براعة منقطة النظير، وموهبة تُذهِل العقول، وذاكرة مُتّقدة لا تكاد تفلت منها معلومة، ذلك ما يتمتّع به أصحاب "متلازمة الموهوب"، وهي حالة نادرة يصحبها قدرٍ عالٍ من المواهب رغم الإعاقة الذهنية، وقد ارتبطت هذه المتلازمة باضطراب التوحد عند الأطفال، وقد أبرز أصحابها قدرات استثنائية، إذ فاقوا أقرانهم في موهبتهم، سواء كانت فنية، أم موسيقية، أم حسابية، فما أسباب تلك المتلازمة؟ وهل تُوصَف بالحُسنِ بما أمدّت به أصحابها؟ متلازمة الموهوب "Savant Syndrome" هي حالة نادرة يُبدِي فيها الإنسان موهبة هائلة رغم الإعاقة الذهنية لديه، وقد تحدث هذه المتلازمة منذ الولادة أو تتطوّر خلال مرحلة الطفولة المبكرة، إذ يمتلك ذوو "متلازمة الموهوب" قدرات استثنائية في مهارة واحدة أو أكثر، سواء في الفن، أو الرياضيات، أو غيرها. ناقش المتخصصون "متلازمة الموهوب" وعلاقتها بالتوحد، بسبب انتشارها النسبي بين المُصابِين بالتوحّد، إذ إنّ 10 - 30% من المُصابِين بالتوحد لديهم متلازمة الموهوب بدرجةٍ ما، وعادةً ما تكون مهارته الكبرى هي امتلاك ذاكرة شاسعة. وقد أظهرت الأبحاث أنَّ المُصابِين بالتوحّد و"متلازمة الموهوب" في الوقت نفسه لديهم مهارات معرفية وسلوكية تُميِّزهم عن غيرهم من المُتوحّدين، مثل: لم يعرف الباحثون بعد السبب الرئيس وراء "متلازمة الموهوب"، لكن ثمّة نظريات عديدة تُفسِّر هذه المتلازمة، منها على سبيل المثال: اقرأ أيضًا:كيف تعرف أنك مصاب بـ"متلازمة البطة"؟ إليك الأعراض وطرق المواجهة يتمتّع أصحاب "متلازمة الموهوب" بقدرات استثنائية في مجالٍ واحد أو أكثر من المجالات الآتية: تتجاوز مهارات أصحاب "متلازمة الموهوب" عموم الناس في هذه المجالات، فمثلاً يُمكِن لشخصٍ ألمّت به "متلازمة الموهوب" أن يُجرِي حسابات رياضية سريعة، أو يُنتِج رسومات دقيقة التفاصيل، مِمّا لا يسع غيره من الناس عمله بالسرعة نفسها أو الدقة. لكن الموهبة ليست كل شيءٍ في "متلازمة الموهوب"، وإنّما هناك أعراض أخرى عقلية وتنموية متزامنة، فقد يُعانُون التوحد وبعض المشكلات الأخرى، مثل: من الشائع أن يظنّ آباء الأطفال المُصابين بالتوحد أنّ أبناءهم يمتلكون أو سوف يمتلكون ذكاءً عاليًا، ومع ذلك فإنّ قلة من المُصابين بالتوحد هم في الواقع من المتفوقين، حسب "verywellhealth". ومن المُغرِي أن نرى "متلازمة الموهوب" على أنّها شيء إيجابي، فالأذكياء المهرة ذوو القدرات الاستثنائية هم أشخاص رائعون، وتتجاوز قدراتهم غيرهم من الناس، لكن مع الأسف فإنّ هذه المهارات لا تجعل الحياة أسهل بالضرورة، بل قد تكون أصعب، فعلى الرغم من المهارات الفريدة، فإنّ بعضها قد لا يُستخدَم أصلاً في الحياة اليومية، إذ إنّ حِفظ صفحات دفتر الهاتف في الذاكرة قد لا تخدم أي غرضٍ ذي مغزى في الحياة اليومية، وإن كان إنجازًا مثيرًا للإعجاب، لكن من جهة خرى فإنّ بعض المهارات الفريدة التي يتمتّع بها هؤلاء قد تُساعِدهم على جلب المال، وتحقيق نجاحٍ كبير كعادة أي إنسان استثنائي. لكن قد يُواجِه المُصابون بتلك المتلازمة صعوبةً في أداء المهام اليومية العادية بسبب ضعف مهارات التواصل، وممارسة بعض السلوكيات بصورةٍ مهووسة. لا تُوجَد أدلة على أنّ تلك المتلازمة قد تُؤدِّي إلى تلف الدماغ، لكنّ ذوي المتلازمة قد يُعانُونها بفعل بعض الإصابات الدماغية أحيانًا. عندما يمتلك الطفل قدرة هائلة في مجالٍ واحد أو أكثر مقارنةً بالأطفال الآخرين من العمر نفسه، أو يمتلك مستوى ذكاء مرتفعًا مقارنةً بأقرانه، فقد يكون ذلك دليلاً على "متلازمة الموهوب"، لكنّ المتلازمة تفتقر -إلى الآن- إلى أي معايير تشخيصية رسمية، ورغم القدرات الهائلة في بعض المجالات، فإنّ أصحاب تلك المتلازمة قد يُعانُون إعاقة إدراكية أو تنموية في مجالات مُعيَّنة في الوقت نفسه. اقرأ أيضًا:"السوشيال ميديا" تتمدد.. كيف هيمنت مواقع التواصل الاجتماعي على عقولنا؟ هذا ليس ضروريًا، فصاحب "متلازمة الموهوب" يمتلك قدرات استثنائية في مجالٍ واحد أو أكثر، ما لا يستدعي أي حاجةٍ إلى علاج، لكن قد تُشعِر هذه القدرات الفريدة المرء باختلافه عن أقرانه، ما قد يُفضِي به إلى العُزلة عنهم أو الاكتئاب. وقد يتلقّى أصحاب "متلازمة الموهوب" أنواعًا من العلاج حسب أي مشكلةٍ أخرى مصاحبة، مثل التوحّد، وهذه العلاجات تختلف حسب نوع المشكلة وشِدّة الأعراض، وقد تشمل أيًا مما يلي:
مشاركة :