شخصيتي وهم الداعم الأول بلا شك و لن انسى اخي و صديقي و عرّابي و معلّمي الدكتور سعيد بن ظافر القاضي الذي له فضل كبير جدا بعد الله في تحسين مفاهيمي و فكري وهو داعم لي في عملي . ١ ٣- ماهي التحديات التي تواجه رجل الاعمال من خلال خبرتك؟ بعد التوفيق و التوكل على الله ستكون كل التحديات مجرد محطات عبور تصنع منك مستثمر اقوى و بخبرة اعلى وتتعلم من الأخطاء السابقة لتستفيد منها في المستقبل ، من وجهة نظري التحديات كثير و لكن ابرزها الصبر و الاستمرارية و الإصرار على النجاح رغم الصعوبات والعقبات. ١٤- أيهما أهم الخبرة والعلاقات أم العلم والذكاء ؟ واريد أن أعرف من زاويتك ماهي صفات الرجل الناجح؟ العلم والذكاء مع الوقت تجلب لك الخبرة و العلاقات لذلك أرى ان جميعها مهمه ومكملة لبعض ، فيما يتعلق بصفات الرجل الناجح من زاويتي أرى ان اهمها الصدق و الوضوح ثم الصبر و الإصرار على النجاح. ١٥- لماذا لا نجد مؤلفين كتب من شبابنا السعوديين يتحدثون عن التسويق الناجح؟ مبادئ المبيعات، اقتصاديات التجارة من واقع تجربتهم؟ عن مفاهيم وأسس تزيد من فهم أفراد المجتمع لعالم الاستثمار في السوق العقاري الذي يفتقر إلى فهمه الكثيرون؟ لا شك ان الكتب المتخصصة في التجارة و الاعمال لها دور كبير في رفع مستوى الوعي لدى الشباب وهناك الكثير من الكتب التي تتحدث عن التسويق و المبيعات و التجارة و لكن أرى ان كل شخص له نظرة مختلفة و تجربة مختلفة لذلك من وجهة نظري ان النزول في الميدان و العمل على ارض الواقع هو خير كتاب تتلقى منه الدروس التي ستبقى عالقة في ذهنك الى الابد. ١٦- كلمة أخيرة تحب أن تقولها أو توجهها لأحد تختتم به هذا اللقاء؟ أولاً من لا يشكر الناس لا يشكر الله لذلك انا أتقدم بجزيل الشكر لصحيفة الرأي الالكترونية على ثقتهم بي و استضافتي و الشكر موصول أيضا للأستاذة أريج الشمري على جهودها و تفانيها و حبها لعملها ، ثانياً تمنياتي بالتوفيق لجميع من قرأ هذا اللقاء و أتمنى ان يكون اللقاء مفيداً للجميع.