في الوقت الذي كان ينتظر فيه جمهور مسلسل سوالف طفاش الجزء الرابع لكي يعرض خلال شهر رمضان المقبل، تفاجأ بإعلان شركة حوار للإنتاج الفني إنتاج فيلم سوالف طفاش الذي ستقدمه كعيدية لجمهور العمل، مقدّمة تجربة جديدة على الساحة الفنية في البحرين من ناحية تقديم فيلم كوميدي فنتازي طويل يمتد لحوالي الساعة والنصف، وسيعرض على شاشات سينما البحرين. وقد تم تصوير الفيلم الذي استغرق قرابة الشهر في منطقة بنغلور الهندية بوجود طاقم بحريني وهندي نفّذ العمل. الأيام التقت بمنتج ومؤلف العمل أحمد الكوهجي، والمخرج يوسف الكوهجي، اللذين تحدثا عن هذه التجربة وأهم الصعوبات التي واجهتهما خلال التحضير لها، فكان الحوار. ] مدة قليلة تفصلنا على شهر رمضان، وبعد الجزء الثالث لمسلسل سوالف طفاش الذي قدمتموه العام الماضي، كنا نتوقع انتاج الجزء الرابع، ولكننا فُوجئنا بتصوير فيلم سوالف طفاش، فلم اتخذتم هذه الخطوة؟ أحمد الكوهجي: أتت فكرة الفيلم للتجديد في سوالف طفاش ولكي نبتعد عن إطار الدراما التي اعتاد الناس عليها، فأعتقد أن سوالف طفاش قد أخذ حقه من النجاح تلفزيونيًا واجتذب أكبر شريحة جماهيرية. يوسف الكوهجي: طموح أي فنان أن ينجح عمله ولكننا كمؤسسة نود أن نطور هذا المشروع وأن نقدم شيئًا لوطننا فنيًا، وأن نضيف أمورًا فنية تحسب لنا وتحسب للفنانين. ] هل نستطيع القول إن إنتاج فيلم حول سوالف طفاش هو استثمار لنجاح المسلسل؟ ولماذا لم يتم إنتاج فيلم فكرته بعيدًا عن سوالف طفاش؟ يوسف الكوهجي: الفكرة أتت لأننا نريد أن نحقق رصيدًا أكبر من النجاح إذا نجح الفيلم، كما أن فكرة الفيلم كانت موجودة منذ البداية ولكننا كنا ننتظر أن يحقق المسلسل شيئًا مميزًا ومن بعدها نقدّم الفيلم. أحمد الكوهجي: الأهم منذ ذلك، بدأنا بتأسيس قاعدة جماهيرية قوية، بحيث نخلق نجومية لبعض الفنانين وأن يكونوا مطلوبين بالنسبة للمشاهدين، فبإمكاني تقديم أي موضوع في السينما، ولكن هل سيتهافت الجمهور لمشاهدته إذا لم أخلق من ممثليه نجومًا؟ ] فلنتحدث عن الجانب التأليفي للفيلم، كون طبيعة الفيلم تختلف عن الكتابة للدراما، كيف قمت بتحويل هذا العمل لفيلم؟ أحمد الكوهجي: بالنسبة للتأليف التلفزيوني نراعي العديد من الأمور، فالتلفزيون يفرض نفسه في البيوت، وعليه يجب أن نراعي أمورًا معينة، ففي الفيلم أدخلنا جانب الفنتازيا والمغامرة وهذا كنا لا نستطيع تطبيقه في المسلسل نظرًا للوقت، فحاولنا أن يكون في الفيلم كل ما يجذب المشاهد، حاولنا أن نقدّم شيئًا مميزًا، فالمشاهد البحريني اعتاد على مشاهدة الافلام الدرامية، ولكن فيلم سوالف طفاش ركز على امور لم يعتد عليها المشاهد البحريني كالفنتازيا والكوميديا وحركة الكاميرا، فلا فائدة من أن أُبكي المشاهد دون تقديم أمور فنية جديدة. يوسف الكوهجي: عندما يذهب الجمهور لمشاهدة سوالف طفاش سيذهب لرؤية ما اعتاد عليه، ونحن سنعطيهم هذه الجرعة ولكن بعدها سنأخذهم إلى عالم جزيرة الهلامايا التي تدور فيها أحداث القصة، وهو اسم جزيرة كان يردده بوداوود - أحد شخصيات مسلسل سوالف طفاش. ] يوسف، هذه المرة الأولى التي تقدم فيها فيلمًا وفي البحرين التي لم تعتمد كثيرًا على إنتاج فيلم يمتد لساعة ونص، كما أنك اعتدتَ على تقديم المسلسل، فكيف تمكّنت من إنجاز فيلم في خطوة تعتبر مغامرة؟ يسألني الكثيرون لما تتبعون اسلوب البساطة في سوالف طفاش، أجيب عليهم بأن هنالك الكثير من الامور الفنية والتي بسببها نرى تشابه الأعمال إخراجياً برغم من اختلاف محتواها فعلى سبيل المثال لو سلّطنا الضوء على الأعمال التي تقدّم في الخارج فنجد أن الأفلام أو المسلسلات الكوميدية دائمًا يتم إخراجها بأسلوب بسيط، لأن ما يهم ليس طريقة التقاط المشهد بقدر المشهد نفسه وأداء الممثلين وقفشاتهم لكي تصل للناس، في الفيلم قمت بالاهتمام بالصورة والمادة في نفس الوقت وكان هنا التحدي كي نظهر بأجمل صورة. ] تم تصوير الفيلم في الهند، وهذا بحد ذاته تحد جديد، لأنكم قمتم بتصوير فيلم في بلد محترف سينمائيًا بأجهزة ومعدات احترافية وطاقم كامل وكذلك لغة لا تجيدونها، فلماذا اخترتم الذهاب للهند والتي بالطبع ستكون الرحلة مكلفة انتاجيًا وما هي أهم صعوبات هذه الرحلة؟ يوسف الكوهجي: اخترنا الهند لأن لها باعًا طويلاً في صناعة الأفلام، إضافة الى أن أجواءها قريبة من أجوائنا والعلاقات التاريخية والتجارية التي كانت تربط بين الهند وأهل البحرين، كما أننا كنا نريد طبيعة معينة كوجود انهار وجبال وغابات وهذا ما توفّر في الهند، أما بالنسبة للصعوبات، فقد واجهنا مشكلة التوقيت في تصريح التصوير الذي أعطي لنا من الجهات المختصة في الهند، فهو محدد بالوقت والساعة وعليه يجب أن نقوم بجدولة كل مشاهد التصوير بناء على التصاريح التي حصلنا عليها، فكان الوقت يضغط علينا جدًا، وبالنسبة للطاقم اصطحبنا من البحرين 18 شخصًا ومن الهند 80 شخصًا، فكيفية التعامل مع هذا العدد واللغة أيضًا فبعضهم لا يجيد العربية أو الانجليزية، ومن ضمن الصعوبات التي واجهناها كنا نريد التصوير في قارب بشكل معين ولم يكن متوفرًا هذا الشكل في القرية التي كنا نصوّر فيها، فقامت الشرطة بإلقاء القبض على صاحب القارب، فقمنا بطلبه من منطقة أخرى وكان سيصل خلال 8 ساعات، ولكن أيضًا لم يتمكن من الوصول بسبب الشرطة، فاضطررنا لبناء قارب بأنفسنا لكي نستطيع استكمال مشاهد الفيلم، كما قمنا ببناء القرية التي صوّرنا فيها، وكذلك بعض الجسور. أحمد الكوهجي: مسألة الربح والخسارة أيضًا لم نفكر فيها بقدر تفكيرنا بتقديم فيلم سينمائي يرضي المشاهد، وأن نقدم له إمكانية متوفرة خلال الفيلم. ] ماذا أضافت لك هذه التجربة في الهند وما الذي استفدته من خبرة الهنود في هذا المجال؟ يوسف الكوهجي: استفدت بالطبع، ولكن هم يطبّقون ما نريده نحن، لأن لدينا التصور، ولكن تفاهمهم وحرفيتهم أفادت في تقديم الصورة بشكل مميز. ] التعامل مع الممثلين يختلف في المسلسل عن السينما، فكيف طبقتم ذلك؟ أنا على تواصل دائم مع الفنان علي الغرير، وخليل الرميثي اللذين بذلا جهدهما في أداء مشاهدهما بالشكل المطلوب، فجرعة الكوميديا كانت أكبر، إضافة الى أننا قمنا بتصوير الفيلم بكاميرا واحدة وهذا يتطلب من الممثلين التقيد بأمور فنية معينة. ] بما أن العمل صوّر في الهند التي دائما تتضمن أفلامها مجموعة من الأغنيات، فهل سنشاهد أغنية في فيلم سوالف طفاش؟ أحمد الكوهجي: نعم بالتأكيد هناك أغنية واحدة، العمل تم تنفيذه وتصويره في الهند، وكذلك الاغنية والفيديو كليب الذي قمنا بتصويره بمشاركة مجموعة من الراقصين والراقصات ومصممي الرقص الهنود الذين لهم تجربة كبيرة في هذا المجال، بالإضافة للمغنية الهندية التي غنت بالعربية لأول مرة وكانت سعيدة جدا بخوض هذه التجربة، حيث أتوا من مومباي إلى بنغلور وهي المنطقة التي كنا نصوّر فيها، أما الموسيقى التصويرية فهي من تأليف الشاب البحريني أحمد جناحي. ] ماذا ينقصنا في البحرين لكي نقدّم سينما احترافية يقبل عليها الجمهور؟ يوسف الكوهجي: أن تكون هناك ثقة من المشاهد البحريني في الأفلام البحرينية. أحمد الكوهجي: الطبيعة الخلّابة وبعض المناطق التصويرية، لأن البحرين صغيرة وهذا من الأسباب التي دفعتني للتصوير في الخارج. ] ماذا بعد فيلم سوالف طفاش؟ أغلب الظن سيكون هناك جزء رابع لمسلسل سوالف طفاش الا ان ذلك صعب نظرًا لضيق الوقت. المصدر: سكينة الطواش
مشاركة :